كابول 13 سبتمبر 2023 (شينخوا) قال خبير إن الهيمنة العسكرية الأمريكية هي المسؤولة عن الوضع المأساوي الذي تعيشه أفغانستان في الوقت الحالي.
قال جلال بزوان، المحاضر بجامعة كاردان في كابول، خلال ندوة عقدها حديثا معهد شينخوا، وهو مركز بحوث تابع لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "المراحل الأولية من التدخل الأمريكي في أفغانستان كانت تتسم بافتقارها للأهداف الواضحة".
وفي تقرير نُشر حديثا بعنوان "أصول وحقائق ومخاطر الهيمنة العسكرية الأمريكية"، يحدد معهد شينخوا الخطوط العريضة لتكوين الهيمنة العسكرية الأمريكية، ويلخص الوسائل التي تبنتها واشنطن للحفاظ عليها، ويتعمق في تحليل مخاطرها من خلال تقديم الحقائق والبيانات.
قال بزوان إن الولايات المتحدة انحرفت عن محاربة تنظيم القاعدة ودخلت في "مواجهة طويلة دون نهاية واضحة، وتقاتل خصوما مراوغين في حرب غير متكافئة".
وأضاف بزوان أنه خلال الحرب التي استمرت لمدة عقدين، دعمت الولايات المتحدة القيادة التي تفاخرت بها ولكنها خذلتها في النهاية. واستطرد أن "تزايد أعداد أمراء الحرب الذين لديهم سجلات مشينة وانتهاكات لحقوق الإنسان أدى إلى تقويض الثقة بين السكان الأفغان".
وقال بزوان إن "الانفصال الذي أعقب ذلك بين القيادة والشعب أعاق الجهود المبذولة لتأسيس حكومة أفغانية شرعية ومستقرة".
وأضاف أن الغزو الأمريكي أدى إلى تفاقم الفساد داخل المجتمع الأفغاني، متابعا بقوله "لا يمكن أن يُعزى الفساد في أفغانستان إلى الحكومة الأفغانية فقط، لأن جزءا كبيرا من أموال التنمية تمت إدارته من قبل وزارة الدفاع الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالات أمريكية أخرى".
وتابع بزوان قائلا إن "هذه الوكالات قامت بإدارة هذه الأموال بشكل مباشر، وحصلت الحكومة الأفغانية فقط على الحصة الأقل للمشاريع الإنمائية".
وأضاف بزوان أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان قبل عامين أضر بسمعة واشنطن في العالم.
وأوضح أن عمليات الإجلاء الفوضوية كانت هي السمة المميزة لعملية الانسحاب، متابعا "تم إعطاء بعض الأشخاص المزيد من الأولويات للمغادرة. وهذا ترك مستقبل أفغانستان مجهولا، لأن العديد من الأشخاص المتعلمين وأصحاب المهارات غادروا البلاد. وقد تسبب هذا في خسارة أفغانستان العديد من الأشخاص الموهوبين الذين كانوا من الممكن أن يساعدوا البلاد".
وقال بزوان إنه تم النظر إلى الولايات المتحدة كقوة عظمى لديها القدرة على استعراض قوتها ونفوذها في العالم. لكن انسحابها من أفغانستان أظهر أن القوة العظمى ليست حصنا منيعا وأنه يمكن للأعداء ذوي العزم هزيمتها.
وأضاف بزوان أن هذا أدى إلى تدهور الثقة في الولايات المتحدة وجعل من الأصعب بالنسبة لها تأسيس تحالفات والحفاظ على نفوذها في العالم".
وأشار بزوان إلى التأثيرات طويلة الأمد للحكم العسكري الأمريكي في أفغانستان، بما في ذلك الأضرار البيئية والمعاناة الإنسانية ووقوع القتلى.
وقال بزوان إن "التداعيات البيئية والإنسانية السامة لعمليات القصف الجوي واسعة النطاق أدت إلى وقوع ضحايا من المدنيين وحدوث أضرار بيئية دائمة".