بكين 2 أغسطس 2023 (شينخوا) قالت الصين اليوم الأربعاء إن إقحام القضايا الجيوسياسية من قبل بعض الدول عرقل تبني بيان خلال اجتماع لوزراء البيئة والمناخ لمجموعة الـ20، واصفة إياه بالأمر المؤسف.
وأدلى متحدث باسم وزارة الخارجية بهذه التصريحات عندما طلب منه التعليق على استفسار متعلق بالاجتماع الذي اختتم مؤخرا في تشيناي بالهند. وزعمت تقارير صادرة من بعض وسائل الإعلام الغربية أن الصين تراجعت عن موقفها، وعرقلت توصل الاجتماع إلى توافق في الآراء بشأن قضايا رئيسية مثل خفض الانبعاثات والتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
وقال المتحدث إن "التقارير ذات الصلة تتعارض تماما مع الحقائق"، مشيرا إلى أن الاجتماع توصل إلى "الوثيقة الختامية" و "ملخص الرئيس" وحقق نتائج إيجابية ومتوازنة لكنه فشل في اعتماد بيان بسبب إقحام بعض الدول القضايا الجيوسياسية كعائق.
وأضاف المتحدث أن "الصين ترى أنه أمر مؤسف".
وأوضح المتحدث أن الصين تعتقد أن مجموعة الـ20، بوصفها منتدى رئيسيا للتعاون الاقتصادي الدولي، تضطلع بمسؤوليات هامة لدفع التنمية العالمية المستدامة، وتنسيق التنمية الاقتصادية والحماية البيئية، والتصدي لتغير المناخ، ويتعين أن تلتزم مجموعة الـ20 بحشد التوافق السياسي للبلدان، مع الاحترام الكامل لاختلاف مراحل وحقائق تنميتها، والتواصل بشأن أفضل الممارسات والخبرات وتبادلها، وحفز الإجراءات العملية ودفع المجتمع الدولي للعمل متحدا والاستجابة بنشاط لتغير المناخ من أجل تعزيز الثقة والقدرات العالمية بشكل مشترك لتحقيق التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة.
وأضاف المتحدث أنه ينبغي لمجموعة الـ20 أن تقوم، على أساس الاحترام الكامل للأهداف والمبادئ والأطر المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس للمناخ، بتوفير دعم مفيد لمفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والتأكد من عدم خلق فجوة جديدة بين الجنوب والشمال في الاستجابة لتغير المناخ، وتحقيق تحول عادل وأخضر ومنخفض الكربون في جميع أنحاء العالم.
وأردف "تحث الصين الدول المتقدمة على أن تضع جديا بعين الاعتبار قدراتها ومسؤولياتها والتزاماتها عند الاستجابة للمناخ، وأن تزيد من خفض الانبعاثات، وتفي بالتزامها في أسرع وقت ممكن، وتوفر التمويل المتعلق بالمناخ للبلدان النامية وتنقل التكنولوجيا إليها، وتوقف تلك الأعمال التي تؤثر على الاستجابة العالمية للمناخ وتقوضها، مثل اعتماد تدابير أحادية الجانب وفك الارتباط وقطع السلاسل الصناعية وإقامة الحواجز التجارية".
وقال المتحدث إن "الصين لاعب فاعل في دفع الحوكمة العالمية للمناخ"، مشيرا إلى أن الصين نشرت إطار سياسة "1+N" لتنفيذ هدفي الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني، وأقامت أكبر نظام لتوليد الطاقة النظيفة في العالم، وساهمت بربع المناطق الخضراء المضافة حديثا في العالم منذ عام 2000، ودفعت اقتصادا ينمو بمعدل متوسط نمو سنوي قدره 6.2 في المائة مع نمو لاستهلاك الطاقة بلغ في المتوسط 3 في المائة على أساس سنوي. وتعد الصين واحدة من أسرع الدول في العالم من حيث خفض كثافة الطاقة وكذلك من حيث بناء قدراتها المركبة للطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأضاف المتحدث أنه من جهة أخرى، قدمت الصين الدعم والمساعدة للبلدان النامية الأخرى قدر استطاعتها، مشيرا إلى أن الصين وقعت 43 وثيقة لتعاون الجنوب- الجنوب بشأن الاستجابة للمناخ مع 38 دولة نامية، ودربت نحو 2000 مسؤول وموظف مهني متخصص في الاستجابة للمناخ من أكثر من 120 دولة نامية، وقدمت مساهمات إيجابية لبناء نظام عالمي لحوكمة المناخ يتسم بالعدالة والعقلانية والكسب المشترك.
وأشار المتحدث إلى أن الصين اضطلعت بدورها كرئيس للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وعملت على تنسيق مصالح جميع الأطراف، ودفعت باتجاه صياغة نص متوازن، ودعت إلى رؤيتها للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة ووضع الناس في المقدمة والمركز، وحثت على تجنب التمييز أو القيود غير المبررة على التجارة الدولية بسبب السياسات الاقتصادية الخضراء، خلال المشاورات حول الوثيقة الختامية لاجتماع وزراء البيئة والمناخ لمجموعة الـ20.
وقال المتحدث "ستواصل الصين تعزيز تبادل السياسات والتعاون العملي بشأن القضايا البيئية والمناخية مع الدول الأخرى في إطار مجموعة الـ20 والأطر الأخرى من أجل الدفع المشترك للتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة في جميع أنحاء العالم".