ساعدت زراعة الأرز الهجين الذي تم إدخاله من الصين في عام 2017، عائلة دينا التي تعيش في ماييكي بمدغشقر على حل مشكلة الغذاء، وبناء منزل جديد، بالإضافة إلى مساعدة أولادها الثلاثة للالتحاق بالجامعة.
" يعد عام 2023، أفضل عام للحصاد، والفضل يعود إلى الخبراء الصينيين الذي علمونا التكنولوجيا والمعرفة لمساعدتنا على زيادة الإنتاج." قالت دينا البالغة من العمر 44عامًا، أن المنطقة كانت تعاني من النقص في الإنتاج الأرز المحلي قبل زراعة الأرز الهجين الصيني، ولم تلبي الأخيرة الاحتياجات الغذائية للأسرة المكونة من ستة أفراد فحسب، بل يمكن أن توفر أيضًا فائضًا من الأرز الذي يمكن بيعها، ودخل يكفي لتغطية إنشاء المنازل، وشراء المزيد من الأراضي لزراعة الأرز، وما إلى ذلك.
وتعتبر هذه صورة مصغرة لما جلبه الأرز الهجين الصيني من منفعة الى أفريقيا، أهمها تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي. وفي الوقت الحاضر، تقوم أكثر من 20 دولة أفريقية بزراعة الأرز الهجين، وتواصل الصين تقديم الدعم الفني للبلدان والمناطق المحتاجة لمساعدة البلدان على تعزيز بناء القدرات الزراعية المتعلقة بالأرز الهجين.
تلتزم شركة يوان لونغ بينغ المحدودة للتكنولوجيا العالية الزراعية بالترويج للأرز الهجين في العالم، حيث نفذت 179 مشروعًا للتدريب على المساعدات الخارجية منذ بدء تقديم المساعدات الخارجية للأرز الهجين في عام 1995.
"تعد أفريقيا المنطقة الرئيسية لمساعدتنا الخارجية الفنية". قال تشن شياو ليانغ، مدير التخطيط في قسم التدريب على المساعدات الخارجية في شركة يوان لونغ بينغ، إنه من عام 2020 إلى عام 2022، عقدت الأخيرة ما مجموعه 24 دورة تدريبية زراعية لأفريقيا، مع إجمالي 977 مشاركًا. ومن أجل ضمان تطبيق المساعدات الزراعية لإفريقيا أثناء الوباء، ساعدت شركة يوان لونغ بينغ بعض البلدان الأفريقية في إنشاء منصة تدريب زراعي عبر الإنترنت مع مترجمين متخصصين في لغات مختلفة.
كما ساعدت مجموعة من الخبراء الصينيين المتمركزين في افريقيا لفترة طويلة في العثور على طريقة جيدة لتوسيع إنتاج الغذاء، ومنهم هو يوي فانغ البالغ من العمر 65 عامًا. وفي عام 2007، أطلقت الصين ومدغشقر التعاون في مجال تكنولوجيا الأرز الهجين، وفي العام التالي، ذهب هو يوي فانغ، خبير من أكاديمية هونان للعلوم الزراعية، إلى مدغشقر لدراسة أنواع الأرز الهجين المناسبة للظروف الطبيعية المحلية.
"يعتبر الأرز الهجين محصولًا مهمًا في مدغشقر، ونظرًا لعوامل مثل ضعف التكنولوجيا والبنية التحتية، فإن إنتاج الأرز في البلاد لا يمكن أن يلبي الاحتياجات الغذائية للسكان المحليين بشكل كامل." قال هو يوي فانغ، إنه أثناء إقامته في مدغشقر، سافر هو وفريقه الفني في جميع مناطق زراعة الأرز في الجزيرة تقريبًا من أجل العثور على أصناف الأرز الهجين الأكثر قابلية للتكيف.
في الوقت الحاضر، وصلت مساحة الترويج التراكمي للأرز الهجين الصيني في مدغشقر إلى أكثر من 50000 هكتار، بمتوسط عائد يبلغ حوالي 7.5 طن لكل هكتار. قال هو يوي فانغ، إن متوسط إنتاج أصناف الأرز الهجين التي تمت تربيتها بواسطة التكنولوجيا الصينية الجديدة يبلغ ضعفين إلى ثلاثة أضعاف إنتاج الأصناف الأفريقية المحلية.
قال تشانغ لي جون، المدير التنفيذي للمركز الإفريقي الفرعي للمركز الوطني الصيني لبحوث تكنولوجيا هندسة الأرز الهجين في مدغشقر الذي تأسس عام 2019، إن المركز يختار ويعزز أصناف الأرز الهجين وتقنيات الزراعة التي تناسب الاحتياجات المحلية، كما يقوم بتدريب المزارعين المحليين على إتقان التقنيات المتقدمة. مضيفاً: "نأمل أن يكون مدغشقر مقرنا في افريقيا لتعزيز التعاون التقني للأرز الهجين بين الصين وافريقيا، وتحقيق هدف القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي في أقرب وقت ممكن."
وبحسب تاتيانا رزاناما حيفا، رئيسة العلاقات العامة في شركة المحيط الهندي للتجارة في مدغشقر التي تتعاون مع الصين للترويج للأرز الهجين الصيني في مدغشقر، فإن الصين ملتزمة دائمًا بمساعدة إفريقيا على التنمية، ومساعدة الأفارقة في التخلص من الفقر. "آمل في الحصول على مزيد من التعاون مع الصين في مجالات مثل الميكنة الزراعية وإنتاج بذور الأرز الهجين."
كما يساهم الأرز الهجين في الحد من الفقر في إفريقيا. في عام 2018، قامت مجموعة من الخبراء الصينيين بتوجيه 134 أسرة في إحدى القرى في بوروندي، لإجراء عرض عملي لإنتاج الأرز الهجين. وفي الوقت الحاضر، نجحت القرية في زراعة 8 مواسم، وزرعت تراكميًا 380.64 هكتارًا بإجمالي إنتاج 4104 طن وصافي دخل 1.3186 مليون دولار أمريكي، وقد نجحت القرية بأكملها في انتشال نفسها من براثن الفقر.
قال ديوميدي نداييروكي، المدير العام للتخطيط الإقليمي والري وحماية التراث بوزارة البيئة والزراعة والثروة الحيوانية في بوروندي، إن الخبراء الزراعيين الصينيين ساعدوا بوروندي على تحقيق العديد من النجاحات، لا سيما في إدخال الأرز الهجين. مضيفا: "بفضل التكنولوجيا الصينية، حققنا الإنتاجية من 3 إلى 4 أطنان من الأرز لكل هكتار إلى 10 أو حتى 11 طنا من الأرز لكل هكتار."
عادت التبادلات بين الصين والدول الأفريقية بشأن الأرز الهجين إلى طبيعتها بعد ثلاث سنوات من الاضطراب بسبب الوباء. قال وي ران، مدير التعاون الدولي في مركز أبحاث الأرز الهجين في هونان، إن العديد من الدول الافريقية حددت مواعيد اللقاء معهم مسبقاً قبل الدورة الثالثة من المعرض الاقتصادي والتجاري بين الصين وافريقيا المقام بتشانغشا في هونان، حيث قام وزراء الزراعة الأفارقة والسفراء لدى الصين بما في ذلك ملاوي ومصر بالاتصال بالمركز، على أمل تعزيز التوجيه بشأن الأرز الهجين المحلي.