جوهانسبرج 19 أغسطس 2023 (شينخوا) بدأ سانيل نتولي، شاب من جنوب إفريقيا، في تعلم اللغة الصينية بنفس الطريقة التي تتعلم بها دفعته: فقد أطلق عليه معلمه اسم صيني، وهو لين سين، ويعني "من الأشجار إلى الغابة".
وفي جنوب أفريقيا، زاد عدد متعلمي اللغة الصينية وأولئك المولعين بالثقافة الصينية بشكل ملحوظ في العقد الماضي، بحسب نتولي. وأضاف قائلا " إن اسمي الصيني كناية مناسبة عن اهتمام شعبي المتزايد باللغة الصينية."
فعلى سبيل المثال، لقد درس نحو 10 آلاف طالب حتى الآن في معهد كونفوشيوس بجامعة ديربان للتكنولوجيا في جنوب إفريقيا، حيث تعلم نتولي اللغة الصينية، وذلك منذ أن شهد الرئيس الصيني شي جين بينغ توقيع اتفاقية بشأن تأسيسه في 2013.
وفي الآونة الأخيرة، كتب نتولي، وهو معلم للغة الصينية الآن، مع 49 معلما وطالبا في المعهد رسالة مشتركة إلى الرئيس شي، يشاركون من خلالها تجاربهم وانجازاتهم وشعورهم خلال تعلم اللغة الصينية، معربين عن شكرهم الخالص للرئيس شي وللحكومة الصينية لتقديم المزيد من الفرص للشباب الأفرقة لتحقيق أحلامهم، فضلا عن تطلعهم بشغف إلى زيارة الرئيس شي القادمة إلى جنوب أفريقيا.
وما أدهش نتولي، رد الرئيس شي على هذا الرسالة مشجعا إياهم على تعلم اللغة الصينية بشكل جيد والمساهمة في دفع الصداقة بين الصين وجنوب أفريقيا وتعزيز التعاون الودي بين البلدين.
وقال الرئيس شي في رسالته إن كلاهما من الدول النامية الهامة، فقد أقامت الصين وجنوب أفريقيا صداقة خاصة مثل الأشقاء والرفاق، مضيفا أن تعلم وفهم لغة وثقافة بعضهما البعض يساهم في تسهيل التفاهم المتبادل وتنمية الصداقة الدائمة بين الشعبين.
ومن جانبه، قال نتولي إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، إن تجربته في تعلم اللغة الصينية، بالنسبة للعديد من طلابه، تجربة ملهمة، موضحا "يحضر الكثير من طلاب جامعة ديربان للتكنولوجيا وأعضاء هيئة التدريس دروسنا في اللغة الصينية". وذكر "عندما أخبرتهم بقصتي، من تعلم اللغة الصينية أولا، ثم الدراسة في الصين، ومن ثم أصبحت الآن أدرس اللغة الصينية، قالوا إن تجربتي ملهمة."
بدأت رحلة نتولي في تعلم اللغة الصينية قبل 5 سنوات. إن اللغة الصينية من أصعب اللغات في العالم، كما قيل لنتولي قبل سنوات. لذلك، لم يفكر قط في دراستها حتى دعاه صديق في 2018 إلى معهد كونفوشيوس بجامعة ديربان للتكنولوجيا .
ومنذ ذلك الحين، أصبح نتولي مولعا بالحروف الصينية، وكرّس نفسه لتعلم اللغة الصينية. فبالنسبة له، تعلم اللغة الصينية أكثر من مجرد هواية. لقد فتحت له أبوابا للحصول على تعليم وتوظيف أفضل.
وفي رسالته، أشار الرئيس شي إلى أنه من خلال تعلم اللغة الصينية، تعرف العديد من الشباب في جنوب أفريقيا على لمحة عن تاريخ الصين وثقافتها، ما ساهم في زيادة خياراتهم المهنية وتحقيق أحلامهم.
وبالتأكيد، مع تعميق العلاقات بين البلدين، أصبح تعلم اللغة الصينية واغتنام الفرص التي يقدمها التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي خيارا مفضلا للعديد من الشباب في جنوب أفريقيا.
وأظهرت البيانات الصادرة عن الصين أنه في النصف الأول من هذا العام، وصلت التجارة الثنائية إلى 28.25 مليار دولار أمريكي، بزيادة 11.7 بالمائة على أساس سنوي.
لقد حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا لمدة 14 عاما متتاليا، بينما ظلت جنوب أفريقيا أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا لمدة 13 عاما متتاليا.
ووفقا لما ذكره وو لين، عميد مشارك في معهد كونفوشيوس بجامعة ديربان للتكنولوجيا، فإن معهده يعمل على تنمية مهارات الشباب المحليين، ويقدم زيارات متبادلة وتدريب داخلي وغيرها من الفرص، ذلك بالإضافة إلى تعليم اللغة الصينية.
ومن خلال دمج تعلم اللغة الصينية مع التطور الوظيفي والابتكار وريادة الأعمال، أصبح معهد كونفوشيوس مثالا للتبادلات الشعبية الوثيقة والمثمرة بين الصين وجنوب إفريقيا.
وفي ضوء ذلك، قال نتولي "أرى -نفسي وزملائي- من متعلمي اللغة الصينية كجسر بين جنوب إفريقيا والصين"، مردفا "أريد أن أساعد المزيد من الشباب في جنوب أفريقيا حتى يمكن تمديد هذا الجسر."