رام الله 14 يونيو 2023 (شينخوا) يرى مسؤولون ومراقبون فلسطينيون أن زيارة رئيس دولة فلسطين محمود عباس إلى الصين في الفترة من 13 إلى 16 يونيو الجاري تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ تساهم في حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وصولا إلى إقامة الدولة المستقلة.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله يوم الاثنين أن الجانب الفلسطيني ينظر باهتمام كبير لزيارة الرئيس عباس إلى الصين الشقيقة.
وأضاف أن "الزيارة تأتي بمناسبة مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين ونتطلع إلى مخرجاتها المتوقعة على صعيد توطيد وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية في كافة المجالات".
واعتبرت عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) دلال سلامة، أن زيارة الرئيس عباس إلى الصين تأتي للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية والحفاظ على قوة دولية كبيرة تدعم حقوق الشعب الفلسطيني والقرارات الشرعية الدولية.
وقالت سلامة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين لها مكانة هامة في مجلس الأمن الدولي ويتصاعد دورها على المستوى الدولي والإقليمي، مشيرة إلى أن الصين من أوائل الدول التي احتضنت القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن تعزيز العلاقة مع الصين ودول أخرى في العالم يأتي في إطار الرؤية الفلسطينية والعمل السياسي الدبلوماسي من أجل الحفاظ على علاقة قوية في إطار حشد الدعم للقضية الفلسطينية.
جدير بالذكر أن الرئيس عباس الذي ساهم في تأسيس حركة فتح في الخمسينيات من القرن الماضي وترأس في التسعينيات عدة جولات من المفاوضات مع إسرائيل بوصفه كبير المفاوضين وهو ما مهد الطريق لتوقيع اتفاقيات أوسلو، وقام بأربع زيارات دولة إلى الصين قبل الزيارة الجارية.
رأى الدبلوماسي الفلسطيني السابق لشؤون آسيا وإفريقيا مازن شامية أن الصين تحرص على استقبال القيادة الفلسطينية تاريخيا، مضيفا أن الصين قدمت مبادرة هامة جدا للسلام عام 2013 وتم تجديدها في 2017 تعالج الملف الفلسطيني من كافة جوانبه وتحافظ على مصالح الأطراف المعنية بالسلام، وستعيد القيادة الصينية التأكيد على ضرورة حل الملف الفلسطيني بشكل عادل وشامل كمدخل رئيس لحل أزمات المنطقة.
وقال إن الصين حجم مصالحها مع العالم كبير ولاسيما في الدول النامية وهي شريك أساسي مع كافة الأطراف في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، وبالتالي فإن تعزيز علاقاتها مع الجانب الفلسطيني سيساعد وسيساهم في حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية في كافة المحافل.
ويتطلع الفلسطينيون إلى نهج مغاير من المجتمع الدولي نحو إيجاد حل جدي وسريع في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد سنوات من التهميش.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض أن زيارة الرئيس عباس إلى الصين وإجراء مباحثات مع القيادة الصينية يأتي في توقيت هام.
وشدد عوض على أهمية موقف الصين الثابت وإيمانها بالقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة.
وأشار إلى أن الصين لا تكتفي بالحديث عن حل القضية الفلسطينية ومواقفها الثابتة تترجم إلى أفعال من خلال توقيع اتفاقيات وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي في مجلس الأمن الدولي والمنظمات الأممية المختلفة.