رام الله 26 سبتمبر 2023 (شينخوا) تقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الثلاثاء) أوراق اعتماد سفير السعودية نايف بن بندر السديري سفيرا فوق العادة، مفوضا غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما في مدينة القدس.
جاء ذلك خلال لقائه السفير السعودي في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية التي وصلها قبل ساعات عبر معبر الكرامة / جسر الملك الواصل مع الأردن في زيارة تستمر يومين.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لوفد سعودي رسمي إلى الضفة الغربية منذ عام 1967.
واستعرض السفير السديري، لدى وصوله إلى مقر الرئاسة حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، فيما عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والسعودي، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ورحب الرئيس عباس بالسفير السديري، مشيدا بزيارته المهمة إلى فلسطين وتعيينه سفيرا للسعودية لدى دولة فلسطين، معتبرا أن الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
بدوره قال السفير السعودي عقب اللقاء بحسب الوكالة، "تشرفت بنقل تحيات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان"، إلى الرئيس عباس، وتقديم أوراق الاعتماد له.
وأكد السديري على العلاقة الوثيقة التي تربط السعودية بدولة فلسطين، معربا عن أمله أن تكون الزيارة فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات"، مشدداً على مواقف بلاده الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وجرت مراسم تقبل اعتماد السفير السعودي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي بحسب (وفا).
وفي وقت سابق التقى السديري فور وصوله رام الله مع المالكي في مقر وزارة الخارجية والمغتربين وسلمه نسخة من أوراق اعتماده، كسفير لدى فلسطين وقنصلا عاما للسعودية في القدس.
وقال السديري في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء ردا على سؤال بشأن مصير مبادرة السلام العربية في حال التوصل لاتفاق مع إسرائيل إن المبادرة العربية هي النقطة الأساسية في أي اتفاق قادم.
ومبادرة السلام العربية تم إطلاقها العام 2002 بعد أن بادرت إلى صياغتها السعودية وتبنتها جامعة الدول العربية وتنص على إقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل بعد انسحابها من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.
ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد السفير السعودي أن بلاده تعتزم فتح قنصلية في القدس الشرقية.
وسبق أن قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن حكومته "لن تسمح للسعودية بفتح أي مكتب تمثيلي لها في الأراضي التي تقع تحت سيطرتها"، لافتا إلى أنهم (السعوديون) "لم ينسقوا معنا ولذلك لن نسمح بفتح أي تمثيل دبلوماسي من أي نوع".
وأضاف كوهين في تصريحات للإذاعة العبرية العامة الشهر الماضي "يريد السعوديون إيصال رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم، لكن نحن لا نسمح للدول بفتح قنصليات، هذا لا يتفق مع رؤيتنا".
من جهته، وصف المالكي زيارة السفير السعودي إلى رام الله بأنها "لحظة تاريخية في العلاقات المميزة بين البلدين"، معتبرا أن وجوده في الأراضي الفلسطينية تعكس "تطور العلاقات الثنائية والاهتمام الكبير لقيادتي البلدين".
وقال للصحفيين: "نرحب بالسفير السعودي في فلسطين ونحن على استعداد لبدء العمل منذ اللحظة لتطوير العلاقات بين البلدين"، مشيرا إلى عودة قريبة للسفير السعودي إلى فلسطين "لينطلق في عمله بتطوير العلاقات بين البلدين باعتبارها مسؤولية كبرى".
وتأتي الزيارة في ظل مساعي إسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية منذ الإعلان عن التوصل لاتفاقات لتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب في عام 2020.