روابط ذات العلاقة
تعقد القمة الـ 15 لمجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا من 22 إلى 24 أغسطس الجاري، حيث سيناقش قادة دول البريكس موضوعات مثل تعزيز تعاون بريكس وتوسيع عضوية آلية تعاون بريكس، كما سيحضر قادة عشرات الدول الأفريقية وغيرها من دول الأسواق الناشئة والدول النامية الاجتماعات ذات الصلة بدعوة من جنوب إفريقيا.
" تعتبر مجموعة البريكس منظمة شاملة منفتحة دائمًا على الحوار مع المجتمع الدولي الأوسع." قال منسق شؤون بريكس في جنوب إفريقيا آنيل سوكلال، إن أكثر من 40 دولة تأمل في الانضمام إلى آلية تعاون بريكس، وأكثر من 20 دولة منها قدمت طلبات رسمية.
"تجذب مجموعة دول البريكس أولئك الذين يسعون إلى السلام والتعاون في العالم." كلمات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تكشف عن الأسباب المهمة وراء رغبة العديد من الدول في الانضمام إلى آلية تعاون بريكس.
تعاون بريكس هو ابتكار، تجاوز الروتين القديم للتحالفات السياسية والعسكرية وأسّس علاقة جديدة من الشراكة وعدم الانحياز، وتجاوز الفكر القديم للإيديولوجيا، وأطلق مسارًا جديدًا من الاحترام المتبادل والتقدم المشترك، كما تجاوز المفهوم القديم المتمثل في التفكير الصفري، ويمارس المفهوم الجديد للمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين. وأصبحت مجموعة دول البريكس نموذجًا لدول الأسواق الناشئة والدول النامية لتنفيذ التعاون بين بلدان الجنوب وتحقيق التحسين الذاتي من خلال الوحدة. وإن تقديم المزيد من الدول طلبات الانضمام إلى آلية تعاون البريكس، يدل تمامًا على أن آلية تعاون البريكس تحظى بالاعتراف والدعم على نطاق واسع، وأن نفوذها وجاذبيتها آخذان في الازدياد.
ويتمثل أساس التطور السريع لتعاون بريكس في التعزيز المستمر للقوة الاقتصادية لبلدان البريكس. ووفقًا للبيانات الإحصائية الصادرة عن "أكورن ماكرو” للاستشارات، وهي منظمة الأبحاث الاقتصادية البريطانية، في عام 2022، استنادًا إلى تعادل القوة الشرائية، مثلت دول البريكس 31.5٪ من إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي، وأكثر من 30.7٪ من مجموعة الدول السبع، ومن المتوقع أن تتسع الفجوة بينهما بحلول عام 2025.
كما تواصل دول البريكس في السعي وراء الريادة والابتكار، وبناء شراكة جديدة للثورة الصناعية بنشاط، وتعزيز التعاون في مجالات الشبكات المستقبلية، والإنترنت الصناعي والتصنيع الرقمي، والتحول الرقمي للتصنيع، والتوحيد القياسي. وتواكب دول البريكس اتجاه التنمية للاقتصاد الرقمي، وصياغة "استراتيجية الشراكة الاقتصادية لمجموعة بريكس" مرتين، ومواصلة تعزيز التعاون في التعليم والتكنولوجيا والمجالات الأخرى، وإنشاء تجمع للمواهب من أجل التنمية المستدامة والتعاون المبتكر.
وقد أدى نمو دول البريكس إلى تعديل الهيكل الدولي وتغيير جذري في المشهد السياسي والاقتصادي في العالم. وأشار مقال نُشر على موقع "الدبلوماسية الحديثة" الأوروبي إلى أن صعود دول البريكس يمثل نظامًا عالميًا جديدًا، وأن تحت قيادة دول البريكس، سيشهد "الجنوب العالمي" صعوداً سريعاً.
تلتزم دول البريكس بالتعددية الحقيقية وتتبنى مبادئ المساواة والتوافق لاتخاذ القرارات. وكإنجاز تمثيلي لتعاون بريكس، يقوم الأعضاء الخمسة المؤسسون لبنك التنمية الجديد بتوزيع الأسهم بالتساوي ولهم حقوق تصويت متساوية، مما يوفر خيارًا جديدًا لنموذج حوكمة المؤسسات المالية التنموية المتعددة الأطراف. وصرح الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، أنه من خلال الدفاع عن التعددية، تخلق دول البريكس إمكانية إقامة نظام اقتصادي دولي أكثر عدلاً وإنصافًا يعود بالفائدة على العالم أجمع.
ويعد تعاون بريكس أهم منصة للتضامن والتعاون بين الدول النامية، والآلية الأساسية التي تمثل دول الجنوب، والتي تحمل التوقعات القوية للدول النامية. وفي ظل الوضع الجديد، يجب على دول البريكس فتح أبوابها للتنمية، وفتح أذرعها لتعزيز التعاون، وإدارة آلية تعاون البريكس بشكل جيد، وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز تعدد الأقطاب في العالم، والعولمة الاقتصادية، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، بحيث يسمع العالم المزيد من أصوات بريكس وشاهد أكبر على تأثيرات بريكس.