بقلم / إيمان حمود الشمري، صحفية سعودية
منذ 1990 ابتدأت العلاقات السعودية الصينية، ويحفل تاريخ سجل المملكة بالعديد من الزيارات، إذ قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بزيارتها، ومن ثم تلاه الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله بزيارة الصين عام 1999 عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، ثم زارها مرة أخرى عندما أصبح ولياً للعهد، والمرة الثالثة عند استلامه مقاليد الحكم - ومن ثم تابع سلسلة الزيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله ، كما قام رؤساء الصين الثلاثة بزيارة المملكة العربية السعودية، جيانغ زيمينغ، وهو جينتاو، وأخيراً فخامة الرئيس الحالي شي جين بينغ.
تلك الزيارات التي كان لها أثراً كبيراً وتحولاً ونمواً واضحاً على نوعية وسير نمط العلاقة، فالصين دولة صناعية واقتصادية كبيرة ولكن ليس لديها مصادر طاقة كافية، في الوقت ذاته تعتبر المملكة العربية السعودية من أهم الدول المنتجة للطاقة في العالم، هذا التكامل في الاحتياج بين البلدين انعكس على نوعية التعاون بينهما لمواجهة تحديات العالم.
ابتداءً من وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر في المدارس، وإضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين في عدة مجالات منها: الاقتصاد والتجارة والطاقة، إذ تدرس السعودية حالياً، العرض الصيني لبناء محطة للطاقة النووية في شرق المملكة، فضلاً عن التحالفات التي تجمعهما سوياً والتي كان آخرها تصريح وزير الخارجية سموالأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أثناء ترأسه لوفد المملكة نيابة عن ولي العهد، في جلسة حوار بريكس بلس، بدراسة انضمام السعودية لدول بريكس في مقتبل عام 2024، مما سيسهم في تعزيزعلاقة المملكة مع الدول الأعضاء، والعلاقة الثنائية بين البلدين بشكل خاص، ودفع عجلة التعاون والمكاسب بينهما، حيث تعتبر المملكة من أكبر الداعمين للصين بالمبادرات التجارية، والتي من أهمها مبادرة(الحزام والطريق)، إذ تعزم الصين من خلالها إعادة إحياء طرق التجارة القديمة التي تربطها بالعالم، كما تصدر الصين للمملكة السيارات والأجهزة الكهربائية والهواتف النقالة..وغيرها ، حيث يصل مجموع التبادل التجاري بينهما إلى حوالي 70 مليار دولار سنوياً، بالإضافة إلى أن هناك تواصل مستمر بين الطرفين على مستوى التبادل الحضاري والثقافي، كما يشمل التعاون بينهما فيما يخص جانب التكنولوجيا والذكاء الصناعي خصوصاً وأن المملكة تسعى لبناء مدناً ذكية، والتي حتماً ستكون للشركات الصينية بصمة واضحة بها .
وتبقى العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية في تسارع وتطور مستمر يعد بالكثير ويسابق المستقبل، لما للبلدين من ثقل وتأثير على العالم.