دمشق 21 سبتمبر 2023 (شينخوا) وصف وزير الخارجية والمغتربين السوري الدكتور فيصل المقداد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين بأنها تمثل "قفزة جديدة" في تاريخ العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن الصين لها دور بارز على مختلف المستويات.
وقال المقداد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق يوم الأربعاء إن هذه الزيارة مهمة جدا، فالوضع الدولي تغير كثيرا ودور الصين أصبح بارزا على مختلف المستويات.
ووصل الرئيس السوري اليوم (الخميس) إلى مدينة هانغتشو، حاضرة مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ19 بعد غد (السبت).
وتعد زيارة الرئيس الأسد الحالية للصين هي الثانية منذ توليه الحكم في سوريا.
وقال المقداد إن العلاقات بين البلدين متطورة جدا، وهذه الزيارة ستكون "قفزة جديدة" في تاريخ العلاقات سواء من خلال الدعم الذي تقدمه الصين لسوريا، أو من خلال الدعم الذي تقدمه سوريا للصين من خلال إيمانها بصين واحدة أولا، وثانيا من خلال دعمها لكل المبادرات التي تقدم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال السنوات الماضية.
ونوه المقداد بأن الصين تقوم بدور هائل لصالح البشرية وتقدمت بالكثير من المبادرات في هذه المجالات لم تكن أولها مبادرة الحزام والطريق، وإنما كانت هناك مبادرات تتعلق بالأمن الدولي والحضارة الإنسانية وبالنمو الاقتصادي، مؤكدا أن العلاقات بين سوريا والصين تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة.
وحول أهمية المشاركة السورية في دورة الألعاب الآسيوية الـ19 التي ستقام في مدينة هانغتشو، رأى المقداد أن الألعاب الآسيوية ستضفي جوا من البهجة على هذه اللقاءات المهمة بين القيادتين السورية والصينية، لافتا إلى أن سوريا شاركت في كل النشاطات الرياضية التي تعقد في الصين.
وأعرب المقداد عن تفاؤله بأن يتمكن الفريق السوري من الفوز بعدد من المنافسات في الألعاب الآسيوية، مشيرا إلى أن السوريين ممتنون ويشعرون بالارتياح لكل التحضيرات التي قامت بها الصين من أجل إنجاح دورة الألعاب الآسيوية.
وعن الدور الذي لعبته الصين في تعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط، أكد المقداد أن الصين نجحت في تحقيق المصالحة بين السعودية وايران، لأنها ترتبط بعلاقات حميمة مع دول الخليج والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال المقداد "بُذلت محاولات كثيرة خلال السنوات الماضية لتحسين الأجواء السياسية في منطقة الخليج، لكن تلك المحاولات، للأسف، لم تنجح، للكثير من الأسباب التي لن أتطرق إليها، لكن نظرا للعلاقات الحميمة التي تربط الصين بجميع الأطراف سواء في السعودية أو دول الخليج الأخرى والجمهورية الإسلامية الإيرانية فقد نجحت الصين في تحقيق هذا الحلم الذي كان الجميع يتطلع اليه، كان حلما وأصبح واقعا".
وقال الوزير السوري "إننا نحن نعتمد على الصين ودورها لأنها لا مصالح مباشرة لها"، مضيفا أن "الصين نجحت لأنها تتبع سياسة مستقلة، وسياسة محايدة، وهي تتمتع بثقة كل الأطراف لذلك نجحت، ونحن نتطلع ونثق بأن الصين ستقوم بأدوار في مناطق نزاعات مختلفة في العالم".
وبين المقداد أن العلاقات الصينية العربية تقوم على المنفعة المشتركة، مؤكدا أن بلاده تدعم أطر التعاون العربي الصيني. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين الدول العربية والصين.
وفيما يخص الدور الأمريكي والغربي السلبي في سوريا والشرق الأوسط، قال المقداد إن الولايات المتحدة تستغل الثروات السورية وتنهب الإمكانيات النفطية والغازية والزراعية السورية. وفي آخر الإحصاءات التي قدمتها وزارة النفط السورية، وأعلمنا بها الأمم المتحدة، قدرنا أن المال المنهوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية من سوريا نتيجة سرقتها ونهبها للنفط السوري والإمكانيات التنموية الأخرى، وصل إلى 115 مليار دولار.
وطالب وزير الخارجية السوري الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة المواد المنهوبة إلى سوريا، قائلا "إننا نحن نقول إن على الولايات المتحدة ان تعيد هذه المواد المنهوبة إلى سوريا، وأن تعوض الشعب السوري".
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لمتابعة هذا الموضوع المهم، ومساءلة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن نهبها لهذه الثروات السورية.
وقال المقداد "على المحتلين الأمريكيين ومن يساندهم في ذلك أن يعوا أن هذا الاحتلال لن يدوم، وهو قادم كي ينتهي إلى غير رجعة ".