القاهرة 18 يونيو 2023 (شينخوا) يرى خبراء عرب أن المبادرات الصينية لتسوية القضية الفلسطينية، "بالغة الأهمية"، ومن شأنها "تحريك الماء الراكد" بمنطقة الشرق الأوسط، وإحياء مسار عملية السلام في الشرق الأوسط مجددا.
قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة دولة إلى الصين في الفترة من 13 إلى 16 يونيو الجاري، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وخلال لقائهما، طرح الرئيس شي مقترحا من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الصين مستعدة للعب دور إيجابي لمساعدة فلسطين في تحقيق المصالحة الداخلية وتعزيز محادثات السلام.
وأشار الدكتور أحمد ماهر أبو جبل، خبير مصري في العلاقات الدولية، إلى أن المبادرات الصينية لتسوية القضية الفلسطينية "بالغ الأهمية"، وجاء لتحريك الماء الراكد في عملية السلام بالشرق الأوسط، خاصة مع انشغال الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا بالأزمة الأوكرانية وإيلائها الاهتمام الأكبر.
وأضاف أبو جبل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن المقترح الذي طرحه الرئيس شي يأتي بعد نجاح الصين في وساطة للمصالحة السعودية الإيرانية، ما يعطي الأمل على قدرة الصين في تسوية القضية الفلسطينية.
ونوه بأن الرئيس شي أكد في أكثر من مناسبة على أهمية التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية بالشرق الأوسط، وكان أبرزها خلال القمة الصينية العربية الأولى التي استضافتها المملكة العربية السعودية في العام الماضي، مشيرا إلى أن الدول العربية تعول كثيرا على الدور الصيني في هذا الصدد.
وتابع قائلا إن الإعلان المشترك للرئيسين شي وعباس عن إقامة الشراكة الإستراتيجية بين جمهورية الصين الشعبية ودول فلسطين هو رسالة تؤكد استمرار الموقف التاريخي للصين لدعم القضية الفلسطينية وتقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في حقوقه العادلة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
ومن جانبه، أكد الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن طرح الصين مبادراتها لتسوية القضية الفلسطينية يستهدف إحياء مسار عملية السلام بالشرق الأوسط، الذي يعاني من الجمود لسنوات عدة.
وأشار إلى أن الصين تعد من أوائل الدول الغير عربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965 واعترفت بدولة فلسطين عام 1988 بل وأقامت علاقات دبلوماسية معها.
وأوضح أن الجهود الصينية تأتي في إطار قناعاتها بأنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط ما لم يتم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددا على أن الصين لم ولن تتوقف عن السعي لتسوية القضية الفلسطينة بشكل عادل وشامل.
بدورها، قالت الدكتورة تمارا برو أستاذ القانون الدولي بالجامعة اللبنانية والخبيرة بالشأن الصيني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن رغبة بكين في إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليست بجديدة، مشيرة إلى أنها عقدت عدة مباحثات استكشافية حول النزاع في الأعوام الماضية وتمحورت جميعها حول وجوب إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، ووقف النشاط الاستيطاني وضمان الأمن للجميع عبر مفاوضات وحوارات بنّاءة واحترام الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في القدس.
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى عرض الصين وساطتها لتسوية القضية الفلسطينية، فقد أعلنت أنها على استعداد للاضطلاع بدور إيجابي لتحقيق المصالحة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، وهي خطوة مهمة.