روابط ذات العلاقة
19 يونيو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعزز الآفاق التجارية الكبيرة والقيمة العالية للبحث العلمي التطور السريع لتكنولوجيا الاستنساخ. في كل مرة يتم فيها إصدار نتيجة بحث جديدة، فإن ذلك يؤدي إلى جولة جديدة من المتابعة والمناقشة.
بالنسبة للمصممة ليو شينغ، فإن قطتها التي عاشت معها لمدة 15 عاما أصبحت فردا من عائلتها، لكن بالرغم من إنفاقها لقرابة مائة ألف يوان في النفقات الطبية لعلاجها، القطة المسنة نفقت في نهاية الأمر.
ولحسن الحظ هناك تكنولوجيا الاستنساخ. اتصلت ليو شينغ مسبقا بشركة استنساخ الحيوانات الأليفة وطلبت من الموظفين الإسراع إلى المصحة البيطرية في أقرب وقت ممكن. وقد كانت متوترة للغاية خلال أخذ عينات من الجلد وخلال زراعة الخلايا، لأنها كانت تعلم أن الفشل في أي رابط سيؤدي إلى الفشل.
وبعد جولتين فاشلتين من الاستنساخ، وبعد عام من نفوق قطتها، نجحت الجولة الثالثة من الاستنساخ أخيرا.
على الرغم من أن شركات استنساخ الحيوانات الأليفة قد أكدت مرارا وتكرارا أن الحيوانات المستنسخة ذات الخطوط والبقع على شعرها وجلدها فإنه حتى لو كان هناك أكثر من 99.9٪ من التطابق الوراثي، فستكون هناك بعض الاختلافات في المظهر. ومع ذلك، عندما رأت ليو شينغ القطة "التي تم إحياؤها" لأول مرة، كادت تبكي من شدة الفرح، وقالت "الشبه بينهما كبير للغاية".
من أجل إعادة إحياء قطتها، أنفقت ليو شينغ 138 ألف يوان (حوالي 20 ألف دولار)، وعندما سئلت عما إذا كانت هذه التكلفة تستحق كل هذا العناء، تقول دائما ودون تردد: "يستحق! الأمر يستحق ذلك "!
من وجهة نظر ليو شينغ، فإن راتبها السنوي البالغ مئات الآلاف من اليوانات يُمَكِّنها من تحمّل مثل هذه النفقات بالكامل، كما أن عائلتها وأصدقاءها دعموا قررها هذا بشدة. وقالت: "يبدو الأمر كما لو أنك تنفق الكثير من المال على حقيبة أو سيارة، لأنها تجلب لك السعادة أليس كذلك؟" كما أضافت: "لا أعتقد أن هناك أي شيء في العالم يمكن أن يحل محلها، وأنا على استعداد لدفع أي شيء إذا كان بإمكاني إعادتها للحياة."
في السنوات الأخيرة، أصبح الأطباء المتخصصون في علم النفس يولون اهتماما أكثر بظاهرة تسمى "متلازمة فقدان الحيوانات الأليفة". إذ أثبتت الأبحاث أنه بمجرد وفاة الحيوانات الأليفة، فإن 60٪ من أصحابها يدخلون في حالة من الحزن الشديد، وحتى أن البعض منهم يفقد حب الحياة. لذلك فإن استنساخ الحيوانات الأليفة يساعدهم على الخروج من الحالة النفسية السيئة التي يمرون بها.
إن ليو شينغ تمثل شريحة من محبي الحيوانات الأليفة ومن الذين ينفقون عليها كثيرا.
وفقا للكتاب الأبيض حول الاستهلاك المتعلق بصحة الحيوانات الأليفة في الصين" الصادر بشكل مشترك من قبل مجموعة آي للأبحاث الاستشارية ومعهد أبحاث البيانات الصحية التابع لشركة جي دي، فإن الحجم الحالي لسوق استهلاك الحيوانات الأليفة في الصين ينمو بسرعة، حيث بلغ حجم السوق حوالي 311.7 مليار يوان في عام 2022. ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 392.4 مليار يوان في عام 2023. إن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 21-30 سنة في مدن الدرجة الثانية هم القوة الرئيسية فيما يتعلق بالعناية الصحية للحيوانات الأليفة. بالنسبة لمعظم أصحاب هذه الحيوانات فهي بمثابة العائلة لهم، وقادرة على مرافقتهم وإضافة المرح والبهجة إلى حياتهم اليومية.
وقال الدكتور ليو هونغ بو كبير العلماء في شركة تشوانغيوان للبيوتكنولوجيا بخنان:" لقد مضى على تكنولوجيا الاستنساخ ما يقرب من مائة عام من التطور، وفازت بجائزة نوبل مرتين في عامي 1935 و2012، وهو أمر نادر في مجال التكنولوجيا". مضيفا، إن تقنية الاستنساخ مثل تقنية حمل الجينات من مكان إلى آخر، إذ أن الاستنساخ في جوهره لا يخلق مادة وراثية جديدة.
