جوهانسبرج 24 يوليو 2023 (شينخوا) قال وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اليوم (الاثنين)، إن الفضاء السيبراني يجب أن يكون مسرحا كبيرا تتفتح فيه مئة زهرة، وليس ساحة معركة جديدة للانخراط في ستار حديدي رقمي.
أدلى وانغ، وهو أيضًا مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهذه التصريحات أثناء حضوره الاجتماع الـ 13 لمستشاري الأمن الوطني والممثلين السامين المعنيين بالأمن الوطني لمجموعة بريكس، في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، الذي بدأ اليوم (الاثنين).
قال وانغ إن الأمن السيبراني يعد حجر زاوية مهما للأمن الوطني. وتابع قائلا "في مواجهة التحديات المشتركة، يجب أن نقوي التواصل الاستراتيجي، ونوضح اتجاه التعاون، ونحمي المصالح المشتركة".
وقدم أربعة اقتراحات للحفاظ على أمن الفضاء السيبراني:
أولاً، دعا إلى بناء فضاء سيبراني نزيه وعقلاني. وقال إنه يتعين على جميع البلدان أن تشترك في إنشاء مستقبل الفضاء السيبراني، ويجب على جميع البلدان أن تشترك في حماية أمن الفضاء السيبراني. وأضاف أنه من الضروري ممارسة التعددية الحقيقية، ودعم الأمم المتحدة في الاضطلاع بدور مركزي في الحوكمة العالمية للفضاء السيبراني، والاستماع الكامل إلى الشواغل المشروعة للبلدان النامية، ووضع قواعد دولية نزيهة وعقلانية، وتحسين نظام حوكمة الإنترنت الديمقراطي والشفاف.
ثانيًا، طالب وانغ ببناء فضاء سيبراني منفتح وشامل. وأشار إلى أن حيوية الفضاء السيبراني تكمن في الارتباطية، ويكمن جوهره في الانفتاح. ويجب أن يكون الفضاء السيبراني "مسرحا كبيرا" تتفتح فيه مجموعة متنوعة من الزهور، وليس "ساحة معركة جديدة" لستار حديدي رقمي. وأكد أنه من الضروري الالتزام بالنزاهة والعدالة، ومعارضة أي شكل من أشكال الهيمنة العلمية والتكنولوجية والهيمنة السيبرانية، والسماح لجميع الأطراف ببذل قصارى جهدها والحصول على ما تحتاج إليه في فضاء سيبراني منفتح وشامل.
ثالثًا، دعا وانغ إلى بناء فضاء سيبراني آمن ومستقر. وقال إنه من الضروري التقيُد بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واحترام مسار تنمية الفضاء السيبراني ونمط إدارته اللذين يختارهما كل بلد بصورة مستقلة، وممارسة مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والدعوة إلى الاستخدام السلمي للفضاء السيبراني، ومقاومة سباق التسلح السيبراني بحزم، ومعارضة محاولات استخدام الفضاء السيبراني لتنفيذ "ثورات ملونة".
رابعا، طالب وانغ ببناء فضاء سيبراني مفعم بالحيوية، قائلا إنه من الضروري تنسيق التنمية والأمن، والالتزام بالسياسات "الموجهة نحو الناس" والسياسات التي تستخدم "الذكاء من أجل الخير" لضمان تحقيق الأمن الوطني والمصالح العامة، لافتا إلى أن ذلك يجب أن يتزامن مع اغتنام الفرص الرقمية، وسد الفجوة الرقمية، وتشارُك العوائد الرقمية، وضمان الانفتاح والأمن والاستقرار في سلسلة إنتاج وإمداد المعلومات والاتصالات العالمية، لتحفيز إمكانات وحيوية التعاون الدولي في الفضاء السيبراني.
كما شدد وانغ على أن الصين تولي أهمية كبيرة لمسألة الأمن السيبراني من خلال المشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية للإنترنت، لتقدم من خلال هذه المشاركة إسهاماتها في الحفاظ على أمن البيانات والأمن السيبراني العالمي. وأكد أن الصين على استعداد لتعزيز التبادلات وتعميق التعاون مع بلدان الأسواق الصاعدة والنامية، وبذل جهود مستمرة لتعزيز إصلاح نظام الحوكمة السيبرانية العالمي وبناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني.
يحضر الاجتماع الذي يستمر يومين، ويعقد تحت شعار "الأمن السيبراني يتحول إلى تحدٍ للبلدان النامية على نحو متزايد"، خومبودزو نتشافيني وزيرة رئاسة جنوب إفريقيا، سيلسو لويز نونيس أموريم كبير مستشاري الرئاسة البرازيلية، نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي، أجيت دوفال مستشار الأمن الوطني الهندي، وممثلون لكل من بيلاروس وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر وبوروندي والإمارات العربية المتحدة وكازاخستان وكوبا وبلدان أخرى.
قالت جميع الأطراف المشاركة إنه مع التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أصبحت أهمية الحفاظ على الأمن السيبراني بارزة بشكل متزايد.
وأشارت الأطراف المشاركة إلى أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يقوي وينظم استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، ويشترك في مكافحة الجريمة السيبرانية، ويعزز الارتباطية الرقمية، ويضيق الفجوة الرقمية، ويقوي التعاون الدولي في مجال الابتكار التكنولوجي، ويعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع البلدان.
وأضافت الأطراف أنه يتعين إصلاح وتحسين النظام العالمي لحوكمة الإنترنت لزيادة تمثيل البلدان النامية وأصواتها. ويتعين على بلدان مجموعة بريكس و"أصدقاء مجموعة بريكس" العمل معا للتصدي للتحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية مثل الأمن السيبراني، وتهيئة بيئة دولية متبادلة المنفعة وشاملة وآمنة، وتحقيق الأمن والتنمية المشتركين، وتعزيز السلام والازدهار العالميين.