روابط ذات العلاقة
بكين 4 يوليو 2023 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) إنه يتعين على منظمة شانغهاي للتعاون الاستعداد لمواجهة تحديات العصر، والوضع في الاعتبار مهمتها التأسيسية، والبقاء في وحدة وتنسيق لتحقيق المزيد من اليقين والطاقة الإيجابية للسلام والتنمية في العالم.
جاءت تصريحات شي خلال الاجتماع الـ23 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون عبر مؤتمر فيديو من بكين.
ــ نمو منظمة شانغهاي للتعاون
"قبل 10 سنوات، في وجه التغيرات التي تطرأ على العالم والعصر والتاريخ، أكدت أن البشرية تعيش في نفس القرية العالمية، التي تصبح بصورة متزايدة مجتمع مستقبل مشترك تترابط فيه ترابطا وثيقا"، وفقا لما قال شي.
وأوضح أنه على مدى العقد المنصرم، يحظى مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بقبول ودعم على نطاق واسع في المجتمع الدولي، ويتحول هذا المفهوم من مقاربة ورؤية إلى خطوات ووقائع. وفي هذه العملية، تسير منظمة شانغهاي للتعاون في طليعة العصر متمسكة بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ورافعة "روح شانغهاي" وساعية إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون.
وقال إن الدول الأعضاء تتمسك بالتقاليد الحميدة المتمثلة في التضامن والتساند بروح الفريق الواحد، وتتبادل الدعم الثابت للحفاظ على مصالحها الجوهرية، وأصبحت شركاء موثوقا ببعضهم البعض في الطريق نحو التنمية والنهضة.
تطبق الدول الأعضاء المفهوم الأمني المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وتراعي الهموم الأمنية المعقولة لكافة الأطراف، وتتخذ إجراءات شاملة لمواجهة مختلف التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وتدافع سويا عن السلام والأمن والأمان في المنطقة، وفقا لما قال.
وأشار شي إلى أن الدول الأعضاء تلتزم بالمفهوم التنموي القائم على الابتكار والتنسيق والخضرة والانفتاح والتقاسم، وتعمل على المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية الوطنية ومبادرات التعاون الإقليمي، ما ساعد في تعزيز التنسيق في التنمية الاقتصادية.
توارث الدول الأعضاء روح حسن الجوار والصداقة، وتتمسك بالمساواة والاستفادة المتبادلة والحوار والشمول بين الحضارات، وتدعو إلى التعايش السلمي والمتناغم بينها، وفقا لما قال.
كما أشار إلى أن الدول الأعضاء تحافظ على العدالة والإنصاف الدوليين، وتعارض تصرفات الهيمنة والطغيان والتنمر، وتعمل على توسيع "دائرة الأصدقاء" للمنظمة وإقامة علاقات الشراكة القائمة على الحوار والترافق بدلا من المجابهة والتحالف، مما عزز القوة التقدمية لصيانة سلام العالم واستقراره.
وقال لي يونغ تشيوان، الخبير بمركز بحوث التنمية بمجلس الدولة الصيني، "المزيد والمزيد من الدول أدركت أن المنظمة ليست 'دائرة صغيرة' حصرية ولكنها نمط جديد من المنظمات الدولية يتسم بالحيوية والانفتاح. إن انضمام أعضاء جدد سيساعد المنظمة على لعب دور إيجابي على نطاق أوسع".
وأشاد القادة الذين حضروا القمة بالإنجازات الرائعة التي حققتها المنظمة في تطورها، ورحبوا بإيران لتصبح عضوا كامل العضوية، آملين أن تكمل بيلاروسيا إجراءات الانضمام إلى المنظمة في أقرب وقت ممكن.
وأشاروا إلى أن المنظمة تنمو مع تزايد النفوذ الدولي، وتقدم إسهامات مهمة في تعميق علاقات حسن الجوار والصداقة وحماية المصالح المشتركة للدول الأعضاء وتعزيز السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة والعالم وتعزيز التنمية المستدامة. وقالوا إنها أصبحت نموذجا للثقة المتبادلة والحوار المتكافئ والتعاون متبادل المنفعة.
وقالوا إنه يتعين على الدول الأعضاء المضي قدما بروح شانغهاي، وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون، وتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي، ومعارضة المواجهة الأيديولوجية والانقسام والتمييز.
واتفقوا على أنه يجب على الدول الأعضاء تعزيز الارتباطية الإقليمية وبناء ممرات رئيسية ودعم تضافر مبادرة الحزام والطريق مع بناء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وتعميق التعاون في الاقتصاد والتجارة والتمويل والطاقة والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والاقتصاد الرقمي والتبادلات الشعبية والتصدي بشكل مشترك للتحديات العالمية مثل أزمتي الغذاء والطاقة، وتغير المناخ.
كما دعوا إلى بذل جهود مشتركة لمكافحة قوى الإرهاب والانفصالية والتطرف، والتمسك بالتعددية الحقيقية، ودعم الأمم المتحدة في لعب دور قيادي وتعزيز الحوكمة العالمية.
وتقرر في القمة أن تتولى كازاخستان الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون في 2023-2024.
واستضاف القمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والتي جمعت شي وقادة من الدول الأعضاء كازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان بالإضافة إلى الدول في وضع المراقب وهي بيلاروسيا وإيران ومنغوليا.
ــ مقترحات صينية
يشهد عالم اليوم تحولات واضطرابات متشابكة، وتتطور التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة بوتيرة متسارعة، ويواجه المجتمع البشري تحديات لا مثيل لها. في هذا السياق، يطرح سؤال العصر مرة أخرى: التضامن أو الانقسام؟ السلام أو الصراع؟ التعاون أو التصادم؟ وفقا لما قال شي. وأضاف "جوابي هو أن تطلعات شعوب الدول إلى حياة جميلة هي ما نسعى إليه، وتيار العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك لا يقاوم".
وقال شي إن الدول الأعضاء عليها أن تمضي قدما نحو الاتجاه الصحيح المتمثل في تعزيز التضامن والثقة المتبادلة. "أثبتت الحقائق أنه سنتمكن من الحفاظ على أمن الدول الأعضاء ومصالحها التنموية على نحو جيد طالما نأخذ المصلحة العامة بعين الاعتبار ونتحمل المسؤولية والرسالة ونزيل كافة التشويشات".
على الدول الأعضاء أن تعزز التواصل والتعاون الاستراتيجيين، وتدعو إلى تسوية الخلافات عبر الحوار وتجاوز التنافس عبر التعاون، وتتخذ إجراءات ملموسة لاحترام المصالح الجوهرية والهموم الكبرى للأطراف الأخرى، وتتبادل الدعم الثابت لجهودها في تحقيق التنمية والنهضة، وفقا لما قال.
وقال أيضا إنه على الدول الأعضاء أن تضع في الاعتبار المصلحة العامة وبعيدة المدى للمنطقة، وأن تضع سياسات خارجية بشكل مستقل، حتى تحمل مستقبل تنميتها بقوة في أيديها.
وأوضح أنه يتعين على الدول الأعضاء حماية السلام الإقليمي وضمان الأمن المشترك.
وقال إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، والتمسك بتسوية الخلافات والصراعات بين الدول عبر الحوار والتشاور، والدفع بحل القضايا الدولية والإقليمية الساخنة سياسيا، بما يحصّن سياجا أمنيا في المنطقة.
وقال "علينا أن نرفع مستوى التعاون الأمني للمنظمة، وأن نكافح قوى الإرهاب والانفصالية والتطرف، مثل 'حركة تركستان الشرقية الإسلامية'، وتهريب المخدرات والجرائم السيبرانية والجرائم المنظمة العابرة للحدود، وأن نوسع التعاون في المجالات الأمنية غير التقليدية مثل أمن البيانات والأمن البيولوجي وأمن الفضاء الخارجي".
