القاهرة 12 يوليو 2023 (شينخوا) اضطر الشاب المصري محمد جابر (36 عاما) إلى تأجيل زواجه بسبب عدم قدرته على تجهيز شقة الزوجية، في ظل موجه غلاء غير مسبوقة جراء الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده.
وتشهد مصر موجة غلاء كبيرة حيث واصل معدل التضخم السنوي ارتفاعه حتى وصل إلى 36.8 % في يونيو 2023 مقارنة بـ 14.7 % لنفس الشهر من العام 2022، بحسب بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وجاء ارتفاع معدل التضخم في مصر مدفوعا بأزمة شح الدولار في السوق المصرية، والتي دفعت البنك المركزي إلى تخفيض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي عدة مرات، حتى أصبح الدولار الأمريكي يعادل 30.93 جنيه مصري حاليا مقابل 15.75 جنيه في يناير 2022.
وقال جابر، الذي يعمل في إحدى شركات الشحن، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد ارتبطت بخطيبتي منذ سنوات وكان مخططا أن يكون الزفاف في نهاية العام الماضي لكني قمت بتأجيله لمدة عام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم القدرة على استكمال تجهيز الشقة في الوقت المحدد مع أسرة خطيبتي".
وأضاف الشاب المصري، الذي بدا على وجهه علامات الامتعاض، "لقد طلبت من أسرة خطيبتي أن نكتفي بعقد القران دون تنظيم حفل زفاف توفيرا للنفقات لكن الأسرة رفضت لأن خطيبتي الابنة الوحيدة للأسرة واحترمت رغبتها وحاليا أقوم باستكمال تجهيز الشقة ثم سأبدا بعدها في تدبير الأموال اللازمة لحفل الزفاف".
وأردف جابر أن الظروف الحالية في الحقيقة غير مشجعة على الزواج بسبب ارتفاع الأسعار في الأسواق بشكل كبير جدا سواء أسعار الأجهزة الكهربائية أو السلع الغذائية، وهذا جعل أغلب الشباب يأجلون فكرة الزواج لحين استقرار الوضع الاقتصادي.
وأدى عزوف الشباب عن الزواج أو تأجيله خلال الفترة الحالية إلى تراجع عقود الزواج بشكل كبير في مصر.
وقال نقيب المأذونين إسلام عامر إن حالات الزواج بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي حوالي 320 ألف حالة مقابل 530 ألف حالة تقريبا خلال نفس الفترة من العام 2022.
وأوضح عامر لـ((شينخوا)) أن حالات الزواج في مصر تراجعت بشكل كبير لعدة أسباب من بينها أن تكاليف الزواج أصبحت مرتفعة أكثر من اللازم، وهو ما أدى إلى العزوف عن الزواج.
ودعا نقيب المأذونين الأسر المصرية إلى تيسير الزواج وتخفيف الطلبات لمساعدة الشباب على الزواج وتأسيس أسرة.
بدوره، قال الخبير في علم النفس والاجتماع الدكتور أحمد عبد الله إن الزواج أصبح مغامرة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية والقوانين الموجودة.
وأضاف عبدالله، وهو مدرس علم نفس واجتماع بجامعة الزقازيق، لـ((شينخوا) أن هناك شبابا كثيرين يحجمون عن الزواج وآخرين يفكرون مليا قبل اتخاذ قرار الزواج في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسببت في تغيير عادات المصريين بشأن الزواج والطلاق.
وحذر الخبير في علم النفس والاجتماع من تأثير هذه الظاهرة على الحالة المعنوية للشباب التي لا تكون جيدة عند تأخر الزواج لأن هناك احتياجات لا تتوفر لهم إلا بالزواج وإذا لم تتوفر لن يشعروا بالاستقرار.
ودعا عبدالله إلى تغيير العادات الاجتماعية الخاصة بالزواج في مصر مراعاة للظروف الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف الزواج.
ومن بين هذه العادات، وفقا للخبير المصري، اشتراط أسر الفتيات على الشباب الراغبين في الزواج شراء شقق ذات مساحات كبيرة وتجهيزها كاملة وتنظيم حفلات زفاف وغيرها.