مقالة : اللياقة البدنية تصبح حجر الزاوية في الحياة اليومية في الصين الحديثة

بكين 9 أغسطس 2023 (شينخوا) في حوالي الساعة 7 مساء، امتلأ الشارع الواقع خلف استاد رياضي في وسط بكين بالسيارات والدراجات والدراجات البخارية. فهذا هو الوقت المعتاد الذي يصطحب الآباء فيه أبنائهم بعد انتهاء مجموعة من دورات التدريب اليومية لأطفال على الكرة أو ألعاب الرياضة الأخرى في الاستاد خلال العطلة الصيفية.

عندما يغادر الأطفال المتعرقون والمتعبون مع والديهم، يتدفق المزيد من الأطفال، وكذلك البالغين إلى الاستاد، حيث يغلق الملعب في الساعة 10:00 مساء كل يوم.

ويعد هذا مثالا على اكتساب اللياقة البدنية والرياضة شعبية متزايدة في الصين الحديثة. إذ يصادف يوم الثلاثاء المنصرم اليوم الوطني الخامس عشر للياقة البدنية في البلاد.

- شغف باللياقة البدنية والرياضة

أصبحت بطولة كرة القدم للهواة في قرى بمقاطعة قويتشو الجبلية في جنوب غربي الصين ذائعة الصيت على المستوى الوطني خلال أشهر صيف عام 2023.

في هذه المسابقة، تتألف الفرق من قرويين محليين، بما في ذلك المزارعون وبائعو الأسماك وعمال البناء والطهاة.

لم تكن هناك سجادة حمراء أو لاعبون نجوم يشقون طريقهم إلى أرض الملعب. ومع كل ذلك، جذبت المباريات عشرات الآلاف من المتفرجين الذين كانوا يهتفون في الموقع وملايين آخرين كانوا يتابعون الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

قليل من الناس كانوا قلقين بشأن النتيجة. لقد كان الشغف والروح الرياضية التي أظهرها هؤلاء اللاعبون الهواة والأجواء المبهجة والدفء والاسترخاء في الملعب هي التي ألهمت الجماهير.

يزداد الشغف بالرياضة في المناطق الريفية في الصين، حيث تقام بطولة كرة السلة للقرى في مقاطعة تشجيانغ في شرقي الصين، وبطولة كرة الطائرة للقرى في مقاطعة هاينان الجزرية الجنوبية، ومسابقات قوارب التنين في مقاطعتي هونان وقوانغدونغ.

في هذا السياق؛ قال لوه وي شيانغ، أستاذ مشارك في جامعة فودان ومقرها في شانغهاي، إنه من خلال التنمية الاجتماعية والاقتصادية والدعم الحكومي، أظهر الناس وعيا أقوى بالرياضة والتمارين الرياضية، مما أدى إلى تحسين مستوى اللياقة العامة بين سكان المناطق الحضرية والريفية.

- نظام قوي للخدمة العامة

تعتقد الصين أن صحة الناس هي أحد أهم مؤشرات التحديث، حيث رفعت الصين مستوى أهمية اللياقة البدنية الوطنية لتصبح إستراتيجية وطنية.

ولتلبية احتياجات اللياقة البدنية والتدريب الرياضي للناس، تم بناء حدائق ذات طابع رياضي حيثما كان مسموحًا بها، سواء كانت تحت جسور مرتفعة أو في مصانع عفا عليها الزمن.

بحلول نهاية عام 2022، كان هناك 4.23 مليون منشأة رياضية في جميع أنحاء البلاد، تغطي مساحة 3.7 مليار متر مربع، حيث يمارس أكثر من 500 مليون شخص، أو حوالي 35 في المائة من إجمالي عدد السكان للصين، يمارسون التمارين البدنية بانتظام.

في سبتمبر القادم، ستستضيف مدينة هانغتشو في شرقي الصين دورة الألعاب الآسيوية الـ19، والتي ستجمع أكثر من 12 ألف رياضي من أكثر من 40 دولة.

لقد تم فتح ما مجموعه 87 مقرا للمنافسة أو التدريب للجمهور خلال الحدث، وشارك أكثر من 10 ملايين مقيم في أنشطة اللياقة البدنية.

بحلول عام 2025، ستبني الصين بشكل أساسي نظام خدمة اجتماعية وطنية للياقة البدنية على المستوى الأعلى، بمتوسط مساحة 2.6 متر مربع من المرافق الرياضية للفرد. ومن المتوقع أن يشارك حوالي 38.5 في المائة من سكان البلاد في التمارين البدنية بانتظام.

- دمج اللياقة البدنية والصحة

اعترافا بالدور المهم للرياضة في تحسين صحة الناس والوقاية من الأمراض، عملت السلطات الصينية على تعزيز الاندماج بين اللياقة البدنية والصحة.

يسلط مخطط "الصين الصحية 2030" الصادر في عام 2016 الضوء على تكامل الرياضة والطب، ويدعو إلى الاستفادة الكاملة من التمارين البدنية العلمية في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة وإعادة التأهيل. كما يدعو إلى تعزيز الخدمات الرياضية والصحية التي تغطي دورة الحياة بأكملها.

في يوليو المنصرم، أنشأت السلطات المحلية المسؤولة عن الرياضة والصحة جمعية تكامل الرياضة والصحة في مقاطعة فوجيان بشرقي الصين بهدف الاستفادة من الرياضة في الوقاية من الأمراض وعلاجها وتعزيز الصحة.

بينما تضم مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين 12 مركزا تجريبيا محليا لتعزيز الصحة من خلال الأنشطة البدنية، و 100 مركز على المستوى القاعدي للمساعدة في علاج الأمراض المزمنة عن طريق الرياضة.

تسعى الصين بثبات إلى تحسين الصحة البدنية للمواطنين، حيث تلتزم الدولة بتحسين خدمات اللياقة البدنية والصحة في سبيل تعزيز صحة السكان وتحسين نوعية الحياة للجميع.