القاهرة 10 يوليو 2023 (شينخوا) أكد خبير اقتصادي مصري أن الصين تمتلك قدرة هائلة على مواجهة التحديات الدولية، وتحقيق التنمية الاقتصادية وطنيا ومع شركائها الدوليين.
وقال الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الإدارة الصينية تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية للصين وللدول التي تتشابك معها في أطر اقتصادية متعددة.
وأضاف جاب الله أنه في سبيل ذلك فإن الصين تستهدف تحقيق النمو الاقتصادي بالصورة التي تحقق التنمية، كما لديها القدرة على قراءة المستقبل واستشراف الأزمات بصورة لا تدفعها بأن يكون سعيها خلف تحقيق معدلات نمو كبيرة حافزا لدفعها نحو أزمات اقتصادية.
وأشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة ومنذ تقشي وباء كوفيد - 19، كان لدى الصين قراءة جيدة للغاية للتطورات الاقتصادية، وتوقعت مشكلات اقتصادية مهمة كالتي تواجه قطاع التكنولوجيا أو قطاع العقارات، وقامت باتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على النمو الكبير في هذه القطاعات حتى لا تتحول إلى فقاعة تؤدي إلى أزمة للاقتصاد الصيني.
ولفت إلى أن القيادة الصينية تدير عملية التنمية بأسلوب رصين ومتعقل وبشكل يوازن ما بين الانطلاق والتروي ويحقق الأهداف الاقتصادية، دون أن تكون الرغبة في سرعة الأداء سببا في خلق أزمات تعوق التقدم الاقتصادي الصيني.
وتابع جاب الله قائلا، "من هنا فإن بيانات النمو في الاقتصاد الصيني يجب ألا ننظر إليها بصورة منفردة وإنما لابد أن تكون في إطار متكامل مع كافة مؤشرات الاقتصاد الصيني وقدرته على تحقيق التنمية، وهو الأمر الذي نجحت فيه بالفعل انطلاقا من حجم اقتصادي كبير، فضلا عن القدرة على امتلاك تكنولوجيا المستقبل خاصة في قطاعات الاقتصاد الأخضر والاتصالات وغيرها من التكنولوجيات الحديثة وما تتسم به من قدرة كبيرة على الابتكار".
وأشار الخبير الاقتصادي المصري إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الحالي والذي يفترض أن يكون قائما على قيم العولمة والحرية الاقتصادية مصاب بعملية انتقائية سلبية في هذه الحرية الاقتصادية، مشيرا إلى الدول الغربية الذين يدعون إلى مبادئ الحرية الاقتصادية والليبرالية الجديدة يطبقون العقوبات بمعايير مزدوجة بما يضرب عملية الحرية الاقتصادية في مقتل.
وأوضح أن دعاة الليبرالية في الغرب يمارسون سياسات ويتخذون إجراءات تقوم على النزعة الفردية، وضرب مثلا على ذلك بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك زيادة نفوذ اليمين المتطرف في أوروبا وكثير من دول العالم، وتسعى الإدارة النقدية للولايات المتحدة الأمريكية للنجاة بالاقتصاد الأمريكي وذلك على حساب الاقتصاد العالمي من خلال سياسة رفع الفائدة والتي صدرت أزمات اقتصادية كبيرة إلى معظم دول العالم.
وقال جاب الله إن الصين تدير اقتصادها بطريقة جيدة للغاية، موضحا أن بكين تراقب التطورات العالمية وتنتظر وتتأنى قبل أن تعدل من استراتيجيتها الاقتصادية كونها استراتيجية ثابتة ومنفتحة على الاقتصاد الدولي ومستعدة للتعامل معه مهما تغيرت آلياته.
وأكد أن الصين تواجه نفس التحديات التي تتعرض لها دول العالم المختلفة، مشددا على أن قدرة الاقتصاد الصيني على تحقيق التنمية طويلة المدى لا تتأثر بالتحديات التي يواجهها الاقتصاد الدولي، خاصة ما يتعلق بالمشكلة الأساسية للاقتصاد الحر والتي تتمثل في زيادة الاقتصاد المالي عن الاقتصاد الحقيقي، وهو الأمر الذي تدركه الصين جيدا وتحتاط له بكفاءة.
وأوضح الخبير الاقتصادي المصري أن قطاع الاقتصاد الحقيقي في الصين قطاع كبير جدا، كما أن بكين لا تنجرف إلى الأدوات المالية والنقدية بالصورة التي تجعلها أكبر مما يحتمل اقتصادها الإنتاجي الحقيقي.
ولفت إلى أن قدرة الصين على امتلاك اقتصاد حقيقي كبير، وما تمتلكه من تكنولوجيا وقدرة على الابتكار هي الأساس والضمانة لتحقيق تنمية مستدامة صينية وأساس الحفاظ على الاقتصاد الصيني من تأثره بصورة كبيرة بالصدمات الاقتصادية التي تضرب الاقتصادات الرأسمالية، مؤكدا أن الصين تتعامل مع آليات الاقتصاد الحر بأسلوب متعقل وتتجه إلى المستقبل بخطوات ثابتة وهي تدرك التحديات التي تواجهها.
وقال الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الإدارة الاقتصادية الصينية تعلم جيدا متى تنطلق، ومتى تسرع خطواتها ومتى تبطئ ومتى تتوقف، وهذا هو الأمر الأساسي في الحفاظ على قدرة الاقتصاد الصيني على المناورة وقدرته على تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.