الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

الجونتساو، طريقة زراعية مبتكرة ظهرت في الصين وانتشرت في 106 دولة حول العالم

الجونتساو، طريقة زراعية مبتكرة ظهرت في الصين وانتشرت في 106 دولة حول العالم

15 أغسطس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نمت الجونتساو بغزارة داخل جامعة الزراعة والغابات بفوجيان، وتراوح ارتفاعها بين 4 و 5 أمتار. وفي الأسفل تنمو نباتات غانوديرما الجونتساو اللامعة تحت الظلال.

هنا، يعمل لين تشان شي، الباحث في جامعة الزراعة والغابات بفوجيان وكبير العلماء في المركز الوطني لبحوث نبتة الجونتساو، بمعية طالبه الأجنبي ديفيد، على مراقبة نمو نباتات غانوديرما الجونتساو داخل البيوت المحمية.

قبل نصف قرن، ومن أجل مساعدة المزارعين الفقراء على التخلص من الفقر وحماية البيئة الإيكولوجية، ابتكر لين تشان شي تقنية الجونتساو، لاستبدال الخشب بالعشب في زراعة الفطريات الصالحة للأكل. وبعد سنوات من التطور، انتشرت هذه التقنية من فوجيان إلى جميع أنحاء الصين والعالم.

خلال الثمانينيات، كان الخشب يٌستخدم على نطاق واسع لزراعة الفطريات الصالحة للأكل في المناطق الجبلية بمقاطعة فوجيان، ما أدى إلى تضرر الأشجار على حساب زراعة الفطر. ومن أجل حلّ هذا التناقض، نجح لي تشان شي في تطوير تقنية "استبدال الخشب بالعشب" لزراعة الفطر، بعد ذلك شهدت هذه الطريقة تطورا سريعا، وفي عام 1997، تم اعتماد طريقة الجونتساو، لتخفيف حدة الفقر بمقاطعة نينغشيا. حيث أحضر لين تشان شي فريقه و6 صناديق من بذور الجونتساو وانتقل إلى منطقة شيهايقو بمقاطعة نينغشيا.

وفي غضون نصف عام فقط، تمكّن لي تشان شي من قيادة 27 مزارعا لكسب أكثر من 2000 يوان شهريا من زراعة الفطر. في ذات العام، أجرت عشبة الجونتساو أول رحلة عابرة للمحيط، حيث وصلت إلى بابوا غينيا الجديدة. وبعد تجارب دامت عامين، تمكّن لي تشان شي من تثبيت جذور هذه النبتة في بابوا غينيا الجديدة.

واليوم صارت طريقة زراعة الفطريات من خلال عشبة الجونتساو، منتشرة في 16 منطقة في بابوا غينيا الجديدة، وتعود بالفائدة على أكثر من 8600 أسرة. كما أصبحت الصناعة الثانية بعد القهوة في هذا البلد. وفي فيجي، تستخدم الجونتساو كعلف، مما يقلل بشكل كبير من نفوق الماشية والأغنام في موسم الجفاف. أما في رواندا، فقد أسهمت الجونتساو في مضاعفة دخل أكثر من 30 ألف مزارع. وفي جنوب إفريقيا، فإن فلاحة 10 متر مربع من الجونتساو يمكنها تخليص صاحبها من الفقر. حيث نجح لي تشان شي وفريقه بنشر تقنية الجونتساو في 106 دولة حول العالم، مما ساعد آلاف المزارعين في البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق" في التخلص من الفقر وزيادة دخلهم. وتخدم زراعة الجونتساو 13 هدفا من أهداف التنمية المستدامة الـ 17 المحدّدة من الأمم المتحدة. وتعد واحدة من الآليات الصينية المهمّة للمساعدات الزراعية الخارجية والحد من الفقر.

جاء الطالب البينيني ديفيد إلى الصين للدراسة قبل 11 عاما، وهو الآن يتابع دراسة الدكتوراه في جامعة فوجيان للزراعة والغابات. وقد سبق له أن عمل في الترجمة في معهد الجونتساو، والمشاركة في التعريف بتقنية زراعة الجونتساو.

مثل ديفيد هناك العديد من الطلبة الأجانب الذين يأتون لتعلم تقنية الجونتساو. وفي جامعة فوجيان للزراعة والغابات، قام لي تشانشي بالإشراف على 26 طالب ماجستير ودكتوراه، والذين لعبوا دورًا نشطًا في تطوير الزراعة في بلدانهم بعد التخرج. وقال ديفيد: "لقد منحتنا مبادرة الحزام والطريق المزيد من الفرص للدراسة في الصين. فحينما جئت إلى هنا، كان هناك ما يزيد عن 10 طلاب دوليين فقط، أما الآن فتحتوي الجامعة على أكثر من 100 طالب أجنبي."

ويرى ديفيد أن بناء مبادرة "الحزام والطريق" قد عزز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعبي الصين وبنين، خاصة فيما يتعلق بالتبادلات الثقافية.

بلغ لي تشانشي الآن 80 عامًا، لكنّه لا يزال مصرّا على العمل. حيث يقول إنه من خلال الجهود المشتركة، يمكن لتقنية الجونتساو أن تساعد على تطوير الزراعة في البلدان النامية ورفع دخل المزارعين والحد من الفقر.

صور ساخنة