الخرطوم 13 يونيو 2023 (شينخوا) أبدت الحكومة السودانية تحفظات على بنود في أحدث مبادرة للتسوية السياسية للأزمة التي تشهدها البلاد طرحتها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيقاد).
وفي المقابل دعت قوات الدعم السريع إلى توحيد منابر التسوية السياسية، وأبدت التزامها بمنبر التفاوض الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقدمت الإيقاد في ختام قمة عقدت في جيبوتي أمس مبادرة نصت على تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا لمتابعة الملف السوداني، وتنظيم لقاء بين قائدي الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع محمد حمدان دقلو، على أن تبدأ الهيئة خلال 3 أسابيع في إدارة حوار وطني بين قوى مدنية سودانية أيضا لبحث أزمة البلاد.
وردت وزارة الخارجية السودانية ببيان اليوم (الثلاثاء) تضمن اعتراضا على ترؤس كينيا اللجنة الرباعية المؤلفة من إثيوبيا وجيبوتي وجنوب السودان وكينيا والمكلفة بمتابعة المساعي بهدف التوصل إلى الحل.
وطالب البيان بالإبقاء على رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت رئيسا للجنة.
وقالت الخارجية السودانية في بيانها إن "وفد السودان المشارك في قمة الإيقاد، قد أبدى عدم موافقته واعتراضه على عدد من الفقرات التي وردت في مسودة البيان الختامي للقمة، نظرا لعدم مناقشتها والاتفاق عليها، وطالب الوفد سكرتارية الإيقاد بحذفها".
وأضاف البيان "تتعلق هذه الفقرات بتغيير رئاسة لجنة الإيقاد، حيث طالب الوفد بالإبقاء على الرئيس سلفاكير ميارديت على رئاسة اللجنة، وطالب بحذف أي إشارة تخرج موضوع وساطة الإيقاد من البيت الإفريقي".
من جهتها، دعت قوات الدعم السريع إلى توحيد منابر التسوية السياسية، وأبدت التزامها بمنبر التفاوض الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع ، في تصريح صحفي لموقع ((سودان تريبيون)) المستقل اليوم، "خلال لقاءاتنا المباشرة في قمة إيقاد، أكدنا التزامنا بالمبادرة السعودية الأمريكية خاصة هي المنبر الذي ستناقش فيه قضايا وقف إطلاق النار والحل السياسي الدائم بمشاركة القوى السياسية".
ودعا عزت إلى توحيد جميع المبادرات الإقليمية والدولية تحت لواء المبادرة السعودية الأمريكية لإنهاء الحرب وحل المشكلة السودانية.
وقال "نحن مع توحيد كل المبادرات في المبادرة السعودية الأمريكية التي نتمسك بها".
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي قد حذر خلال كلمة في قمة الإيقاد أمس، من اندلاع حرب أهلية في السودان وانتشار الفوضى في حال لم تنته الحرب.
وقال فكي إن "الاتحاد الإفريقي يشجع على حوار وطني شامل يقوده السودانيون أنفسهم".
وهيئة الإيقاد هي كتلة إقليمية تتكون من 8 أعضاء في شرق إفريقيا.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو الماضي، محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الجانبين.
ومنذ 15 أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مواجهات مسلحة بالخرطوم ومدن أخرى.
ووفقا لمكتب تنسيق المساعدات الانسانية في السودان (أوتشا)، فإن ما يقرب من 1.9 مليون شخص فروا إلى مواقع أكثر أمانا داخل وخارج البلاد منذ بدء النزاع في 15 أبريل.
وقال المكتب في تحديث على موقعه الالكتروني اليوم إن "هناك أكثر من 1.4 مليون نازح داخل السودان، وذلك حتى 6 يونيو".
وإضافة لذلك، عبر 460 ألف شخص، بمن فيهم اللاجئون وطالبو اللجوء والعائدون، إلى الأقطار المجاورة مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجمهورية جنوب السودان وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وذلك حتى 8 يونيو، بحسب مكتب أوتشا.