جاكرتا 5 سبتمبر 2023 (شينخوا) أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم الثلاثاء عن دعمه للوضع المركزي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في التعاون الإقليمي، وذلك فور وصوله إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا لحضور اجتماعات مع الكتلة الإقليمية.
وافتتحت إندونيسيا، رئيسة الآسيان، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، القمة الـ43 للآسيان تحت الشعار الرسمي "الآسيان مهمة: مركز النمو".
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني فور هبوطه في مطار سوكارنو-هاتا الدولي في العاصمة، إن الصين تدعم بقوة الوضع المركزي للآسيان في التعاون الإقليمي واضطلاعها بدور أكبر في الشؤون الدولية، معربا عن تطلعه إلى إجراء تبادلات معمقة لوجهات النظر مع كافة الأطراف حول الموضوعات الرئيسية للتعاون الإقليمي.
ومن المقرر أن يحضر لي الدورة الـ26 من قمة الصين-الآسيان والدورة الـ26 من قمة الآسيان زائد ثلاثة يوم الأربعاء والدورة الـ18 من قمة شرق آسيا يوم الخميس. وتمثل هذه الزيارة أول ظهور لرئيس مجلس الدولة الصيني على مسرح الآسيان وأول زيارة له لدولة آسيوية بعد توليه منصبه في مارس.
وقال تشانغ جيه، الباحث في دراسات آسيا-الباسيفيك بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه سيتم التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية بين الصين والآسيان خلال مؤتمرات القمم المرتقبة.
وقال تشانغ إن سيارات الطاقة الجديدة ستكون أحد مجالات التركيز، متوقعا أن يؤدي التعاون في هذا القطاع والابتكارات التكنولوجية الأخرى، بما في ذلك الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي، إلى فتح آفاق اقتصادية أوسع في المنطقة.
وكشفت رابطة صناعات السيارات في إندونيسيا عن ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقال تشانغ إن الصين والآسيان تتمتعان بإمكانات تنموية هائلة يمكن الاستفادة منها، مضيفا أن "النمو الاقتصادي المشترك سيمثل ضمانة قوية للأمن الدائم في المنطقة".
وتظل الآسيان والصين أكبر شريكين تجاريين لبعضهما البعض. وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية وصول إجمالي حجم التجارة بين الصين والآسيان إلى 3.59 تريليون يوان (519 مليار دولار أمريكي) خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، ما يمثل 15.3 بالمائة من إجمالي تجارة الصين الخارجية.
وتأسست الآسيان عام 1967، وتضم بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وتعتبر الكتلة واحدة من أكثر الأسواق حيوية في العالم حيث يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي مجتمعة حوالي 3.7 تريليون دولار أمريكي فيما يبلغ تعداد سكانها أكثر من 670 مليون نسمة، وفقا للإحصاءات الإندونيسية.
وقال الأمين العام للآسيان كاو كيم هورن "هذا يجعل الآسيان ثالث أكبر اقتصاد في آسيا وخامس أكبر اقتصاد في العالم"، متوقعا أن تصبح الآسيان رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030.
وفي العقد الماضي، وصل متوسط النمو الاقتصادي السنوي للمجموعة إلى 3.98 بالمائة، وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 2.6 بالمائة، وفقا لبيانات الآسيان.
وحث الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في كلمة ألقاها في حفل افتتاح قمة الآسيان أعضاء الرابطة على البقاء متحدين وألا يكونوا وكلاء لأي قوة.
وقال "لا تجعلوا سفينتنا، الآسيان، ساحة للتنافس الذي يلحق الضرر ببعضنا البعض. اجعلوا سفينتنا الأساس لبناء التعاون وخلق الرخاء والاستقرار والسلام للمنطقة والعالم".
وتسعى الولايات المتحدة لسحب دول الآسيان للانضمام إلى استراتيجية "اندو-باسيفيك" التي تقودها لاحتواء الصين.
وقال تشانغ، الباحث بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، "إن ما تريده دول الآسيان هو الاستقلال الاستراتيجي. إنها تريد أن تكون لها كلمة فيما يتعلق بتنميتها".
وأضاف تشانغ أن الصين، التي تدعم استقلالية المنطقة، "تسعى دائما إلى التعاون الشامل، وليس الحصري، مع دول الآسيان".
وعلى المدى الطويل، يمكن لتعاونهما أن يؤدي إلى استقرار الاقتصاد العالمي وسط المشاعر المناهضة للعولمة وعدم اليقين، وفقا لتشانغ.
وأكد كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية في كمبوديا، على دور الصين والآسيان لضمان السلام والرخاء في المنطقة.
وصرح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "توثيق العلاقات بين الصين والآسيان تعد أكثر أهمية لضمان السلام والأمن والاستقرار والأمن الغذائي والتنمية المستدامة والرخاء على المدى الطويل في المنطقة".