غزة 30 أغسطس 2023 (شينخوا) قررت الفصائل الفلسطينية اليوم (الأربعاء) عودة فعاليات "مسيرات العودة" الشعبية على حدود قطاع غزة الشرقية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل بعد توقف دام نحو 3 أعوام.
وقال بيان صادر عن الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار عن غزة، والتي تضم فصائل وجهات أهلية وحقوقية فلسطينية، إن الهيئة قررت البدء بإعادة تجهيز وتأهيل مخيمات العودة على الحدود الشرقية للقطاع.
وأضاف البيان أن تجهيز المخيمات لاستقبال الجماهير التي ستحتج على استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة وللمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها قسرا في العام 1948.
وفي أعقاب قرار الهيئة، بدأت آليات كبيرة تحمل أعلاما فلسطينية بعمليات تمشيط ومسح للأراضي الزراعية الوعرة على طول الحدود الشرقية بهدف إقامة خيام للاعتصام فيها، بحسب ما أفاد شهود عيان ومصادر محلية.
وفي بداية 2020 توقفت "مسيرات العودة" الأسبوعية التي دأب الفلسطينيون على المشاركة فيها قرب السياج الفاصل مع إسرائيل منذ مارس 2018، وقد سقط خلال تلك المسيرات عشرات القتلى والجرحى.
وفي حينه توسطت مصر وقطر والأمم المتحدة في مباحثات استمرت عدة أشهر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتعزيز التهدئة على إثر المسيرات واستطاعت من خلال ذلك تخفيف الحصار وصرف الحكومة القطرية منحة مالية بقيمة 30 مليون دولار شهريا للقطاع.
وتفرض إسرائيل حصارا على القطاع منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع في القطاع بالقوة ما أدى لارتفاع معدلات البطالة والفقر بين السكان.
ويأتي قرار عودة الاحتجاجات الشعبية في القطاع على وقع تهديدات متبادلة بين حماس وإسرائيل في اليومين الماضيين على خلفية هجمات متكررة أدت لمقتل فلسطينيين وإسرائيليين في الضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية الأحد الماضي إن "حماس تدرك جيدا أننا سنقاتل بكل الوسائل ضد محاولاتهم لخلق الإرهاب ضدنا في الضفة وفي غزة وفي أي مكان آخر".
وأضاف أن "كل من يحاول إيذاءنا ومن يمول ويخطط ويوجه الإرهاب ضد إسرائيل سيدفع الثمن كاملا"، مشيرا إلى أن إسرائيل "تواجه موجة من الإرهاب من الداخل والخارج".
وردا على ذلك حذرت حماس في بيان صدر عنها الأحد "الاحتلال الإسرائيلي المرتبك بفعل ضربات المقاومة أن يعي من أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجَه بقوة وحزم".
وجاءت التهديدات في ظل حالة من التوتر تسود بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، قتل على إثرها 30 شخصا في إسرائيل بهجمات نفذها فلسطينيون منذ بداية العام الجاري، في المقابل قتل أكثر من 200 فلسطيني بالرصاص وفي هجمات جوية، وفق إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية رسمية.
إلى ذلك أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة في القطاع صباح اليوم قذائف صاروخية بشكل تجريبي باتجاه البحر، وفق مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان.
ودوت أصوات انفجارات الصواريخ في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بحسب المصادر، فيما لم يصدر أي تعليق من قبل حماس أو جناحها العسكري كتائب القسام.
ورأى مراقبون ومحللون فلسطينيون في تدوينات عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس عادة ما تقوم بإطلاق الصواريخ في إطار "تطوير قدراتها العسكرية المستمرة"، فيما اعتبر آخرون أنها رسالة من الحركة للقول إنها "مستعدة لأي مواجهة مع إسرائيل".
في مقابل ذلك، أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن الجيش الإسرائيلي بدأ ببناء جدار أسمنتي جديد في منطقة غلاف غزة يمتد لمئات الأمتار خشية من النيران المضادة للدروع من القطاع.