غزة 19 يونيو 2023 (شينخوا) أصبح حلم رجل الأعمال المقيم في قطاع غزة محمد أبو زيادة، بحصاد أول محصول من الذرة الحمراء حقيقة، وذلك بعد زراعتها لأول مرة في القطاع المحاصر إثر جلب بذورها من الصين.
ورأى أبو زيادة، وهو في الثلاثينات من عمره، الذرة الحمراء لأول مرة أثناء سفره على مدار الأعوام الماضية إلى الصين من أجل ممارسة عمله في التجارة قبل أن يتذوقها ويعجب بطعمها اللذيذ، ما دفعه للتفكير في جلبها إلى القطاع الساحلي.
وقال أبو زيادة لوكالة أنباء ((شينخوا)) وهو يقف بين أشجار الذرة ذات اللون الأحمر "في البداية، اعتقدت بأنها تشبه الذرة الصفراء وتختلف عنها في اللون فقط، ولكن بعد ذلك علمت أن لها العديد من الفوائد لصحة الإنسان".
وتابع أبو زيادة، الذي بدا فرحا بنجاحه في زراعتها أن "الذرة الحمراء هي مصدر للألياف لتنظيم الجهاز الهضمي وفيتامين (أ) للحفاظ على أداء الأعضاء بشكل صحي، والكالسيوم لبناء عظام وأسنان قوية".
علاوة على ذلك، توفر الحبوب أيضا، بحسب أبوزيادة، "فيتامين (C) لتقوية جهاز المناعة والحديد لتطوير بروتين الهيموجلوبين لنقل الأكسجين عبر مجرى الدم، والبوتاسيوم لموازنة مستويات السوائل داخل الجسم، والعناصر الغذائية الأخرى، بما في ذلك الزنك والنحاس والفوسفور والماغنسيوم".
وأضاف أن الحبات الملونة تحتوي أيضًا على الأنثوسيانين، وهي مركبات مصطبغة توجد بشكل طبيعي في الحبوب ولها خصائص مضادة للأكسدة لحماية الخلايا من أضرار الجذور الحرة والالتهابات.
ولهذه الأسباب قرر الشاب الفلسطيني إحضار بذور الذرة الحمراء من الصين إلى غزة والسماح لسكان القطاع الساحلي البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة بتجربتها والاستمتاع بطعمها اللذيذ وفوائدها الصحية.
ولم تكن مهمة أبو زيادة سهلة، إذ اضطر لقطع مسافة تزيد عن (425 كم) للوصول إلى مدينة شانتو الصينية لشراء حوالي 3 كيلوغرامات من بذور الذرة الحمراء قبل أن يمضي أكثر من 16 ساعة في الطائرة للتوجه إلى غزة.
ونظرا لأنه لم يكن لديه أي خبرة في الزراعة، فقد اتفق مع مزارع محلي على زراعة أرضه بالبذور ومشاركة إنتاج الذرة الحمراء بالنصف لكل منهما.
وبالنسبة لأبو زيادة كان نقل الذرة الحمراء من الصين إلى غزة ومحاولة زرع نوع جديد في القطاع صغير المساحة وكثيف السكان بمثابة مغامرة حقيقية، كما قال بينما بدت الابتسامة على وجهه.
وشارك الفلسطيني محمد أبو حليمة، وهو مزارع محلي من بلدة بيت لاهيا أقصى شمال القطاع في مغامرة أبو زيادة، من خلال زرع دونم واحد (الدونم يعادل 1000 متر مربع) من أرضه ببذور الذرة الحمراء.
وقال أبو حليمة لـ((شينخوا)) إن زراعة الذرة الحمراء "سهلة للغاية وتكللت بالنجاح، وهي لا تحتاج إلى الكثير من المياه لعملية الري ويمكنها التعامل مع جميع العوامل الجوية، كما أن حاجتها للأسمدة منخفضة مقارنة بالمحاصيل الأخرى، بالإضافة إلى إمكانية زراعتها في جميع فصول السنة".
وسيحصد أبو حليمة محصوله من الذرة الحمراء بعد نحو أسبوع، وسيوزع نصف إنتاجه مجانا على السكان المحليين لتجربة المحصول الجديد، بينما سيبيع الباقي لتحصيل التكاليف والنفقات التي دفعها خلال عملية الزراعة، كما أوضح.
وبمجرد إعلان كل من أبو زيادة وأبو حليمة عن منتجهما الزراعي الجديد، تلقى كلاهما عشرات المكالمات من السكان المحليين يسألونهما عن الذرة الحمراء وكيف يمكنهم تناولها وتذوقها.
وينتظر الفلسطيني إبراهيم الحتو، وهو من مدينة غزة أن يتذوق الذرة الحمراء ما أن يتم عرضها في الأسواق المحلية.
وقال الحتو لـ((شينخوا)) "بسبب الحصار وعدم الاستقرار السياسي في منطقتنا، نحن محرومون من التعرف على كثير من المحاصيل المنتشرة في العالم وتجربتها، لذلك أنا متشوق كثيرا لأكل هذا النوع من الذرة".
وما أن سمعت الفلسطينية سلمى الشوربجي عن وجود ذرة حمراء، انشغلت في البحث عن مميزاتها وفوائدها الصحية للإنسان من أجل شرائها وتجربة مذاقها.
وقالت الشوربجي "إنها حقا مفيدة جدا لصحة الجسم، وخاصة أنها مرتبطة بالتخلص من الدهون غير المرغوبة في الجسم وتساعد في عملية الهضم ومنح الجسم مزيد من الطاقة والقوة".
ويأمل الرجلان أبو زيادة وأبو حليمة أن يتمكنا من إدخال أنواع أخرى من الذرة الملونة، بحيث تتوفر جميع ألوان الذرة التي يرغب بها الكبار والأطفال في السوق المحلي في قطاع غزة.