القاهرة 2 يوليو 2023 (شينخوا) أكد خبير مصري أن حرص دول الشرق الأوسط على الانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون يأتي تحقيقا للسلام والاستقرار والتنمية والحد من الفقر في المنطقة.
وقال أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات والباحث في العلاقات الدولية، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، إن العديد من دول العالم وخاصة الشرق أوسطية والدول العربية تسعى للانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون لعدة عوامل منها الرغبة في تطوير وتعزيز التعاون في مجالات السياسة والتجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم.
وأضاف الديب أن هذا الحرص يأتي من استهداف منظمة شانغهاي للتعاون تقوية الثقة وتحقيق التقارب المشترك بين الأعضاء، فضلا عن الدور القوي والبناء للصين وروسيا في هذه المنظمة، ما يعزز التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة ومكافحة الإرهاب والتطرف والاتجار غير المشروع بالمخدرات والبشر، لافتا إلى أن كل ذلك محل اهتمام دول المنطقة.
ولفت إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون تساهم في كسر الاحتكار الغربي لقيادة العالم عبر الولايات المتحدة ومجموعة السبع الصناعية الكبرى، مؤكدا أن المنظمة تسعى لبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب تسوده العدالة وتوزيع عادل للثروات، وتحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية والإفريقية.
وأشار إلى أن كل ذلك يوضح أسباب الرغبة القوية في سعي دول الشرق الأوسط للانضمام إلى المنظمة، مؤكدا أن الانضمام لمنظمة شانغهاي للتعاون ولمجموعة "بريكس" يستهدف تشجيع التعاون التجاري والسياسي، والذي يأتي ضمن أهداف دول الشرق الأوسط للدفاع عن مصالحها الاقتصادية والسياسية في خارطة العالم التي تتشكل من جديد اقتصاديا وسياسيا.
وأكد الديب رغبة الدول العربية للانضمام لمنظمة شانغهاي للتعاون من أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة والحد من الفقر وضمان الأمن الغذائي، ووضع خطة لتطوير التجارة البينية وإزالة الحواجز التجارية.
وأوضح أنه من مميزات منظمة شانغهاي للتعاون أنها تتمتع بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولديها قدرات اقتصادية هائلة وخاصة مع انضمام المزيد من الدول كأعضاء إليها أو إقامة شراكات معها.
وتوقع الخبير المصري ارتفاع التبادل التجاري بين الدول العربية والصين إلى 400 مليار دولار بعد انضمام العديد من الدول العربية لمنظمة شانغهاي للتعاون، ما يعزز التعاون بين الطرفين، والاستثمار المشترك في دول مبادرة "الحزام والطريق"، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والتعاون عن طريق الأبحاث والتطوير، وكذلك الاستثمار في مجمعات التكرير والبتروكيماويات المتكاملة، وتعزيز التعاون في سلاسل إمدادات قطاع الطاقة عن طريق إنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية للاستفادة من موقع الدول العربية المميز.
وأشار الديب إلى أن العلاقات الصينية-العربية شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية وشكلت مثالا يحتذى به للتضامن والتعاون بين الدول النامية وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية ما يقرب من 330 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة قدرها 37 في المائة عما كان عليه في عام 2020 بما يجعل الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، فيما بلغت التجارة بين الصين وإفريقيا 254.3 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة 35.3 في المائة على أساس سنوي وأصبحت الصين الشريك التجاري الأول لأكثر من 120 دولة بالعالم وبالتالي فهي تمثل قوة تجارية ضخمة لدول العالم ومنها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والجزائر.