29 يونيو 2023 (شينخوا) عقدت الندوة الدولية الثالثة حول التعاون بين الصين والشرق الأوسط تحت عنوان "تقاسم ثمار التنمية، التضامن لصون الأمن والتعاون من أجل المستقبل" عبر الإنترنت وخارجه، يوم الثلاثاء في بكين. تركز الندوة على مبادرة الحضارة العالمية ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي لبحث سبل التبادلات الودية، والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والشرق أوسطية، والتعاون بشأن التنمية والأمن.
حضر الندوة حسام الحسيني، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الصين، ومحمد حسنين خدام، سفير الجمهورية العربية السورية لدى الصين، علاوة على علماء من الجامعات والمؤسسات، ودبلوماسيين في الصين ودول الشرق الأوسط، حيث أعربوا عن تقديرهم لجهود الصين المبذولة لتعزيز تنمية منطقة الشرق الأوسط وأمنها، إضافة إلى توقعاتهم للتعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط في المستقبل.
وقال لي شين فنغ، مدير معهد بحوث غربي آسيا وإفريفيا للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن طريق الحرير القديم شهد تاريخ التبادلات الودية بين الشعب الصيني وشعوب الشرق الأوسط. وتواصل الصين تعميق التعاون في مختلف المجالات خلال مسيرة تعزيز التحديث الوطني مع دول الشرق الأوسط، باعتبار دول المنطقة شركاء طبيعيين لمبادرة الحزام والطريق. وأضاف لي، أن المنطقة ظلت تعاني مشكلات الأمن والتنمية منذ وقت طويل. وعلى هذه الخلفية، حظيت مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين باستجابة إيجابية من المنطقة والمجتمع الدولي، مما يلعب دورا إرشاديا في السلام في المنطقة. ويتعين على الصين ودول الشرق الأوسط اتباع منهج عملي، والتمسك بتوافق حول التنمية، والعمل معا لبناء مبادرة التنمية العالمية وتعزيز تحقيق أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وبدوره، أشار حسام الحسيني، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الصين، إلى أن الصين تدعم دائمًا كفاح الشعب الفلسطيني لحماية حقوقه المشروعة، ما يعد واحدا من أعمدة العلاقة الخاصة التي طالما جمعت بين الدول العربية والصين الصديقة. وأضاف أن الأردن آمن على الدوام بأهمية العمل المشترك، سواء في محيطه العربي، أو العالمي، كما آمن بأهمية تعزيز العمل الدولي المتعدد الأطراف في منصاته المختلفة، من أجل تعزيز الفهم المشترك والموقف المشترك مع الصين للقضايا والتحديات العالمية، وتوسيع رقعة العمل المشترك لمواجهتها وحلها.
وذكر وو سي كه، المبعوث الخاص الأسبق للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط في كلمته الرئيسية أن هذه الندوة ممارسة ملموسة للقمة الصينية العربية. إذ تلتزم مبادرة التنمية العالمية بأولويات التنمية، ووضع الإنسان في المقام الأول، والشمول، والابتكار، والتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والتي تتماشى إلى حد كبير مع مفاهيم واحتياجات التنمية في بلدان الشرق الأوسط. لقد شكل التعاون بين الجانبين نموذجًا للاستفادة المتبادلة بين الحضارات والتعاون بين الجنوب والجنوب في العصر الجديد.
وأبدى تشو ليه، الرئيس الأسبق لجامعة الدراسات الدولية ببكين، وجهة نظره بأنه للحفاظ على الاستقرار الطويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط، يتعين على دول الشرق الأوسط أن تتبع مسارا تنمويا يناسب ظروفها، وأن تتحرر من تدخل القوى الخارجية، مضيفا أن دول المنطقة يجب عليها التنمية بشكل مشترك، وتعزيز التنسيق داخل المنطقة، مما يحقق تكامل المزايا، والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
ومن جانبه، أشار محمد حسنين خدام، سفير الجمهورية العربية السورية لدى الصين، إلى أن الصين تعزز بقوة التعاون مع دول الشرق الأوسط وأنها أصبحت أكبر شريك تجاري في المنطقة. ويدعو خدام إلى تعميق العلاقات ببن الجانبين، وتبادل فلسفة الحوكمة الناجحة مع الصين. وأضاف أن الصين جاءت بمسارات جديدة ناجحة للتنمية العالمية، بدلا من الهيمنة أحادية الجانب.
واستعرض حسن محمد النابودة، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، التاريخ التجاري بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن العلاقات التجارية بين الإمارات والصين تطورت في العقود الأخيرة، وأصبحت أعمق وبرزت أهميتها الإستراتيجية، مما حقق الرؤية الإستراتيجية المشتركة للجانبين، وأفاد جميع شعوب المنطقة.
وقال وانغ لين تسونغ، مدير الجمعية الصينية لبحوث الشرق الأوسط، إن العلاقات بين الصين والشرق الأوسط تشهد عصرا جديدا، وأصبح الاستقلال الإستراتيجي، والوحدة والاعتماد على الذات، والتركيز على التنمية رؤية مشتركة بين الصين ودول الشرق الأوسط، مما سيساعد على تحقيق السلام والتنمية في المنطقة. مضيفا أن هذه الرؤية لم تغير مسار التنمية التاريخية في الشرق الأوسط فحسب، بل ستشكل وجها جديدا للمنطقة لم تشهده من قبل.
وأقيمت الندوة في هذا العام باستضافة مشتركة من معهد بحوث غربي آسيا وإفريفيا للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومركز بحوث الصين للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والجمعية الصينية لبحوث الشرق الأوسط، ومركز بحوث الخليج للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.