13 يونيو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "تم توقيع 30 صفقة بقيمة 10 مليارات دولار في اليوم الأول". ذكرت صحيفة "عرب نيوز" السعودية يوم 12 يونيو الجاري، أن المملكة العربية السعودية أقامت يومي 11 و12 يونيو، حدثًا تجاريًا في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة الرياض، وهو المؤتمر العاشر لرجال الأعمال والندوة الاستثمارية الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي، بحضور أكثر من 3000 ممثل من أكثر من 20 دولة. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الدول العربية والصين.
ويعد مؤتمر رجال الأعمال حدثا مؤسسيا هاما في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، ويعقد بالتناوب في الصين والدول العربية كل عامين، ويلتزم بتعزيز تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين. وذكرت وسائل الاعلام السعودية أن المؤتمر الذي استمر يومين غطى بشكل أساسي مواضيع مثل مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، والطاقة المتجددة، والمستحضرات الصيدلانية، والشركات الناشئة، والرياضات الإلكترونية، والسياحة، والأمن الغذائي.
وبحسب وزارة الاستثمار السعودية، فإن 30 اتفاقية استثمار وقعتها الدول العربية والصين في اليوم الأول من المؤتمر تغطي مجالات مختلفة مثل الطاقة المتجددة والزراعة والعقارات والتعدين وسلسلة التوريد والسياحة والرعاية الصحية. كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن وزارة الاستثمار السعودية وشركة هيومان هورايزونز الصينية المتخصصة في تطوير تقنيات القيادة الذاتية وتصنيع المركبات الكهربائية وقعتا اتفاقا بقيمة 5.6 مليار دولار أمريكي، ويخططان لتأسيس مشروع مشترك يعمل في مجال أبحاث السيارات وتطويرها وتصنيعها وبيعها. ووقعت مجموعة ASK السعودية وشركة التعدين والجيولوجيا الوطنية الصينية اتفاقية تعاون بقيمة 500 مليون دولار للسماح للشركات الصينية باستخراج النحاس في المملكة العربية السعودية.
بالإضافة إلى الإعلان عن التعاون في مجالات متعددة، ذكرت وزارة الاستثمار السعودية أيضًا أنه سيتم شق "طريق حرير" حديث بين الصين والدول العربية لمساعدة المملكة العربية السعودية على تحقيق رؤيتها لمستقبل ينوع اقتصادها ويصقل مهارات الشباب بالتكنولوجيا الحديثة.
أشاد عدد من المسؤولين السعوديين الذين حضروا المؤتمر بإنجازات التعاون العربي الصيني. وقال خالد بن عبد العزيز الفالح وزير الاستثمار السعودي، إن العلاقات التجارية والثقافية بين الدول العربية والصين استمرت لأكثر من 2000 عام، وتعمقت بشكل كبير في ضوء تكامل اقتصاداتهم في المجالات ذات الأهمية الحاسمة للاقتصاد العالمي. وقال وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، إنه لن يتفاجأ بسماع المزيد من الإعلانات حول الاستثمارات السعودية الصينية في المستقبل. مضيفاً، أن هناك أوجه تآزر بين البلدين في عمل المملكة العربية السعودية بثبات على تطوير" رؤية 2030 "، ودفع الصين بمبادرة" الحزام والطريق".
قال لي وي جيان، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية التابع لمعهد شنغهاي للدراسات الدولية في حوار صحفي مع " غلوبال تايمز"، إن الوضع الحالي للصين والمملكة العربية السعودية يمكن وصفه بأنه "متزامن تمامًا". وعلى على مر السنين، أدركت المملكة العربية السعودية من خلال تطورها وتغييراتها أن استثمار قدر كبير من الموارد في اللعبة الجيوسياسية الغير مجدية تعوق تنمية البلاد بشكل كبير. وتدرك المملكة العربية السعودية بشكل متزايد الحاجة إلى المضي قدمًا من احتياجاتها الخاصة وتتفق بشكل متزايد مع مفهوم الصين. وفي الوقت نفسه، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى دعم فني وكمية كبيرة من الاستثمار في عملية تحقيق "رؤية 2030”، بينما جذبت قدرات الصين التنموية والاستثمارية في الطاقة الخضراء والتكنولوجيا وما إلى ذلك انتباه المملكة العربية السعودية. لذلك، فإن التعاون بين الطرفين ليس من منطلق الرغبات المشتركة فحسب، ولكن من منطلق الاحتياجات العملية أيضًا.
كما اهتم الإعلام الغربي بـ "توقيت" منتدى التعاون العربي الصيني. وذكرت رويترز في إشارة الى خلفية المنتدى، أن التعاون بين الرياض وبكين يشهد تعمق في مجالات الأمن والتقنيات الحساسة في وقت تتسارع فيه العلاقات السياسية بين الصين والسعودية، الأمر الذي أثار قلق الولايات المتحدة. وقبل أيام قليلة من افتتاح المؤتمر، زار وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الرياض، حيث تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال هذا اللقاء، عن أهمية العلاقات مع الصين بكل صراحة، وأكد أن علاقة التعاون بين السعودية والصين "يمكن تعزيزها". ورد زير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن قائلا:” إن الولايات المتحدة لا تطلب من أحد الاختيار بينها وبين الصين، لكنني أعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال الشريك المفضل لمعظم الدول في المنطقة."
وبحسب رويترز، أوضح عبد العزيز بن سلمان عند الحديث عن "شك" الغرب بشأن العلاقة الوثيقة المتزايدة بين المملكة العربية السعودية والصين في منتدى التعاون الصيني العربي، أنه لن يلتفت إلى هذه التصريحات، "كرجل أعمال، سنذهب حيثما تسنح الفرصة".