روابط ذات العلاقة
بكين 20 يونيو 2023 (شينخوا) أنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته للصين التي استمرت لمدة يومين، يوم الإثنين. ولكن ستكون هناك حاجة إلى أكثر من زيارة واحدة لإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها الصحيح.
فيما يلي ثلاث كلمات يجب أن تتذكرها واشنطن: العقلانية والمسؤولية والنتائج.
أولا، يجب على واشنطن العودة إلى العقلانية عند النظر إلى التنمية الصينية.
إن السبب الجذري لتدهور العلاقات الصينية الأمريكية هو تصورات واشنطن الخاطئة تجاه الصين، التي أدت إلى اتباع سياسات مضللة ضدها.
سواء كانت واشنطن مستعدة لقبول ذلك أم لا، فإن التنمية الصينية وتجديد شباب الأمة الصينية اتجاه حتمي. إن للصينيين، مثل الأمريكيين، الحق في السعي نحو حياة أفضل. لذلك، يجب تقدير المصالح المشتركة للبلدين، بحيث يصبح نجاح كل منهما فرصة وليس تهديدا لبعضهما البعض.
يجب على واشنطن ألا ترى علاقتها مع بكين من خلال عدسة المنافسة، التي لا تمثل اتجاه العصر، ناهيك عن حل المشاكل الأمريكية أو التحديات التي يواجهها العالم.
كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماعه مع بلينكن، إن الصين تحترم المصالح الأمريكية ولا تسعى لتحدي الولايات المتحدة أو حل محلها، مشيرا إلى أنه في نفس السياق، على الولايات المتحدة احترام الصين، وألا تضر بحقوقها ومصالحها الشرعية. وأردف "يجب ألا يحاول أي جانب تشكيل الجانب الآخر وفق رغبته، ناهيك عن حرمان الجانب الآخر من حقوقه الشرعية في التنمية".
ثانيا، المسؤولية.
وباعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، ينبغي على الولايات المتحدة والصين التعامل مع علاقاتهما بطريقة مسؤولة تخدم المصالح الأساسية لشعبي البلدين وتلبي التوقعات المشتركة للمجتمع الدولي.
إن العالم بحاجة إلى علاقات صينية أمريكية مستقرة وسليمة. فإن الطريقة التي يتوصل إليها البلدان في التعامل مع بعضهما البعض ستؤثر على مستقبل البشرية ومصيرها. وتجدر الإشارة إلى أن سلوكيات الهيمنة التي تتبعها الولايات المتحدة في احتواء الصين، أثارت مخاوف متزايدة حول العالم.
فالعالم لا يريد رؤية اندلاع صراع أو مواجهة بين الصين والولايات المتحدة، وكذلك لا يريد الاختيار بينهما، بل يتطلع إلى تعايش البلدين في سلام، بحيث تجمعهما علاقات ودية وتعاونية.
يجب على البلدين التصرف بحس من المسؤولية تجاه التاريخ والشعب والعالم، والتعامل مع العلاقات الثنائية بشكل صحيح.
أخيرا وليس آخرا، النتائج هي الأكثر أهمية، من الضروري أن تؤتي وعود واشنطن وكلماتها ثمارها.
يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك حقيقة أن المحادثات من أجل إجراء المحادثات لن تفلح في إزالة العراقيل التي تعترض الطريق باتجاه إقامة علاقات سليمة. كما يتعين عليها أن تدرك أن بكين لن تبلع حيلتها المزدوجة المتمثلة في السعي إلى التعاون والتواصل مع احتواء الصين باسم "المنافسة".
وفي الوقت الحالي، إن المهمة الحاسمة هي اتباع مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للطرفين، وكذلك تحويل التصريحات الإيجابية إلى أفعال.
وعلى وجه الخصوص، يجب على واشنطن التوقف عن إثارة ما يسمى "التهديد الصيني" ورفع العقوبات الأحادية غير القانونية ضد الصين والتوقف عن قمع التقدم العلمي والتكنولوجي للصين وعدم التدخل بشكل تعسفي في شؤونها الداخلية.
وقد أعرب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة أجراها مؤخرا مع وسائل الإعلام، عن مخاوفه بشأن الوضع الحالي للعلاقات الصينية الأمريكية. وحذر قائلا إنه يجب أن توازن السياسة الخارجية للولايات المتحدة بين المصالح الأمريكية والأجنبية وإلا ستصبح الأمة "معزولة".