تاييوان / جينان 25 يونيو 2023 (شينخوا) تم تشغيل صفوف من الحصادات بين حقول القمح الذي يصل ارتفاعه إلى الركبة في محافظة شينجيانغ، بمقاطعة شانشي شمالي الصين، لتحصد أكثر من 600 مو (حوالي 40 هكتارا) في غضون ساعات قليلة.
وفي هذا السياق؛ قال تشاو تشن ليانغ، وهو مزارع محلي يتوقع حصادا وفيرا آخر هذا الصيف: "يقدر العائد لكل مو من حقل القمح هذا بأكثر من 600 كيلوجرام".
وحتى 19 يونيو الحالي، وصلت مساحة المنطقة المحصودة من القمح الشتوي في الصين إلى 300 مليون مو، ليكتمل بذلك أكثر من 90 في المائة من حجم العمل السنوي للحصاد الصيفي، وفقا لبيانات وزارة الزراعة والشؤون الريفية.
ومن جانبه؛ قال جيانغ ون لاي، باحث في معهد الموارد الزراعية والتخطيط الإقليمي بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية: "إن الوضع العام مبشر للغاية، مما يشير إلى حصاد وفير للعام الـ20 على التوالي".
وأرسى محصول الحبوب الصيفي الوفير، الذي يمثل ربع إجمالي إنتاج الحبوب في البلاد، أساسا قويا للأمن الغذائي بالصين على مدار العام وضخ الثقة في العالم الذي يعاني من التضخم.
وأظهرت بيانات من "يوروستات" أن التضخم في منطقة اليورو بلغ 7 في المائة في أبريل الماضي. وفي العام الماضي بلغ التضخم أعلى مستوى له منذ عقود في بلدان نامية مثل تركيا والأرجنتين.
ووفقا لمسح أجرته قناة "سي إن بي سي" وشركة "مورنينج كونسالت" في وقت سابق من هذا الشهر وشمل أكثر من 4400 بالغ أمريكي، فقد أثر التضخم بشكل كبير على الناس العاديين في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم أكثر من تسعة من كل 10 أمريكيين بخفض النفقات، فيما أعرب ثلثا المشاركين في الاستطلاع عن اعتزامهم خفض إنفاقهم على السلع الأساسية خلال الأشهر الستة المقبلة.
وفي العام الماضي واجه ما يقرب من 258 مليون شخص في 58 دولة ومنطقة انعدام الأمن الغذائي الحاد عند مستوى أزمة أو ما هو أسوأ، وفقا للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية 2023 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو). ويمثل هذا الرقم ارتفاعا من 193 مليونا في 53 دولة ومنطقة في عام 2021.
ويمثل الغذاء الجزء العلوي من سلسلة السلع العالمية، وقد ينتقل ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى سلع أخرى، مما يؤثر بشكل أكبر على التضخم العالمي.
وبحلول نهاية عام 2022، انخفضت أسعار المواد الغذائية العالمية، لكنها ظلت أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، وشهدت أسعار المواد الغذائية في بعض البلدان ارتفاعا ولكنها لم تنخفض بعد، وفقا للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية 2023.
وأشار التقرير أيضا إلى أنه في عام 2023، سيستمر الجمع بين الطقس القاسي و كوفيد-19 في التسبب في انعدام الأمن الغذائي.
بدوره؛ قال تشانغ تشونغ جيون، مساعد ممثل الفاو في الصين: "لا يزال إنتاج الغذاء العالمي يكتنفه عدم اليقين، ولكن بصفتها أكبر دولة في العالم لإنتاج الحبوب واستهلاكها، فإن محصول الحبوب الصيفي في الصين زاد قطعا من حالة اليقين".
وأضاف تشانغ قائلا: "إن الصين، التي تمثل ما يقرب من خمس سكان العالم، لديها إمدادات غذائية وفيرة وسوق مستقرة، وهو ما يعد مساهمة كبيرة في كبح التضخم العالمي".
كما أشار جيانغ ون لاي إلى أن إنتاج الحبوب في الصين، التي تعد "مصنع العالم"، يعمل على استقرار أسعار السلع المحلية، مما يسمح لشعوب العالم بالاستمتاع بالسلع ذات الأسعار المعقولة المصنوعة في الصين.
وعلى الرغم من أن الخبراء يعتقدون أن الحصاد الصيفي "ثابت بالفعل"، إلا أن تحقيق هذه النتيجة لم يكن سهلا بأي حال من الأحوال. وفي الشهر الماضي، سرعت مقاطعة خنان، أكبر مقاطعة منتجة للقمح في الصين، وتيرة الحصاد للتغلب على الطقس الممطر المستمر.
وحتى عام 2022، ظل إنتاج الصين من الحبوب أعلى من 650 مليون طن للعام الثامن على التوالي، بسبب تركيز الصين القوي على الأمن الغذائي.
وأكد القادة الصينيون مرارا أن "ضمان الأمن الغذائي هو دائما قضية رئيسية للتنمية الوطنية ورفاهية الشعب".
وظل العمل بشأن المناطق الريفية والزراعة على رأس جدول أعمال البلاد على مدى العقدين الماضيين، وأكدت "الوثيقة المركزية رقم 1" لهذا العام مرة أخرى على إبقاء إنتاج الحبوب السنوي عند أكثر من 650 مليون طن.
وقد أُدرج الأمن الغذائي ليكون ضمن نظام تقييم المسؤولين المحليين. وفي مقاطعة شاندونغ، وهي مقاطعة زراعية كبيرة في شرقي الصين، تم دمج أهداف إنتاج الحبوب وفول الصويا ضمن تقييمات أداء المسؤولين الحكوميين الرئيسيين على مستوى المدن والمحافظات.
ومن جانبه؛ قال سونغ يي مين، أمين لجنة الحزب في بلدة لونتشن في مدينة دتشو بمقاطعة شاندونغ: "أنا مسؤول عن حقل القمح هذا الذي تبلغ مساحته 500 مو. وإذا كانت هناك أي مشكلة أثناء الحصاد، فيجب أن أكون هناك للاضطلاع بالمسؤولية وأتأكد من حل المشكلة".
وحافظت الصين باستمرار على مساحة أراضيها الزراعية فوق الخط الأحمر البالغ 1.8 مليار مو، كوسيلة لضمان الأمن الغذائي. وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل مساهمة العلوم والتكنولوجيا الزراعية من 53.5 في المائة في عام 2012 إلى 60.7 في المائة في عام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 64 في المائة في عام 2025.
ومع انقضاء موسم الحصاد الصيفي هذا العام، لم يمض تشاو تشن ليانغ الكثير من الوقت للاحتفال بالحصاد الوفير، بل وجه اهتمامه مؤخرا إلى زراعة الذرة.
وتظهر أسعار السوق الأخيرة أن الذرة التي يتم حصادها في الخريف يمكن أن تجلب له دخلا صافيا يبلغ حوالي 800 يوان (حوالي 111 دولارا) لكل مو من الأراضي الزراعية.
وأضاف تشاو قائلا: "بعد حصاد القمح، يجب أن نزرع الذرة على الفور. والسبب في صخب الانشغال في الآونة الأخيرة هو ضمان حصاد جيد على مدار السنة".