غزة 11 سبتمبر 2023 (شينخوا) في سباق مع الزمن ينشغل فريق كرة الطائرة الشاطئية من قطاع غزة المكون من 5 أعضاء في محاكاة مباريات دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في مدينة هانغتشو الصينية.
وتنطلق فعاليات النسخة التاسعة عشرة من دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغتشو في الفترة من 23 سبتمبر الجاري وحتى الثامن من أكتوبر المقبل، وسط استعدادات مكثفة من الفريق الفلسطيني للمشاركة في هذه الدورة المهمة.
ويقضي أعضاء الفريق قرابة 8 ساعات يوميا من التدريبات الفردية والجماعية والإعداد والتحضير والتعرف على جميع أساليب اللعب التي سيواجهونها من قبل منافسيهم في الدورة.
ويقول عبد الله العرقان أحد لاعبي الفريق بينما انتهى للتو من حصته التدريبية "على الرغم من أننا نعلم جيدا أن مهمتنا في تحقيق إنجازات رياضية في الصين لن تكون سهلة، إلا أننا نسعى حقا للحصول على الميدالية الذهبية".
ويضيف العرقان (20 عاما) الذي يرتدي قميصا بألوان العلم الفلسطيني ويتصبب وجهه عرقا من شدة التدريبات في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن حلمه منذ الصغر تمثيل المنتخب الفلسطيني في كرة الطائرة الشاطئية ومساعدته في حصد البطولات الدولية.
وبدأ العرقان لعب كرة الطائرة الشاطئية منذ نعومة أظافره حيث كان يمارسها بشكل مبتدئ في سن السادسة من عمره عندما كان يحضر مباريات والده الذي يعد من أشهر اللاعبين في اللعبة على مستوى قطاع غزة.
ويوضح الشاب العرقان "لقد رأيت حلمي الأول بحمل الكأس في هذه الرياضة يوما ما وأخبرت والدي بذلك ولقد شجعني على المضي قدماً نحو تحقيق حلمي وبذل قصارى جهدي لتحقيق ما أريد من خلال لعب كرة الطائرة".
إلا أن طريق العرقان لم تكن سلسة، إذ كان يتمتع بجسم نحيف لا يملك أي قوة أو أي كتلة عضلية، يستطيع التعامل مع كرة الطائرة بسرعة ومهارة، علاوة على ذلك، فإن الوضع السياسي والاقتصادي المضطرب في القطاع الذي يسكنه أكثر من 2.3 مليون نسمة، عمل أيضًا على إضعاف معنوياته.
ويقول "من وقت لآخر كنت أعتقد أنني لن أقترب من هدفي أبدا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنني أعيش في منطقة مزقتها الحرب وشهدت أربع عمليات عسكرية واسعة النطاق وعشرات التوترات العسكرية المحدودة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل".
ويضيف الشاب الذي يقطن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وكثيرا ما كان شاهدا على غارات إسرائيلية في جولات التصعيد "في كل مرة كنا ننجو من الموت في كل صراع، كنت أشعر أنها رسالة أخرى لي بأن علي مواصلة خطتي والعمل كثيراً للوصول إلى حلمي".
وباعتماد أسلوب حياة صحي، قرر العرقان أن يأخذ الأمر على عاتقه ويحسن مهاراته الجسدية من خلال حضور تمارين لعبة كرة الطائرة في الصالات الرياضية المحلية.
وفي الوقت نفسه، انضم إلى نادي ((الصداقة)) في غزة عام 2018 ليلعب مع فريق كرة الطائرة الشاطئية ويتنافس مع الفرق المحلية الأخرى وتمكن العرقان، في وقت قياسي، من الفوز بالعديد من الميداليات المحلية، لينال لقب "اللاعب الاستراتيجي الشامل".
ورسميا، مثل العرقان فلسطين في البطولات العربية، ونجح في الحصول على ميداليات برونزية في مسابقتين أقيمتا في قطر عامي 2022 و2023.
ويقول بوجه تغمره السعادة "كنت فخورا جدا بنفسي وفريقي الذي ولد من رحم المعاناة"، مشيرا إلى أن مثل هذه المسابقات "شجعتنا على بذل جهد أكبر للمنافسة في دورة الألعاب في الصين ورفع العلم الفلسطيني التي طالما حلمت بزيارتها يوما ما".
ويوضح أن الصين "ليست دولة مضيفة لواحدة من أكثر المسابقات أهمية فحسب، ولكنها أيضًا أعظم دولة تلهم الآخرين لتغيير حياتهم تمامًا من الأسوأ إلى الأفضل والتطوير في جميع جوانب الحياة".
ولسنوات عديدة كان المدرب خالد العرقان ووالد عبد الله، يتمنى أن يتنافس نجله مع المنتخبات الدولية في الصين، كما فعل هو في العام 2018 عندما شارك مع زملائه في الألعاب الآسيوية.
ويستذكر المدرب العرقان في حديثه مع ((شينخوا)) ذلك الوقت قائلا إن "زيارة الصين أثرت بشكل إيجابي على مهاراتنا في اللعب في الملاعب المحلية، كما تعلمنا كيفية تنظيم حياتنا بشكل عام".
وأعرب العرقان (50 عاما) عن سعادته بعودة المنتخب الفلسطيني إلى الصين للمرة الثانية وبكونه المدرب وليس كلاعب، آملا في اكتساب المزيد من الخبرة من خلال التعامل مع لاعبين آخرين من مختلف الجنسيات.
العرقان ونجله وزملاؤه هم من بين 68 رياضياً آخرين سيشاركون في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة في هانغتشو، بحسب مسؤولين في بعثة دورة الألعاب الآسيوية الفلسطينية.
ويقول نادر الجيوسي رئيس بعثة دورة الألعاب الآسيوية الفلسطينية لـ((شينخوا)) إن المشاركة في مثل هذه البطولة المهمة ستشكل فرصة ذهبية للرياضيين الفلسطينيين لإثبات مهاراتهم المهنية والرياضية للعالم من خلال التنافس مع رياضيين من مختلف الدول.
ويضيف أن الوفد الفلسطيني الحالي هو أهم وفد مشارك في التاريخ حيث سيتنافس رياضيونا في 17 مسابقة، من بينها كرة القدم والكرة الطائرة الشاطئية والرياضات الإلكترونية، وهو ما يسجل رقما قياسيا في تاريخ المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية.