رام الله 31 يوليو 2023 (شينخوا) أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الاثنين) دعم ما تقوم به الحكومة والجيش في لبنان من أجل فرض النظام والقانون وذلك بعد اشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان.
وجاء تأكيد عباس خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميل بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية ((وفا)).
وذكرت الوكالة أن الرئيس عباس بحث مع الجميل خلال الاتصال الأحداث المؤسفة التي جرت في مخيم عين الحلوة.
وشدد عباس على أن الوجود الفلسطيني في لبنان مؤقت إلى حين العودة إلى الديار التي هجروا منها حسب القرارات الدولية.
وأعرب عباس عن تقديره للدور الذي يقوم به لبنان في استضافة الفلسطينيين وفي دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية.
وعُقد اليوم في مدينة صيدا اجتماع بين ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية لبحث سبل وقف الاقتتال في المخيم، وأعلن بعده عضو البرلمان عن مدينة صيدا أسامة سعد الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين، لكن الاتفاق لم ير النور مع استمرار المساعي من أجل تنفيذه على الأرض وتثبيته.
وتواصلت اليوم الاشتباكات التي اندلعت ليل السبت-الأحد بين عناصر من حركة فتح وناشطين إسلاميين في مخيم عين الحلوة بوتيرة متقطعة، فيما أفاد موقع ((النشرة)) الإخباري بارتفاع حصيلة القتلى إلى 11 والعدد الإجمالي للإصابات إلى 37.
وخلفت الاشتباكات دمارا وأضرارا كبيرة في المخيم كما أدت إلى شلل الحركة وإقفال المؤسسات في مدينة صيدا التي ترددت فيها أصوات طلقات الرصاص وانفجارات القذائف التي طالت إحداها سوق الخضار في المدينة بدون إصابات.
بدوره، اتهم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، "جهات مشبوهة" بالسعي لإقحام المخيمات بحالة من الفوضى وتهديد أمن وسلامة مخيمات اللاجئين في لبنان.
واعتبر فتوح في بيان تعقيبا على الأحداث في مخيم عين الحلوة أن "الأعمال الإجرامية تستهدف السلم الأهلي في المخيمات الفلسطينية وتفجير المخيمات من الداخل".
وقال "إن أي عبث بأمن مخيماتنا واستقرارها عبث بمصالح شعبنا، ولا يمكن وضعه إلا في إطار المؤامرة على قضية اللاجئين ووضع المخيمات وشعبنا في لبنان تحت دائرة الاستهداف المتواصل من أكثر من طرف مشبوه لتحقيق مكاسب غير وطنية بعيدة عن مصلحة شعبنا".
وأكد فتوح على "السلم الأهلي في لبنان وعلى أمن المخيمات وعلى سيادة الدولة واستقرارها"، مطالبا بمحاسبة "المتورطين ونشر القوة الأمنية المشتركة في أحياء مخيم عين الحلوة كافة وتوفير الأمن والأمان لأهلنا في المخيم واعتقال كل من تثبت علاقته بما حدث".
وكانت الاشتباكات قد اندلعت إثر محاولة اغتيال تعرض لها ناشط إسلامي بعد إقدام مسلح مجهول على إطلاق النار باتجاهه وإصابته بجروح، ثم تصاعد الوضع عقب مقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد ابو اشرف العرموشي في كمين مسلح.
ويشهد مخيم عين الحلوة، الذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، عمليات تفجير واغتيال واشتباكات مسلحة بين الحين والآخر على خلفية الصراع السياسي والسيطرة والنفوذ الأمني بين عدد من الفصائل والتنظيمات.