القاهرة 21 أغسطس 2023 (شينخوا) أكد خبراء سياسيون أن مصر تتحرك بفعالية لتفكيك أزمات المنطقة وإيجاد حلول لها، وتسعى بجدية كبيرة للمساهمة في تحقيق الاستقرار في الإقليم، وذلك بعد أن استضافت عدة اجتماعات بشأن فلسطين وسوريا والسودان وليبيا.
وشهدت الفترة الماضية اجتماعات مكثفة في مصر بشأن بعض القضايا العربية من بينها القمة الثلاثية التي جمعت قادة مصر وفلسطين والأردن بشأن القضية الفلسطينية، والتي سبقها اجتماعا للفصائل الفلسطينية التي اتفقت على تشكيل لجنة بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الفلسطينية، ومن المقرر أن تجتمع هذه اللجنة في القاهرة قريبا.
ومن الاجتماعات أيضا اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية، التي تضم مصر والأردن والسعودية والعراق ولبنان والجامعة العربية، بشأن سوريا بالإضافة إلى قمة دول جوار السودان التي أعقبها اجتماعا لتحالف قوى "إعلان الحرية والتغيير" السوداني.
والسبت الماضي، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقاء مع طلبة الأكاديمية العسكرية أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن وعدم التدخل في الشئون الداخلية للآخرين، قبل أن يضيف "أننا نحاول أن نكون عاملا إيجابيا لإيجاد حلول للأزمات التي تواجه المنطقة مثل ما يحدث في ليبيا والسودان".
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن مصر تعمل على تفكيك أزمات المنطقة والدبلوماسية الرئاسية المصرية نجحت في حجز مكان لمصر في كل الترتيبات السياسية والاستراتيجية في المنطقة.
وأضاف فهمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مصر شهدت خلال الأيام القليلة الماضية عدة قمم رئاسية واجتماعات وزارية تستهدف حل الصراعات في الإقليم، وتعكس جدية مصر الكبيرة للمساهمة في استقرار المنطقة.
كما تعكس هذه الاجتماعات الحضور المصري الكبير وأهمية دور مصر في إعادة ترتيب الحسابات الإقليمية، وتؤكد مكانة مصر ونجاح أجهزتها وقيادتها السياسية في تطوير وتنمية العلاقات مع الدول العربية والإقليمية، بحسب فهمي.
وأشار الخبير المصري إلى القمة التي جمعت قادة مصر والأردن وفلسطين، ونوه بأن القمة أكدت نجاح آلية التنسيق المشترك بين الدول الثلاث وتوافر الإرادة السياسية لديها، ونقلت رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن هناك موقفا عربيا موحدا تجاه القضية الفلسطينية.
ونوه بأن القمة الثلاثية أكدت استمرار الجهود المصرية العربية لإعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية.
وأوضح أن اجتماع الفصائل الفلسطينية في مصر يأتي في إطار الجهد المصري المتراكم الذي يهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
ورأى أن استضافة مصر قمة دول جوار السودان ثم اجتماع تحالف قوى الحرية والتغيير أمر طبيعي لأن مصر من أوائل الدول التي دعت لحوار سوداني سوداني وعدم التدخل الخارجي في الشأن السوداني، كما أنها حريصة على استقرار السودان وتسعى للوصول لرؤية موحدة مع دول الجوار لحل الأزمة السودانية.
وتابع أن بعض الدول العربية سعت للتقريب بين أطراف النزاع في السودان لكن لم تنجح، لذلك فإن الجميع ينتظر تحركات مصر لأن لها ثقلا إقليميا ودوليا وتعمل على إحداث مواءمات لحل الأزمة خاصة أن مصر تدعم حكومات ومؤسسات الدول وليس الأفراد، وهذا يتوافق مع الرؤية الإقليمية من أجل سودان مستقر في المستقبل.
وشدد فهمي على أن دور مصر مهم للغاية في تفكيك عناصر الأزمات بالإقليم في إطار سعيها إلى الحفاظ على دول المنطقة من التفكك.
وأردف أن مصر تملك عناصر قوة سواء ناعمة أو خشنة أو ذكية وهذه القوة التي تمتلكها مصر مهمة للغاية وتمنحها دورا قياديا ورياديا في الإقليم.
من جهته، قال السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية سابقا إن دور مصر في ملفات فلسطين والسودان وليبيا وسوريا ليس غريبا، ولمصر مصلحة مؤكدة في أن يسود الاستقرار والأمن في المنطقة.
ورأى سعد في تصريح لـ((شينخوا)) أن استضافة مصر قمما واجتماعات كثيرة بشأن الأزمات والقضايا العربية يعكس تنامي دور مصر الإقليمي.
وأكد أن الدبلوماسية المصرية تسعي بنشاط لحل أزمات المنطقة، ومصر تاريخيا كانت عامل مهم جدا في حشد أي جهد من شأنه تسوية أزمات المنطقة بالوسائل السلمية، ولا يجب أن ننسى أن مصر هي من قادت عملية السلام مع إسرائيل منذ البداية.
وأضاف سعد أن استخدام مصر الدبلوماسية الرئاسية يؤكد دون شك جديتها الكبيرة في المساهمة في استقرار المنطقة، حيث تبذل مصر جهودا كبيرة وعلى أعلى مستوى وهذا يعطي مصداقية لحركة السياسة الخارجية المصرية.
ونوه بالتحديات التي تواجه المساعي المصرية لحل أزمات المنطقة ومن بينها أن هناك أطرافا خارجية لها مصالح خاصة تعيق التوصل إلى أية حلول وتصطدم بالمصالح الوطنية للدول المعنية التي تشهد الصراعات.
بدوره، قال الدكتور محمد صادق اسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إن مصر استضافت قمة ثلاثية واجتماعا للفصائل الفلسطينية في سبيل حلحلة القضية الفلسطينية.
وأوضح اسماعيل أن مصر تسعي إلى تحقيق رؤيتها الدافعة لعملية السلام والتي تتكون من أربعة محاور، هي وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحقيق المصالحة الفلسطينية وإعادة إعمار غزة وعودة التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية تتحرك بفعالية في سبيل إيجاد حل لأزمات المنطقة مثل القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والأزمة السودانية التي لها تأثير مباشر على الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى الأزمة الليبية.
وتابع أن مصر تلجأ دائما للحوار والسلم في حل الأزمات وتسعى بجدية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.