كوالالمبور 16 يوليو 2023 (شينخوا) ذكرت محللة ماليزية بارزة أن وجود الناتو وتوسعه بعد الحرب الباردة يعرضان السلام والاستقرار العالميين للخطر.
وصرحت لي بي ماي، الخبيرة السياسية في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أُجريت معها مؤخرا، بأن استمرار الناتو، بعد أن تجاوز غرضه الأصلي، له تأثير مزعزع للاستقرار على الشؤون العالمية حيث يسعى التكتل إلى أن يظل مؤثرا في العالم الناشئ متعدد الأقطاب.
وأشارت إلى أن الحلف العسكري، على الرغم من أنه يتشكل من شركاء أوروبيين، أصبح خاضعا بالكامل لإرادة الولايات المتحدة، التي تتصرف بشكل أحادي وتتطلع في الوقت ذاته إلى إذعان هادئ من جانب الدول الأعضاء الأخرى.
"إننا نرى على نحو متزايد كيف تطور الناتو ليخدم مصالح أعضاء بعينهم، مثل الولايات المتحدة، وليس جميع الأعضاء. لذلك، لم يعد الناتو قادرا على توفير ذلك النوع من الاستقرار الذي يريده الأعضاء الآخرون من خلال الدفاع الجماعي، ولكنه أصبح بدلا من ذلك أداة تستخدمها الولايات المتحدة للحفاظ على مكانتها البارزة"، هكذا قالت الخبيرة في أعقاب قمة الناتو التي عُقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وصورت الصين على أنها "تحد منهجي للأمن الأوروبي الأطلسي".
وأشارت لي إلى أن خطاب المواجهة المستمر من جانب الناتو لم يتم توجيهه ضد من يراهم أعداء في أوروبا فحسب، بل امتد الآن إلى آسيا، حيث يتخذ الحلف بقيادة الولايات المتحدة موقفا ضد الصين، يعرض بدوره التعاون التجاري والاقتصادي الدولي للخطر.
وأضافت لي أن التحركات الرامية إلى الضغط على أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) من شأنها أيضا أن توقع آثارا ضارة بالمنطقة إذا ما استسلمت الدول الأعضاء وبدأت تتخذ موقفا جانبيا ضد الصين، التي تعد شريكا تجاريا رئيسيا.
لقد قوبلت إشارة الناتو للصين على أنها خصم بردود أفعال عكسية. ووصف النقاد الخطاب الانقسامي الأخير للناتو بأنه نتاج عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، وحذروا من أن توسع الناتو واستجاباته للأزمة الأوكرانية يمكن أن تعرض الأمن العالمي للخطر، وقد تقوض وضع عدم الانحياز والحياد الذي تتخذه بلدان معينة.
ولدى حثها الآسيان على الحفاظ على مركزيتها وحيادها والتركيز على التنمية الاقتصادية والتجارية، قالت لي إن أعضاء الآسيان هم من يحق لهم التعبير عن شواغلهم والحفاظ على موقفهم من خلال رفض محاولات جرهم إلى أي تحالف.
وقالت إن تصوير الصين على أنها قوة عدوانية يعد بمثابة خلق لحالة من الذعر، "تعطي بدورها إحساسا زائفا بانعدام الأمن للدول الآسيوية ومواطنيها"، مضيفة أن تحريضا لا معني له على الحرب من قبل الناتو قد يدفع الدول إلى "إعطاء الأولوية لزيادة إنفاقها العسكري والانخراط في سباق تسلح في وقت لا يوجد فيه تهديد فعلي".
وأضافت أن "الدول أصبحت أيضا متشككة في نوايا بعضها البعض، وصار من غير المرجح أن تتوجه إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون إلا لأسباب أمنية. وبوسعنا أن نرى تأثير حالة عدم اليقين هذه على النمو العالمي مع عزوف المستثمرين والشركات عن الاستثمار وتوسيع أنشتطهم".