القاهرة 17 سبتمبر 2023 (شينخوا) أكد السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية المصري الأسبق أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين حاليا في أفضل حالاتها، وشدد على أن مبادرة "الحزام والطريق" أعطت دفعة كبيرة لحركة التنمية في مصر.
وقال الحفني، وهو أيضا سفير مصر السابق لدى الصين ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن العلاقات المصرية الصينية حققت قفزة كبيرة بفضل التفاهم العميق القائم بين رئيسي الدولتين ليس فقط فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين وكيفية إدارتها بالشكل الذي يحقق أقصى قدر من المنافع للشعبين لكن أيضا فيما يتعلق برؤية البلدين للأوضاع الإقليمية بشكل عام سواء في الدائرة العربية أو الأفريقية أو على مستوى دول الجنوب النامية أو حتى على المستوى الدولي.
وأضاف الحفني أن مبادرة الحزام والطريق التي تحتفل الصين بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاقها أعطت دفعة كبيرة للعلاقات والتعاون بين مصر والصين في كافة المجالات.
وأردف أنه "دون شك، مبادرة الحزام والطريق عمقت التعاون بين مصر والصين بشكل كبير وهناك مجالات لم نكن قد طرقناها في الماضي وأصبحت حاليا في إطار مبادرة الحزام والطريق، ومصر كانت من أوائل الدول التي انضمت وأيدت هذه المبادرة، وسعت مع الصين لإعطاء العلاقات أبعادا جديدا في إطار هذه المبادرة التي تتيح آفاقا كبيرة جدا ليس لمصر فقط لكن للدول العربية والأفريقية ودول العالم خاصة أن المبادرة ليست قاصرة فقط على دول الجنوب لكن مفتوحة لكل دول العالم".
واستطرد سفير مصر السابق لدى الصين قائلا إن "الصين أصبحت اقتصادا متقدما جدا وأكبر قوة تجارية في العالم وحققت إنجازات غير مسبوقة في تاريخ الدول في مجالات مثل التكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي وهناك مجالات عديدة حققت الصين فيها طفرة وتقدم مقارنة بالدول الأخرى ونحن نتطلع للمزيد من التعاون مع الصين فيما يتعلق بهذه المجالات".
وأشار إلى أن الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة كان في وقته وأعطى زخما كبيرا لهذه العلاقات، فما حدث منذ عام 2014 وحتى اليوم هو عقد من الزمان من التعاون العميق في كافة المجالات.
وتابع الحفني قائلا إن هناك سعيا مستمرا ودؤوبا للدفع بالعلاقات بين مصر والصين في كافة جوانبها، واهتماما شديدا من قبل الشعب المصري بأن تستمر هذه العلاقات وتنمو وتتطور في المستقبل.
وأكد أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين حاليا في أفضل حالاتها وهناك سعي لتحقيق الشراكة بمفهومها الشامل لأنه مازال هناك الكثير من الآفاق المتاحة أمام العلاقات المصرية الصينية.
ونوه بأن مصر كانت حريصة عند إعداد خططها للتنمية لعام 2030 على أن يكون هناك تلاقي وتوافق بين رؤية "مصر 2030" ومبادرة الحزام والطريق لأننا جزء من كافة هذه الأفكار والطروحات، ومصر سعت مع الصين في أن تجد ترجمة هامة لها في كافة أنحاء مصر.
وأبرز الحفني أهم مشروعات التعاون بين مصر والصين مثل ممر التنمية بقناة السويس، مشيرا إلى أن قناة السويس ممر بحري تجاري عالمي ونسبة هامة من التجارة الصينية مع دول العالم تمر عبر قناة السويس وهناك تعاون مستمر بين مصر والصين واهتمام بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتنميتها بشكل مستمر وتعزيز التواجد الصيني بها.
وقال نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية إن "مشروع تيدا تم نقل الكثير من ملامحه إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي يتواجد بها حاليا عدد كبير من الشركات والمشروعات الصينية ومن ضمنها مصنع الفايبر جلاس وهو أكبر ثالث مصنع في العالم".
وأضاف أن "هناك تركيزا في إطار مبادرة الحزام والطريق على عدد من المشروعات من ضمنها العاصمة الإدارية الجديدة حيث قامت شركة صينية بإنشاء حي الأعمال الذي يضم البرج الأيقوني الأكبر في أفريقيا وهناك أيضا مدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر المتوسط"، فضلا عن إنشاء أكبر مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم في منطقة بنبان بصعيد مصر.
وواصل حديثه قائلا إن مبادرة الحزام والطريق أعطت بالفعل دفعة كبيرة للتنمية في مصر ولجهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة، والصين من أكثر الدول التي ساهمت في قضية التنمية في مصر خلال العقد الأخير خاصة بعد إطلاق مبادرة الحزام والطريق.
وأشار إلى أن هناك مجالات ذات أولوية لمصر في الوقت الحالي مثل تلك المتعلقة بتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد أخضر والتحول لعملية التصنيع صديق البيئة، قائلا "وهذا بالطبع سيكون سهلا إذا تعاونا مع شركائنا في مجال التنمية خاصة الصين لما لديها من خبرات كبيرة في هذه المجالات".
وشدد على أن الصين حققت الكثير على امتداد أربعة عقود في مجال التنمية والتطوير والتحديث، ولديها الكثير لتمنحه لكافة الدول النامية وفى مقدمتها مصر، "وقدمت بالفعل الكثير ونحن استفدنا من تجربة الصين في مجال التحديث".
وأضاف الحفني أن مصر تسعي بشكل مستمر للتحديث ولا يكاد يكون هناك مشروع يُطرح في إطار خطة التنمية المستدامة على امتداد السنوات الأخيرة وفي الوقت الراهن إلا وتسعى إلى تحديثه.
واستشهد بالمدن الجديدة التي يتم تشييدها في مصر وجميعها مدن ذكية بالإضافة إلى رقمنة الاقتصاد المصري، لافتا إلى أن الصين لديها تجارب رائدة في هذه المجالات ومصر تستفيد كثيرا من تجاربها وتتوسع في تطبيقها.