وعلى الدول الأعضاء أيضا أن تواصل الاستفادة من منصات مثل آلية التنسيق والتعاون بين دول الجوار لأفغانستان، وتشجيع البلاد للسير على طريق السلام وإعادة الإعمار.
كما قال إنه يتعين على أعضاء المنظمة التركيز على التعاون البراجماتي لتسريع التعافي الاقتصادي.
وأوضح أن الجانب الصيني يحرص على بذل جهود مشتركة مع كافة الأطراف لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية والتمسك بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، ورفض النزعة الحمائية أو العقوبات أحادية الجانب أو توسيع مفهوم الأمن القومي، ورفض "بناء أسوار ووضع حواجز" أو "فك الارتباط وقطع السلاسل".
وأضاف "علينا العمل على تكبير 'كعكة' التعاون متبادل المنفعة، بما يجعل نتائج التنمية تفيد شعوب العالم بشكل أوفر وأكثر عدالة".
ورحب شي بمشاركة الدول الأعضاء في فعاليات الدورة الـ3 لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، والعمل سويا على توسيع وتمديد الحزام والطريق لتصبح "طريق سعادة" يخدم العالم بأسره.
يقترح الجانب الصيني زيادة حصص التسويات بالعملات المحلية لدول المنظمة والدفع بإنشاء بنك تنمية تابع للمنظمة، وفقا لما قال.
وبشأن تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين دول المنظمة وتشكيل روابط أوثق بين الشعوب، قال شي إن الصين ترحب بكافة الأطراف للمشاركة في تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، ودفع التعايش المتناغم بين الحضارات المختلفة وتعزيز التعارف والتقارب بين شعوب الدول.
قال شي إنه على الدول الأعضاء أن تواصل تعميق التعاون في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة والإعلام. في السنوات الثلاث القادمة، سيقدم الجانب الصيني إلى دول المنظمة 1000 منحة دراسية للمعلمين الأجانب المتخصصين بتعليم اللغة الصينية، و3000 منحة دراسية في المخيم الصيفي لبرنامج "جسر اللغة الصينية"، وسيدعو 100 عالم شاب إلى الصين للتبادل بشأن البحوث العلمية.
وقال شي إنه يتعين على الدول الأعضاء ممارسة التعددية وتحسين الحوكمة العالمية. يجب على الدول الأعضاء أن تكرس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وأن تحافظ بحزم على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وأن تعارض الهيمنة وسياسة القوة، وأن تدفع بالحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا، وأن تدفع بعملية التحديث للمجتمع البشري في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز المساواة على أصعدة الحقوق والفرص والقواعد، وأن تبذل جهودا مشتركة لبناء سلام العالم والإسهام في التنمية العالمية والحفاظ على النظام الدولي.
يعمل الشعب الصيني الآن على دفع التحديث الصيني النمط تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. تحرص الصين على توفير فرص جديدة للتنمية إلى دول العالم، بما فيها دول منظمة شانغهاي للتعاون، بالاستفادة من الإنجازات الجديدة المحققة للتحديث الصيني النمط، بما يدفع ببناء عالم أجمل، وفقا لما قال شي.
"السير على الطريق الصحيح مدعوم، والسير مع الجماعة بعيد. إن منظمة شانغهاي للتعاون التي تتماشى مع تيار العصر وتتفق مع اتجاه تقدم البشرية، ستتنامى وتتعاظم بالتأكيد بفضل جهودنا المشتركة"، وفقا لما قال.
وقال سون تشوانغ تشي، مدير معهد دراسات روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن استعداد الصين للعمل مع الدول الأخرى لتنفيذ المبادرات الثلاث، وهي منفعة عامة مهمة توفرها الصين للعالم، سيكون له تأثير إيجابي على منظمة شانغهاي للتعاون.