هانغتشو 23 سبتمبر 2023 (شينخوا) بعد أقل من عامين من نجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (السبت) دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو، وهي الأكبر من حيث مشاركة الرياضيين والأحداث الرياضية في تاريخ الآسياد على مدار 72 عاما.
وبصوته الجهوري في استاد به أكثر من 80 ألف مقعد في هانغتشو، المدينة ذات المناظر الخلابة التي وصفها الرحالة الإيطالي ماركو بولو في القرن الـ13 بأنها "مدينة السماء، وأجمل وأروع مدينة في العالم"، قال شي "أعلن افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ19".
وتضم دورة الألعاب، التي انطلقت في استاد مركز هانغتشو الرياضي الأولمبي المصمم على شكل زهرة اللوتس، نحو 12 ألف رياضي من جميع الأعضاء الـ45 للمجلس الأولمبي الآسيوي، وسيتنافسون في 481 فعالية عبر 40 رياضة.
وتعد ألعاب هانغتشو دورة الآسياد الثالثة التي تقام في الصين، بعد دورتي بكين 1990 وقوانغتشو 2010.
ومن بين الشخصيات الأجنبية التي انضمت إلى شي في الحفل، ملك كمبوديا نورودوم سيهاموني، والرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، وراجا راندير سينغ القائم بأعمال رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي.
وبعيدا عن العناصر الأساسية في حفل الافتتاح مثل موكب الرياضيين والكلمات والعروض الاحتفالية، استمتع المشاهدون ببعض التجارب الفريدة بما في ذلك الألعاب النارية الرقمية وحامل الشعلة الرقمي، وهي جزء من جهود هانغتشو لجعل دورة الألعاب ذكية ومحايدة للكربون.
وتم افتتاح دورة الألعاب في الاعتدال الخريفي، المعروف باسم تشيوفن في التقويم القمري الصيني، وهو يوم يرمز إلى الحصاد ولم الشمل في الثقافة الصينية.
وقبل يوم واحد، قال شي لـ باخ إن الصين حكومة وشعبا واثقة تماما في تقديم دورة ألعاب عظيمة، ووعد بأن تكون دورة الألعاب "حدثا عظيما مذهلا يتمتع بالميزات الصينية والتفرد الآسيوي المميز".
وفي مقابلة، قال سينغ "أعتقد أنه سيكون لدينا أعظم دورة ألعاب آسيوية على الإطلاق".
وقال لاعب الكرة الطائرة الإيراني سيد محمد موسوي عراقي (36 عاما)، الذي يهدف هذه المرة للحصول على ميداليته الرابعة في الألعاب الآسيوية، "هذه هي المرة الرابعة التي أحضر فيها إلى دورة الألعاب الآسيوية. إنها أفضل تجربة لي في الآسياد حتى الآن".
إن شي داعم للرياضة، ويتطلع إلى ما هو أبعد من دورة الألعاب.
لقد عقد شي والضيوف اجتماعات ثنائية متعددة على مدار اليومين الماضيين، حيث ناقشوا خلالها مجموعة واسعة من القضايا، إذ أعلن شي والرئيس السوري بشار الأسد عن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وسوريا، كما أعلن شي ورئيس وزراء تيمور الشرقية شانانا غوسماو الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وفي كلمته التي ألقاها أمام مأدبة ترحيب قبل حفل الافتتاح، دعا شي إلى الاستفادة من دور الرياضة في تعزيز السلام والوحدة والشمول.
وقال شي للضيوف "علينا استخدام الرياضة لتعزيز السلام والسعي إلى حسن الجوار والمنفعة المتبادلة ورفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين الكتل. علينا أن نجعل آسيا مرساة للسلام العالمي".
وفيما يتعلق بالوحدة، قال شي إنه بينما تواجه الإنسانية تحديات عالمية غير مسبوقة، فإنه يتعين على الشعوب الآسيوية اغتنام تلك الفرصة التاريخية والوقوف بشكل مشترك في مواجهة التحديات.
كما شدد على ضرورة بذل جهود لتعزيز الشمول من خلال الرياضة، حيث تعد القارة الآسيوية موطنا لثلثي سكان العالم وأكثر من 1000 مجموعة قومية مختلفة.
وقال تشو جين تشيانغ، نائب رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو، إن دورة الألعاب ليست فقط منصة مهمة لتعزيز التضامن والتعاون داخل المجتمع الرياضي الآسيوي، ولكنها تمثل أيضا "خطوة قوية نحو تعزيز مجتمع مصير مشترك لآسيا".
وفي معرض استعارته لشعار المجلس الأولمبي الآسيوي "إلى الأمام دائما"، دعا شي إلى بذل جهود مشتركة في جميع أنحاء القارة لفتح آفاق أوسع للطريق الآسيوي نحو التنمية المشتركة والانفتاح والتكامل.