القاهرة 18 سبتمبر 2023 (شينخوا) اصطفت مئات السيارات المستعملة في سوق للسيارات بالعاصمة المصرية القاهرة، فيما تجمع حولها الباعة والمشترون، حيث يبحث الجميع عن أفضل صفقة بيع وشراء.
وقال المصري محمد أشرف، وهو محاسب في إحدى الشركات الخاصة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يتفقد سيارة مستعملة ألمانية الصنع، إنه قدم للسوق ليبتاع سيارة مستعملة بعد أن فقد الأمل في شراء سيارة جديدة بعد زيادة أسعارها بشكل جنوني.
وفي نوفمبر من العام الماضي، كان أشرف يخطط لشراء سيارة جديدة، لكنه غير رأيه بسبب ارتفاع أسعارها وقرر شراء سيارة مستعملة بحالة جيدة.
واعتبر الشاب الثلاثيني أن سوق السيارات المستعملة هو المكان المناسب له، حيث يمكن أن يجد العديد من الخيارات التي تتناسب مع قدراته المالية مع إمكانية المساومة.
وأضاف مبتسما: "لقد وجدت بعض السيارات وأفكر حاليا في اختيار إحداها، أعتقد أنني سأعود إلى المنزل اليوم وأنا أقود سيارة."
ويشهد سوق السيارات في مصر ركودا صعبا منذ أشهر وتراجعا حادا في المبيعات بسبب قلة الطلب الناجم عن ارتفاع معدلات التضخم ونقص السيولة الدولارية في السوق.
وقال رئيس جمعية تجار السيارات المصرية أسامة أبو المجد، إن أسعار بعض ماركات السيارات تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 2022 بسبب ندرة السيارات الجديدة في الأسواق وانخفاض قيمة الجنيه المصري.
كما ساهم التضخم ومحدودية الحصول على العملة الصعبة اللازمة لاستيراد السيارات في ارتفاع الأسعار، بحسب أبو المجد.
وأضاف أن نقص السيارات الجديدة دفع بعض التجار إلى المطالبة بأسعار مبالغ فيها، موضحا أن مصر شهدت انخفاضًا كبيرًا في مبيعات السيارات الجديدة نتيجة لانخفاض الطلب الناجم عن ارتفاع الأسعار.
وشهدت مبيعات السيارات في مصر هبوطا بنسبة 69.88 % خلال النصف الأول من العام الجاري لتبلغ 36845 سيارة في مقابل 122318 سيارة بحجم انخفاض 85473 سيارة، وفق إحصائيات مجلس معلومات سوق السيارات المصري (أميك).
وفي رأي أبو المجد كان للصدمات الاقتصادية العالمية والتحديات المحلية التي تمر بها مصر تأثيرها على سوق السيارات المحلي.
واعتبر أن كل هذه التحديات أدت إلى ازدهار سوق السيارات المستعملة، حيث كان من الصعب على غالبية العملاء المصريين شراء سيارات جديدة في ظل هذه الظروف.
وفي إحدى زوايا السوق، انشغل تاجر السيارات المصري مصطفى حسين، وهو من محافظة المنوفية شمال القاهرة، بالتفاوض مع أحد العملاء الذي أراد شراء إحدى سياراته القديمة المعروضة للبيع.
وقال حسين أثناء قيامه بتنظيف سيارته، إن السوق يفتح أبوابه كل يوم جمعة ودائما يعج بالمشترين والباعة، مضيفا أن الزبائن يفضلون الآن شراء السيارات المستعملة لأنها أقل تكلفة.
وأوضح أنه يأتي إلى السوق في نهاية كل أسبوع لبيع سياراته، مشيرا إلى أنه دائما ما يجد مشتريًا على الرغم من ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري.
وتابع : "لا أعود إلى المنزل دون أن أبيع على الأقل إحدى سياراتي"، مضيفاً أن مئات السيارات تباع أسبوعياً في السوق.
وأكد الرجل أن أسعار السيارات المستعملة ستستمر في الارتفاع طالما أن سوق السيارات الجديدة غير مستقر.