الخرطوم 28 يونيو 2023 (شينخوا) استبدلت الخرطوم وجهها المألوف صباح كل عيد وتوشحت بثوب من السواد، وخلت شوارعها من المصلين وجموع المباركين بعيد الأضحي المبارك.
في اليوم الأول لعيد الأضحي، بدت الخرطوم كمدينة أشباح، فيما امتلأت شوارعها بحطام نحو 74 يوما من الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وغابت عن ساحات الخرطوم ومساجدها أصوات تكبيرات العيد، وحلت محلها صرخات وانين من بعض ساكنيها الذين لم يحالفهم الحظ في مغادرة المدينة المنكوبة.
لا مشاهد للعيد في العاصمة السودانية الخرطوم، ولا مظاهر لأي نوع من الاحتفال به، بسبب أحزان عميقة خلفتها الحرب المستعرة.
وقال غازي إسماعيل الذي بقي مع أسرته بمنطقة الازهري جنوبي الخرطوم "كيف لنا ان نحتفل في ظل هذه الأوضاع المأساوية".
وأضاف إسماعيل في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الحرب خلفت أحزانا لم تندمل، فشتت شمل العائلات بسبب النزوح، وفقدنا أعزاء في هذه الحرب".
وحاول سودانيون مغالبة أحزانهم والاحتفاء بالعيد من خلال تجمعات صغيرة في بعض أحياء جنوب الخرطوم.
واستفاد من بقي في العاصمة الخرطوم من حالة هدوء نسبي بعد أن أعلن طرفا القتال (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) هدنة قصيرة بمناسبة عيد الأضحي.
وقال عبد العال ساتي وهو مواطن في منطقة جنوب الخرطوم لـ((شينخوا)) إنه حاول الاحتفال بالعيد رغم الظروف الراهنة.
وأضاف أن "هناك حالة من الهدوء النسبي في أول أيام العيد، وخرجنا لبعض الشوارع وتجمعنا خلال وجبة أفطار جماعية مع من تبقي من جيراننا".
وكان قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو قد أعلن عن هدنة من طرف واحد.
وبالمقابل، أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن هدنة خلال اليوم الأول من عيد الأضحي.
ويشهد السودان منذ 15 إبريل الماضي مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخري.
وأدت الاشتباكات إلي مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وذلك وفقا لوزارة الصحة السودانية.
ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن عدد الأشخاص الذين فروا من السودان منذ أكثر من شهرين، تجاوز الـ500 ألف، بينما نزح مليونا شخص داخلياً.