كانت تقنية استنساخ الحيوانات الأليفة في الماضي بأيدي العلماء الكوريين والأمريكيين فقط. لكن في عام 2017 نجح العلماء الصينيون في استنساخ أول كلب. بعد ذلك بعامين، تم استنساخ أول قطة في الصين. كما ظهرت صاحبتها وهي شركة سينوفالي للتكنولوجيا الحيوية ببكين والتي أعلنت أيضا بشكل غير مباشر أن الصين قد اخترقت مشاكل فنية ودخلت مسار تسويق الحيوانات الأليفة المستنسخة.
وعندما طرحنا السؤال على مي جيدونغ رئيس هذه الشركة لماذا هذا الاغلاق الصارم حول المسار الجديد لاستنساخ الحيوانات الأليفة، أجاب بصراحة "بسبب الفرص التجارية".
كما كشف لنا بأن شركته قامت بتسليم ما يقرب من 500 حيوان أليف مستنسخ حتى الوقت الراهن، وبعد متابعة طويلة الأجل، فإن نمو صحة هذه الحيوانات جيدة جدا.
وردًّا على السؤال فيما يتعلق بسعر الحيوانات الأليفة المستنسخة التي يهتم بها الناس، أجاب بأن سعر الحيوانات الأليفة المستنسخة يأخذ في الاعتبار بشكل كامل عوامل متعددة مثل تكاليف البحث والتطوير والإنتاج وظروف السوق وعوامل أخرى، بالإضافة إلى العتبة التقنية غير المرئية، إذ تتطلب الحيوانات الأليفة المستنسخة المزيد من دعم الموارد بما في ذلك التكاليف الصعبة مثل الأدوات المتطورة والفنيين. كما أضاف قائلا: "في الواقع، سعرنا هو بالفعل الأدنى في العالم، ومن المتوقع أن يتم تخفيضه أكثر في المستقبل من خلال تحسين التكنولوجيا وتحسين الكفاءة والتحكم في التكاليف."
في الوقت الحاضر، مع انضمام الشركات المحلية الأخرى إلى المنافسة، انخفض أدنى سعر للقطط المستنسخة من ذروته الذي كان يساوي عدة مئات الآلاف من اليوانات إلى حوالي 100 ألف يوان فقط.
في الوقت الذي شجعت فيه الآفاق التجارية الكبيرة والقيمة العالية للبحث العلمي التطور السريع لتكنولوجيا الاستنساخ، فإن مطالب الرأي العام للإشراف على هذه التكنولوجيا آخذة في الازدياد.
وقال مي جيدونغ: "يعد استنساخ الحيوانات الأليفة مجالا ناشئا، ومن المأمول أن يتم إدخال اللوائح ذات الصلة على المستوى الوطني لضمان أن الابتكار العلمي والتكنولوجي للمؤسسات يسير دائما في الاتجاه الصحيح." لكن هناك الكثير من الشكوك التي تحوم حول قيمة وأهمية استنساخ الحيوانات الأليفة، لذلك يجادل المعارضون بأن استنساخ الحيوانات الأليفة لا يعيد الحيوان من الموت وإنما هو مجرد دواء وهمي عاطفي فقط.
وفي هذا الصدد، أعرب عن تفهمه لهذه المواقف لأن الناس ينظرون إلى المشاكل من زوايا ونقاط مختلفة، ومن الطبيعي أن تراودهم مثل هذه الشكوك. وقال: "نوفر خيارا للمجتمع من منظور العلم والرعاية الإنسانية."
ومع هذا فإن الاستنساخ، الذي يهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وتجنب انقراض الحيوانات المهددة بالانقراض يحظى بتأييد الأغلبية. خلال عطلة عيد العمال هذا العام، جاء الكثير من الناس إلى حديقة هاربين القطبية لمشاهدة أول ذئب قطبي مستنسخ في العالم.
باعتبارها واحدة من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، تم إدراج الذئاب القطبية في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض لعام 2012 الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. لذلك، ينظر إلى ولادة ذئب قطبي بتقنية الاستنساخ على أنها "علامة فارقة" في حماية الصين للأنواع المهددة بالانقراض.
هذا الشيء ليس فريدا من نوعه. قاد ليو هونغ بو في السابق فريقا لتربية الدفعة الأولى من الخيول المستنسخة في الصين. من بين هذه الخيول هناك سلالة خيول ممتازة نادرة معترف بها عالميا وهي خيول فرغانة والموجود منها أكثر من ثلاثة آلاف فقط، ومنذ ذلك الحين، أصبحت الصين ثالث بلد في العالم يتقن تكنولوجيا استنساخ الخيول بعد الولايات المتحدة والأرجنتين.
وقد صرح خه تشن مينغ مدير معهد موارد المختبرات التابع للأكاديمية الصينية للرقابة على الأغذية والأدوية ونائب رئيس اللجنة الوطنية لخبراء المختبرات بأن تكنولوجيا الاستنساخ توفر نقطة دخول جيدة لحماية الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، مما يقدم مساهمات كبيرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وقال ليو هونغ بو: "يجب أن نحترم قوانين العلم والتنمية الصناعية احتراما كاملا، وأن نلتزم بمبدأ «العلم والتكنولوجيا من أجل الخير» وأن نصوغ السياسات ذات الصلة، حتى يمكن أن يتطور الاستنساخ التجاري بطريقة منظمة، وأن نتلقى دعما ومساعدة واسعة النطاق من جميع قطاعات المجتمع".