نيروبي 2 أكتوبر 2023 (شينخوا) ذكر باحث كيني أن خطة الصين لدعم التحديث الزراعي في أفريقيا، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، تشكّل السبيل إلى دفع النمو الشامل في القارة.
وصرح ريتشارد مولوا، نائب رئيس جامعة إجيرتون، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إن الخطة ستضخ بمجرد تنفيذها بالكامل حيوية في الأنظمة الغذائية بأفريقيا من خلال الأبحاث المشتركة ونقل التكنولوجيا وتطوير محاصيل عالية الغلة.
وقال إن "الخطة بأكملها جيدة. فقد تخلفت أفريقيا لفترة طويلة عن الركب في مجال الابتكار، ولكن يمكن تحقيق الكثير من الفوائد بالتعاون مع الصين في البحث والتطوير، والقيمة المضافة، علاوة على التعاون في إنشاء مجمعات زراعية بيئية".
خلال قمة مجموعة بريكس التي عُقدت في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس، كشف شي النقاب عن خطة لتحديث الزراعة في أفريقيا، إلى جانب مبادرة لدعم التصنيع في القارة والتعاون الصيني الأفريقي في تنمية المواهب.
ووصف مولوا خطة تحديث الزراعة بأنها تغير قواعد اللعبة، وقال إنها تشكّل السبيل لضمان مستقبل خالٍ من الجوع وسوء التغذية والفقر لسكان الريف.
ذكر مولوا أنه من خلال التعاون مع الصين، ستتمتع الدول الأفريقية بوصول معزز للتكنولوجيات والابتكارات والبحوث المطلوبة لتطوير أنواع جديدة من المحاصيل يمكنها الصمود أمام الصدمات المناخية والآفات والأمراض.
وأشار إلى أن تبادل البلازما الوراثية بين الصين والدول الأفريقية سيزدهر بموجب الخطة لضمان وصول المزارعين المحليين أصحاب الحيازات الصغيرة إلى المحاصيل عالية الغلة.
وقال مولوا إن خطة الصين لتحديث الزراعة في أفريقيا تختلف عن تلك التي اقترحها الغرب لأنها تسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة وذات منفعة متبادلة بدلا من النظريات المجردة.
وأضاف مولوا أن "الفوائد ستذهب إلى المزارعين"، مشيرا إلى أنه يتوقع تعاونا قويا بين الصين وأفريقيا.
وأكد مولوا أنه يتعين على الحكومات الأفريقية دعم خطة الصين المقترحة لتحديث الزراعة من أجل إنجاحها وإحداث تحول في معيشة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بالمناطق الريفية، مضيفا أن الخطة ستساعد أيضا في تحقيق التنمية المستدامة بالقارة.
وعلى وجه التحديد أشار مولوا، وهو خبير محنك في مجال البستنة، إلى الشراكة القائمة منذ عقود بين جامعة نانجينغ الزراعية الصينية وجامعة إجيرتون كنموذج للتعاون الصيني الأفريقي لتنشيط الزراعة على مستوى أصحاب الحيازات الصغيرة.
وقال مولوا إنه من خلال الشراكة البحثية التي أُقيمت بين الجامعتين في تسعينيات القرن الماضي، تم تطوير أنواع جديدة من الفاصوليا والكاسافا والفول السوداني تتسم بكونها مقاومة للأمراض والآفات والجفاف، وتوزيعها على المزارعين.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يعمل مختبر الحزام والطريق الصيني الكيني المشترك للبيولوجيا الجزيئية للمحاصيل ومقره جامعة إجيرتون كمركز للبحوث والتدريب ونقل التكنولوجيا لتعزيز اختيار وتربية وإطلاق أنواع جديدة من المحاصيل في أنحاء منطقة شرق أفريقيا، وفقا لما ذكره مولوا.
ولدى وصفه التعاون الزراعي الصيني الأفريقي بأنه قوي ومتبادل المنفعة، لفت مولوا إلى أنه يُحفز المزارعين المحليين على احتضان محاصيل قابلة للتطبيق تجاريا ومرنة في مواجهة الضغوط المناخية.
وذكر مولوا "نحن نعرف إلى أين نحن ذاهبون مع الصينيين، وبينما نواصل تعاوننا معهم، نرى أيضا فوائد مضاعفة تعود على مزارعينا".