رام الله 24 يونيو 2023 (شينخوا) أحرق مستوطنون إسرائيليون اليوم (السبت) منازل ومركبات فلسطينية في قرية "أم صفا" شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، الأمر الذي قوبل بتنديد فلسطيني رسمي.
وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عشرات المستوطنين هاجموا أطراف القرية بحماية قوات الجيش الإسرائيلي وأضرموا النار بعشرة منازل و7 مركبات عبر إلقاء الزجاجات الحارقة.
وأضافت المصادر أن المستوطنين أطلقوا النار صوب المنازل في القرية وتم الاعتداء على مركبة إسعاف بالحجارة كانت تقل مريضا ما أدى لإصابة سائقها بجروح ورضوض وإلحاق أضرارا مادية بالمركبة.
وأعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إخلاء عدد من العائلات وإطفاء عدة منازل، فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقاطع مصورة لحرق سيارة تابعة للجيش الإسرائيلي في القرية.
من جهتها أدانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في بيان الحادثة ووصفتها بالجريمة والاعتداء السافر، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الطواقم الطبية والفلسطينيين من إرهاب المستوطنين المتواصل والذي يتم تحت غطاء من الجيش الإسرائيلي.
كما اتهمت هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية في بيان، قيام المستوطنين بإطلاق النار المباشر على طاقم يتبع لها كان يعمل في القرية ونجاته من موت محقق بعد أن أصابت رصاصتان كاميرا تليفزيون فلسطين.
ودعا البيان المؤسسات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للقيام بدورها في توفير الحماية للطواقم الإعلامية، مؤكدا أن الإعلام الفلسطيني سيبقى يؤدي رسالته الوطنية في فضح جرائم الاحتلال والمستوطنين.
في المقابل قال متحدث عسكري للإذاعة العبرية العامة إن بلاغا ورد عن قيام مواطنين إسرائيليين بإضرام النار في ممتلكات فلسطينية، خلال مواجهات عنيفة بين مواطنين إسرائيليين وفلسطينيين شمل إلقاء الحجارة في قرية أم صفا.
وأضاف المتحدث أن قوات الجيش هرعت إلى مكان الحادث وعملت على نزع فتيل الاحتكاك عن طريق الفصل بين الطرفين واعتقلت القوات مواطنا إسرائيليا وسلمته إلى الشرطة الإسرائيلية/ بينما أصيب جندي بحجر وتلقي العلاج في المكان.
وفي الخليل أحرق مستوطنون اليوم محاصيل زراعية على مساحة 50 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع)، قرب قرية التوانة بمسافر يطا جنوب المدينة، بحسب ما أفاد منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور.
وقال الجبور في بيان إن المستوطنين أشعلوا النيران بأكثر من 50 دونما من محاصيل الفلسطينيين على أطراف القرية ما أدى لإتلافها، لافتا إلى أن المستوطنين كثفوا من هجماتهم على ممتلكات الفلسطينيين ومحاصيلهم الزراعية والمساكن في ظل توسع للبؤر الاستيطانية.
وفي الصدد قالت مصادر محلية وشهود عيان إن المستوطنين هدموا 6 خيام سكنية وحطموا خلايا شمسية واعتدوا على رجل مسن في قرية المغير شرق رام الله، في وقت اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين من القرية.
من جهتها نددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بممارسات قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المتصاعدة على الوجود الفلسطيني وما تخلله من إحراق منازل ومركبات ومنشآت والاعتداء على الصحفيين والطواقم الطبية في الضفة الغربية.
وقالت الوزارة في بيان إن التصعيد الحاصل ترى الوزارة أن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم ينسف بطريقة ممنهجة أية جهود إقليمية ودولية لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع ويخلق المزيد من التصعيد في محاولة لفرض منطق الاحتلال العسكري.
وذكر البيان أن الوزارة تتابع انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين على المستويات كافة، خاصة على مستوى المحاكم الدولية المختصة، مطالبة المجتمع الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة برعاية دولية.
وشدد البيان، على أن المطلوب فرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل لإجبارها على الانصياع لإرادة السلام الدولية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية.
وكان المستوطنون نفذوا هجمات واسعة اليومين الماضيين في عدة بلدات وقرى فلسطينية أعنفها في ترمسعيا قرب رام الله ما أدى لحرق عشرات المركبات والمنازل وقتل فلسطيني بالرصاص الحي وإصابة آخرين بجروح، الأمر الذي قوبل برفض تنديد فلسطيني وأوروبي.
ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.2 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف.