ناننينغ 27 يوليو 2023 (شينخوا) جذبت حزمة من التوابل الحارة للقدر الساخن مطبوع عليها الملصقات باللغتين الصينية والميانمارية، جذبت الانتباه في الدورة الخامسة لمنتدى لانتسانغ-ميكونغ للأعمال التجارية، التي عقدت في أوائل يوليو الجاري في مدينة ناننينغ، حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ في جنوبي الصين.
ويتم استيراد المواد الخام للبهارات من بلدية تشونغتشينغ جنوب غربي الصين ومعالجتها في مدينة يانغون في ميانمار لتناسب أذواق سكان ميانمار.
وفي هذا السياق؛ قال شين يان، 37 عاما، وهو مصنع صيني ميانماري لتوابل أطعمة القدر الساخن الحار ويجيد لغة الماندرين الصينية: "بدأ الطعام الصيني الحار في الظهور في ميانمار قبل عشر سنوات".
وقال يان إن الطعام الحار للقدر الساخن الصيني تم إدخاله إلى مطاعم راقية في ميانمار بعد أن أصبحت الخضروات المختلطة الحارة التي يبيعها الصينيون شائعة في ميانمار.
وفي السنوات الأخيرة، حظيت الأطعمة الصينية ذات التوابل الحارة والمخدرة للفم والمعروفة باسم "مالا" باللغة الصينية، بإقبال في جنوب شرقي آسيا.
كما أكد هذا الاتجاه "لي جينغ"، وهو شاب جاء من ولاية ونشان لقوميتي تشوانغ و مياو ذاتية الحكم في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، والذي التحق بجامعة يانغون للغات الأجنبية لدراسة لغة ميانمار قبل ثلاث سنوات، قائلا إن القدر الساخن الصيني يحظى بشعبية كبيرة في يانغون، حيث تبيع العديد من المتاجر في الشوارع الرئيسية "مالاتانغ" (الحساء الحار الساخن الصيني) والطعام الحار للقدر الساخن.
وقال لي: "كثير من الناس في ميانمار يتحدثون عن الكلمات الصينية مثل القدر الساخن و" مالا "، وهو أيضا موضوع لا غنى عنه في محادثاتنا مع أصدقائنا في ميانمار".
ومع تزايد تفضيل المستهلكين في ميانمار لنكهة "مالا"، تعمل الشركة التي يملكها يان مع محلات السوبر ماركت المحلية لتقديم توابلها الحارة لطعام القدر الساخن. وعلى الرغم من أن المنتجات تكلف 1.5 ضعف أسعار المنتجات المحلية، إلا أنه يتم بيع ما بين 20 ألف عبوة إلى 30 ألف عبوة شهريا. وقال يان إن أكثر من عشرة أنواع من المنتجات الحارة المماثلة من العلامات التجارية الأخرى تباع بشكل جيد في محلات السوبر ماركت المحلية.
ووفقا لبيانات منصتي التجارة الإلكترونية الصينيتين "ميتوان" و"ديانبينغ" في بداية العام الحالي، فإن عمليات البحث عن "مالا" و"القدر الساخن" في تايلاند زادت بنسبة 700 في المائة على أساس سنوي. وظهرت المزيد والمزيد من المطاعم التي تضم حفلات شواء أطعمة مالا وكذلك القدر الساخن في المنتجعات الشهيرة مثل بانكوك وفوكيت.
ومن جانبه؛ قال تشوه بينغ يويه، الذي يدير مطعما تايلانديا في مدينة ناننينغ، إن مذاق "مالا" في الأطعمة الصينية أكثر تعقيدا وثراء مقارنة بالطعام التايلاندي الحار، وهو ما يمثل ميزة تجذب الشباب التايلاندي.
ومدفوعا بسياسات مثل مبادرة الحزام والطريق واتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، يتوسع نطاق التعاون بين الصين ودول الآسيان، دون عوائق أمام التجارة واللوجستيات. وتدخل الأطعمة ذات المذاقات الصينية مثل "مالا" جنوب شرقي آسيا بطريقة أكثر تنوعا وكفاءة.
وفي سوق يويلين الدولي لتجارة التوابل في مدينة يويلين في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ، تنتشر رائحة قوية، وهناك تدفق لا نهاية له من الشاحنات المحملة بتوابل مثل اليانسون والقرفة. ويبلغ حجم المعاملات السنوية في سوق يولين للتوابل حوالي 800 ألف طن، وهناك أكثر من 100 ألف موظف في سلسلة الصناعة ذات الصلة.
واغتنمت مدينة يويلين فرصة تنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، ووسعت باستمرار تجارتها مع دول الآسيان في مجال التوابل، وتصدر المزيد والمزيد من التوابل الصينية إلى جنوب شرقي آسيا لإرضاء أذواق السكان المحليين.
وخلال الدورة الخامسة لمنتدى لانتسانغ - ميكونغ للأعمال التجارية، ناقش أكثر من 100 ممثل صناعي من دول تعاون لانتسانغ-ميكونغ، بما في ذلك الصين وكمبوديا وميانمار ولاوس وتايلاند وفيتنام، ناقشوا فرص التعاون في الصناعات الزراعية وصناعات تجهيز الأغذية.
بدوره؛ قال سوريان فيشيتلكارن، المدير التنفيذي لمعهد ميكونغ، في المنتدى إنه في السنوات الأخيرة، ومع تسريع ربط البنية التحتية وتحسين الأنظمة اللوجستية بين دول تعاون لانتسانغ - ميكونغ، إلى جانب زيادة الطلب على الغذاء، والتغيرات في أنماط الاستهلاك، والتقدم في تكنولوجيا معالجة وتغليف الأغذية، يستمر سوق وتجارة دول تعاون لانتسانغ - ميكونغ في صناعة تجهيز الأغذية في التوسع، مما يوفر مساحة واسعة للتعاون في المستقبل.
ومن جانبه؛ قال كيتي سوبشوكون، رئيس شركة غرينادز بيوتيك المحدودة التايلاندية للزراعة: "الصين سوق كبيرة مع فرص غير محدودة، ونتطلع إلى مزيد من التبادلات والتعاون مع الشركات الصينية في المستقبل".