رام الله 12 يوليو 2023 (شينخوا) تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء) بإعادة إعمار مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية فورا ليكون كما كان وأفضل بعد نحو 10 أيام من عملية عسكرية واسعة النطاق للجيش الإسرائيلي وصفت بأنها الأعنف منذ العام 2002.
وقال عباس خلال زيارة تفقدية نادرة أجراها للمخيم استمرت قرابة ساعتين وسط استقبال رسمي وشعبي حاشد "جئنا اليوم لنتابع إعادة بناء المخيم فورا ليكون كما كان وأفضل ونتحدى بكل هذا العمل كل من يريد أن يهزمنا أو يعتدي علينا ولن نقبل الاعتداء من أي أحد وسنبقى صامدين صابرين في بلدنا ولن نرحل".
وقتل 12 فلسطينيا وجندي إسرائيلي خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي شاركت فيها قوات برية وجوية على مخيم جنين يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، وأحدثت دمارا كبيرا في البنية التحتية والمحال التجارية والمنازل السكنية.
واعتبر عباس في كلمته بساحة المخيم بجوار أحد المحال التجارية التي حرقت جراء العملية العسكرية وسحب الدخان السوداء منتشرة على المبنى السكني أن "مخيم جنين أيقونة الصمود والنضال"، مشيدا بتضحيات سكانه بما في ذلك من قضوا وجرحوا في العملية الإسرائيلية.
وقال عباس الذي حمل غصن زيتون في يده وارتدى كوفية فلسطينية إن "مخيم جنين صمد في وجه العدوان وقدم التضحيات في سبيل الوطن، ونحن لا بد أن نتحدى كل من يريد أن يهزمنا وأن يعتدي علينا وسنبقى في بلدنا ولن نرحل منها حتى يرحل الاحتلال عن أرضنا".
وأعرب الرئيس الفلسطيني (87 عاما) بينما وقف عدد من السكان المخيم على أسطح منازلهم عن شكره للجزائر والإمارات على دعمهما المالي لإعادة إعمار مخيم جنين، داعيا الجميع إلى تقديم الدعم للشعب الفلسطيني من أجل استكمال عملية إعادة الإعمار.
وأكد تمسكه بالقدس الشرقية "وليس بلدة أبو ديس" عاصمة لدولة فلسطين المستقلة وبحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، مشددا على ضرورة فرض سلطة ودولة واحدة وقانون واحد وأمن واستقرار واحد.
وطالب عباس الكل الفلسطيني بالعمل من أجل الوحدة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه حتى تحرير وطنه كاملا ليكون هذا الوطن مفتوحا للجميع، مهددا بأن كل من "يعبث في وحدتنا وأمننا لن يرى إلا ما لا يعجبه واليد التي ستمتد إلى وحدة الشعب وأمنه وأمانه ستقص من جذورها".
ووصل عباس عبر طائرة مروحية هبطت في مقر قيادة الأمن الوطني في جنين، وفورا توجه إلى مقبرة في المدينة التي دفن فيها عشرة من القتلى الفلسطينيين جراء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.
وقام عباس برفقة بعض من كبار المسؤولين في القيادة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بوضع إكليل من الزهور، بينما لوح بيده إلى عشرات المتواجدين لاستقباله بينهم أطفال وعائلات أسرى وجرحى وقتلى.
ولاحقا، توجه عباس إلى المخيم الذي رفع على مدخله وفي حارته الأعلام الفلسطينية وصوره استعدادا لزيارته، ومن ثم عاد إلى مقر قيادة الأمن الوطني والتقى قادة الأجهزة الأمنية فيه قبل أن يغادر عبر الطائرة المروحية إلى رام الله.
وأعلنت محافظة جنين بالسلطة الفلسطينية في بيان مقتضب صدر عنها عن إلغاء اجتماع كان مقررا بين عباس وممثلي الفعاليات الشعبية والرسمية في المدينة من دون توضيح أسباب ذلك.
وتعد زيارة عباس حدثا استثنائيا نادرا حيث لم يقم بزيارة المدينة ومخيمها على مدار 11 عاما، بحسب ما أفادت مصادر محلية فلسطينية.
وجنين تقع في شمال الضفة الغربية وتبعد عن القدس مساحة 75 كم إلى الشمال، فيما تأسس مخيمها العام 1953 على الطرف الغربي الجنوبي للمدينة ويبلغ عدد سكانه قرابة 14 ألف لاجئ يقطنون على مساحة 450 دونما (الدونم يعادل 1000 متر).
وشهدت المدينة والمخيم العديد من الأحداث خلال الانتفاضتين الأولى العام 1987 والثانية العام 2000 وعادا مرة أخرى إلى الواجهة بداية العام الماضي مع الإعلان عن تشكيل كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي التي تتهمها إسرائيل بتنفيذ عشرات العمليات.