روابط ذات العلاقة
18 أغسطس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قال الرئيس الإثيوبي السابق مولاتو تيشومي في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية أونلاين، أن العلاقات الصينية مع بلاده تعد نموذجا للتعاون الصيني الإفريقي. مضيفا بأن مشاريع التعاون في مجال التجارة والاستثمار والبنية التحتية تعود بالنفع على البلدين.
وأشار مولاتو إلى أن الاستثمارات الصينية في أثيوبيا، وخاصة الصناعية منها، تمثل في الوقت الحالي محور التعاون بين البلدين، وباتت تتواجد في العديد من المدن. مضيفا بأن سعي بلاده إلى تطوير صناعة التعدين، يمكن أن يوفر للشركات الصينية فرصا كبيرة للاستثمار.
ووفقًا لبيانات "منتدى المسؤولية الاجتماعية للشركات الصينية في أثيوبيا 2023" الصادرة في يوليو من هذا العام، بلغ عدد مشاريع الاستثمارات الصينية المباشرة في إثيوبيا 1835 مشروعا، بقيمة تقدر بحوالي 4.8 مليار دولار أمريكي مكّنت من خلق ما يزيد عن 560 ألف وظيفة داخل إثيوبيا.
علاوة على جذب الاستثمارات الصينية، تسعى إثيوبيا أيضًا إلى اكتساب حصة أكبر في السوق الصينية. حيث تظهر البيانات أن واردات الصين من إثيوبيا قد بلغت 366 مليون دولار في عام 2021، محققة زيادة قدرها 8٪ على أساس سنوي. ويرى مولاتو، بأن التعاون الصيني الإثيوبي سيمضي إلى أبعد من هذا في المستقبل، ويحقق المزيد من الفوائد المشتركة للبلدين.
وكانت الصين وإثيوبيا قد وقعتا في عام 2018 على مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". ويرى مولاتو أن أثيوبيا يمكنها أن تستفيد بشكل جيد من هذه المبادرة، سيما في مجال تطوير البنية التحتية. معتبرا أن مشاريع البنية التحتية ستسهم في زيادة تدفق السلع وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الصين وإثيوبيا والقارة الإفريقية.
وفي حديثه عن الحوكمة العالمية، قال مولاتو أن صوت البلدان النامية لايزال غير مسموع على صعيد تقرير قواعد ومعايير الحوكمة العالمية. مشيرا إلى أن سلطة القرار في هذا الشأن لا تزال حكرا على الدول الغربية. وشدّد على أن العالم قد بات في حاجة إلى إعادة النظر في الطرق التي تدار بها الشؤون الدولية.
في المقابل، أثنى مولاتو على مجموعة دول البريكس، وقال إن المزيد من الدول باتت لديها الرغبة في الانضمام إلى هذه المنظمة. كما دعا الدول النامية إلى الاتحاد في مواجهة قضايا التنمية والسلام والأمن، والبحث عن طريق مشترك لتحقيق المصالح الوطنية، مؤكدا على ضرورة تشجيع التعددية العالمية.
يذكر أن مولاتو قد سبق له الدراسة في الصين. حيث التحق في عام 1976 بجامعة اللغات والثقافة ببكين، لدراسة اللغة الصينية، ثم حصل على الإجازة في قسم الفلسفة بجامعة بكين، ثم على درجتي الماجستير والدكتوراه في السياسة الدولية بنفس الجامعة.
وقال مولاتو بأن جامعة بكين هي التي "صنعته" وهي التي غيرت نظرته إلى العالم، ليصبح ماهو عليه الآن. معربا عن تشجيعه للطلاب الإثيوبيين على الدراسة في الجامعات الصينية.
كما عمل مولاتو سفيرا لبلاده في الصين، وقال بأن تلك الفترة جعلته يعايش التطور السريع الذي شهدته الصين. وعزا مولاتو النمو السريع للاقتصاد الصيني إلى السياسات الفعالة التي اتخذتها الحكومات الصينية المتعاقبة، وخاصة وضع الإنسان في مركز اهتمام التنمية. ويعتقد مولاتو أن هذه السياسات لم تركز فقط على التنمية الاقتصادية، بل أولت اهتماما كبيرا إلى تحسين مستوى معيشة الشعب.