طرابلس / تونس 15 أغسطس 2023 (شينخوا) أعلنت السلطات الصحية الليبية مساء اليوم (الثلاثاء) أن الحصيلة الأولية لضحايا اشتباكات طرابلس خلال يومي الاثنين والثلاثاء، بلغت 27 قتيلا وأكثر من 100 جريح.
وقال مركز طب الطوارئ والدعم (حكومي) في نشرة رسمية عبر حسابه على ((فيسبوك)) إن "الإحصائية المبدئية للأضرار البشرية نتيجة الاشتباكات المسلحة في طرابلس، بلغت 27 قتيلا، و106 مصابين".
وأوضح المركز أنه "تم إخلاء 234 شخصا كانوا عالقين بمناطق الاشتباكات".
واندلعت الاشتباكات ليل الاثنين / الثلاثاء بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي و"اللواء 444" التابع لرئاسة أركان الجيش داخل مناطق جنوب طرابلس "عين زارة ، والسدرة، وصلاح الدين ، بحسب الإعلام المحلي.
وفي وقت سابق نقلت قناة ((ليبيا الأحرار)) المحلية عن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي، قوله إن "الحصيلة المبدئية للاشتباكات هي إصابة 20 شخصا بين مدني وعسكري".
وأضاف أسامة علي أن أكثر من 100 عائلة أجليت من منازلها كانت عالقة في مواقع الاشتباكات ، مشيرا إلى أن هناك عائلات أخرى عالقة داخل منازلها، لكن الوصول إليها متعذر بسبب احتدام القتال، وننتظر وقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لإخراج العالقين".
من جهتها، دعت وزارة الصحة في بيان نشرته عبر صفحتها على ((فيسبوك)) إلى التبرع بالدم ، كما دعت ، طرفي النزاع إلى توفير ممرات آمنة لفرق الإخلاء والإنقاذ والطوارئ لإنقاذ المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات .
ودعا وزير الصحة رمضان أبو جناح " طرفي النزاع المسلح المندلع جنوب العاصمة طرابلس إلى التهدئة والدخول في هدنة ، كي تتمكن فرق الإنقاذ والإخلاء من إجلاء المدنيين والجرحى ".
في الأثناء، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري اليوم على خلفية توتر الأوضاع الأمنية في محيط الجامعة.
وأعلنت عدة شركات طيران ليبية تعليق الرحلات من مطار معيتيقة وإليه ، بسبب الاشتباكات الدائرة في طرابلس.
وقال الناطق باسم مطار مصراتة الدولي سليمان الجهيمي في تصريحات صحفية إن عددا من شركات الطيران قامت بنقل طائراتها من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس إلى مطار مصراتة 200 كم (شرق) طرابلس، كإجراء احترازي نتيجة لتوترات أمنية بالعاصمة
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت تبادلا كثيفا لإطلاق النار وإغلاقا لبعض الطرق الرئيسية بضواحي جنوب العاصمة، وانتشار أمني كثيف، وأضرارا جسيمة بعدد من المصحات الطبية والشقق المنزلية واحتراق سيارات مدنية.
ونجمت هذه الاشتباكات عن قيام قوات الردع باحتجاز العقيد محمود حمزة آمر "اللواء 444 قتال" من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، وفقا لوسائل إعلام محلية
ولم يصدر أي موقف أو توضيح من الجهات الرسمية في طرابلس، أو حتى من الجهتين المتناحرتين.
وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي في ظل تواجد حكومتين، الأولى برئاسة الدبيبة في طرابلس، وهي منبثقة عن اتفاق سياسي قبل أكثر من عامين، والأخرى ترأسها فتحي باشاغا قبل إيقافه، وهي مكلفة من قبل مجلس النواب وتمارس مهامها من سرت وسط البلاد..
وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر من العام 2020.
من جانبها أعربت تونس اليوم عن قلقها وانشغالها إزاء التطورات في ليبيا في علاقة بتجدد الاشتباكات المسلحة وسط العاصمة طرابلس، التي وصفتها بـ "المؤسفة"، ودعت إلى تغليب لغة الحوار.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان نشرته مساء اليوم في صفحتها الرسمية على شبكة "فيسبوك"، إنه "في الوقت الذي تتطلع فيه تونس مع أشقائها في ليبيا إلى التوصل الى حل سياسي ليبي- ليبي دون أي تدخل خارجي، تتسارع الأحداث وتتجدد الاشتباكات المسلحة في العاصمة طرابلس، وهو ما يزيد في تعقيد الأوضاع، فضلا عن سقوط ضحايا وغياب الأمن والاستقرار الذين تنشدهما تونس، كما ينشدهما الشعب الليبي".
وأضافت أن " تونس المتمسكة بضرورة إيجاد حل ليبي نابع من إرادة الشعب، تعرب عن عميق انشغالها بهذه التطورات المؤسفة، وتدعو إلى تغليب لغة الحوار والتوصل إلى حل سلمي في أقرب الأوقات يسهم في تعزيز مقومات الأمن لا في ليبيا فحسب بل في المنطقة كلها".
وفي وقت سابق اليوم، دعت سفارة تونس بالعاصمة الليبية طرابلس أفراد الجالية التونسية المقيمة بليبيا وخاصة منهم المتواجدين بالعاصمة طرابلس وضواحيها الى "توخي أقصى درجات الحيطة والحذر وتفادي التنقلات غير الضرورية والابتعاد عن مناطق الاشتباكات".