18 سبتمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ستعقد القمة العالمية لأمن الذكاء الصناعي في باكينجهامشير بالمملكة المتحدة في الفترة من 1 إلى 2 نوفمبر هذا العام. ووفقاً للتقارير، قد يُسمح للممثلين الصينيين بالمشاركة في اليوم الأول فقط من المؤتمر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ما يسمى بأنشطة "التجسس الصيني" التي روجت لها المملكة المتحدة بشدة في الأيام الأخيرة.
ووفقًا لتقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية يوم 15 سبتمبر الجاري، يدرس رئيس الوزراء البريطاني سوناك منع الممثلين الصينيين من المشاركة في بعض أنشطة القمة العالمية لأمن الذكاء الاصطناعي. وفي يونيو من هذا العام، أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك خلال زيارته للولايات المتحدة أن بلاده ستستضيف القمة العالمية الأولى لأمن الذكاء الاصطناعي، مؤكدا التزامها بتطوير إطار دولي مع "الحلفاء والشركات ذات التفكير المماثل" لضمان الأمن والأمان لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي. وفي السابق، أفيد أن المملكة المتحدة تأمل في إنشاء آلية تنسيق دولية مماثلة لمعاهدة الأمم المتحدة بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية للتخفيف من التهديدات العالمية التي تشكلها التكنولوجيات الجديدة وتعزيز تعميم التكنولوجيات واستخدامها السلمي.
يعتقد تسوي هونغ جيان، الاستاذ في معهد الدراسات المتقدمة في الحوكمة الإقليمية والعالمية بجامعة بكين للدراسات الخارجية، أن غياب الصين عن قمة الذكاء الاصطناعي سيخفض بشكل كبير من حيث التمثيل والأهمية للقمة. مشيراً إلى أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي أدى الى تراجع مكانتها الدولية، وتريد من خلال عقد مؤتمرات وأنشطة مماثلة، تعزيز مكانتها الدولية والحفاظ على ظهورها. وإذا عقدت المملكة المتحدة قمة الذكاء الاصطناعي واعتمدت اسلوب الاقصاء في تصعيب الأمور مع الصين، أو حتى التسبب في عدم مشاركة الصين التي أصبحت الآن رائدة على مستوى العالم من حيث الحجم الصناعي والتطور التكنولوجي، فإن المملكة المتحدة، وليس الصين، هي التي ستعاني أكثر من غيرها.
ويعتقد تسوي هونغ جيان أن حكومة سوناك دخلت الآن دائرة غريبة، حيث تريد إرضاء الجميع، وخاصة إيجاد توازن في سياستها تجاه الصين، إلا أن القوى المتطرفة والسلبية في المملكة المتحدة تجاه الصين تستغل ضعف الحكومة، فكلما زادت رغبة سوناك في إيجاد التوازن، كلما خلقت المشاكل. مضيفا، أنه حتى وزير الخارجية والتنمية البريطاني كليفرلي، الذي زار الصين منذ وقت ليس ببعيد، اقترح الحفاظ على اتصالات بناءة مع الصين. ومع ذلك، فإن الزخم الحالي للسياسة البريطانية تجاه الصين، والذي لا يبشر بالخير، قد يدخل العلاقات الصينية البريطانية نفق المشاكل. وفي المستقبل، قد يكون من الصعب على الصين أن تأخذ أي إشارات سياسية من المملكة المتحدة على محمل الجد.