رام الله 11 يونيو 2023 (شينخوا) أكد مسؤولون فلسطينيون أهمية زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الصين التي تأتي تلبية لدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، مشيدين بالعلاقات الفلسطينية الصينية وبمواقف الصين الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته.
فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ يوم الجمعة أن الرئيس عباس سيقوم بزيارة دولة إلى الصين في الفترة من 13 إلى 16 يونيو الجاري تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ذكرت الرئاسة الفلسطينية في بيان رسمي أن زيارة عباس تأتي بمناسبة مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين وفي إطار حرص القيادتين الفلسطينية والصينية على تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية القوية في المجالات كافة.
وأضاف البيان أن الرئيس عباس سيقوم خلال الزيارة ولقاءه مع الرئيس شي ببحث تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الآراء بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
بدوره، قال سفير فلسطين لدى الصين فريز مهداوي لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية إن الصين تستقبل الرئيس عباس كأول زعيم عربي منذ بداية العام الجاري ما يدلل على عمق العلاقة التاريخية بين الجانبين.
وأضاف مهداوي أن الزيارة تحمل رمزية خاصة بأن فلسطين على سلم اهتمامات القيادة الصينية باعتبارها القضية المركزية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ومفتاح علاقتها مع الشعوب العربية.
وتابع مهداوي أن العلاقات الفلسطينية الصينية تاريخية وستأخذ أبعادا جديدة خلال زيارة الرئيس عباس لأن الجانبين الفلسطيني والصيني بصدد رفع مستوى العلاقات إلى مستوى أعلى مما هي عليه.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس عباس ستركز على عدة جوانب أهمها السياسي من خلال إجراء محادثات رسمية مع الرئيس شي ووضعه في صورة آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية والتحديات التي يواجهها الفلسطينيون.
وتابع قائلا إن الزيارة ستركز أيضا على الجانب التعاوني والتنموي، معربا عن تطلع الجانب الفلسطيني لاستحضار الشركات الصينية للعمل في الأراضي الفلسطينية.
كما أعرب مهداوي عن أمله في أن تلعب الصين دورا هاما في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط خاصة أنها الآن حاضرة في المنطقة بقوة وعلاقاتها تأخذ زخما كبيرا على كافة المستويات سياسيا وتجاريا واقتصاديا.
وكانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم اعترفت بفلسطين، لذلك فإن زيارة عباس إلى الصين من شأنها دعم علاقات قوية قائمة، بحسب مهداوي.
وتأتي زيارة عباس في ظل توقف مفاوضات السلام مع إسرائيل منذ عام 2014 ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفي ظل انتقاد الفلسطينيين للإدارة الأمريكية لعدم قيامها بدورها المنوط بها في رعاية عملية السلام.
ومن جانبه، قال عبد الله عبد الله نائب مفوض العلاقات الدولية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) للصحفيين في رام الله إن القيادة الفلسطينية تعمل على حشد دولي من الصين بالتعاون مع دول أخرى لتعزيز المواقف المساندة للحق الفلسطيني ووقف "الانتهاكات" التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف عبد الله أن الصين دخلت منطقة الشرق الأوسط بقوة كشريك سياسي واقتصادي للدول العربية ونجحت مؤخرا في الوساطة بين السعودية وإيران ولابد من الاستفادة من الجهود الصينية لصالح القضية الفلسطينية.
وأشاد عبد الله بمواقف الصين الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته، مشيرا إلى أن الصين هي أول دولة غير عربية افتتحت مكتبا لمنظمة التحرير الفلسطينية والعلاقة بين الجانبين تاريخية وتتطور باستمرار نحو الأفضل.
من جهته، اعتبر عمر عوض الله مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة أن الصين من الدول الصديقة التي لم تتغير مواقفها على مدار الأعوام الـ35 منذ قيام العلاقات الدبلوماسية مع فلسطين.
وقال عوض الله لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين بقيت كما هي الشقيق الداعم والصديق الذي يقف إلى جانب فلسطين وهي واحدة من الدول الفاعلة منذ أن بدأت المنظومة الدولية في تشكلها.
وأضاف عوض الله أن الصين "لم تغير مواقفها ولم تستخدم أسلوب البلطجة والابتزاز في فرض أجندتها على أي أحد في العالم وهي دولة محورية والأولى على جدول المجتمع الدولي من ناحية اقتصادية والآن تلعب دورا هاما سياسيا في استقرار المناطق والعديد من الدول خاصة ما جرى مؤخرا في الوساطة ما بين السعودية وإيران".
وأكد عوض الله أن العلاقات الفلسطينية الصينية مستمرة في التطور وزيارة الرئيس عباس هي تتويج لهذه العلاقات الممتدة منذ 35 عاما.