الصفحة الرئيسية >> العالم

تعليق: من الذي يُعرض السلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ للخطر؟

/مصدر: شينخوا/   2023:06:08.16:21

بكين 7 يونيو 2023 (شينخوا) يبدو أن الولايات المتحدة مؤمنة حقا بالنظرية التي تقول "كرر كذبة بما يكفي، وستصبح هي الحقيقة".

منذ فترة طويلة، لا تدخر هذه القوة العظمى المتغطرسة أي جهد للافتراء على الصين ووصفها بأنها "الشخص السيء" في آسيا، مع الإشارة إلى أن واشنطن صارت مرغمة على الرد. وقد دارت أحداث الحلقة الأخيرة من حملة التشهير هذه في سنغافورة.

ففي حوار شانغري-لا الذي اُختتم لتوه وركز على الأمن، لم تدخر واشنطن جهدا في لعب دور البريء وتكرار "الكليشيه" المعتاد لديها وهو أن الصين تشكل تهديدا "لحرية الملاحة"، وهي ذريعة استخدمتها الولايات المتحدة لتبرير وجودها العسكري في المنطقة.

"لماذا تقع كل هذه الحوادث بالقرب من المياه والمجال الجوي الخاضعين لسيادة الصين، وليس في مناطق قريبة من بلدان أخرى؟" هكذا رد عضو مجلس الدولة وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو عند إجابته على سؤال خلال حوار شانغري-لا.

وشدد لي على الحقيقة قائلا إن "السفن والطائرات الصينية لا تقترب أبدا من أجواء ومياه الدول الأخرى".

فإذا كان هناك شخص مسلح حتى النخاع يحوم حول منزلك ويختلس النظر كثيرا عبر نوافذ منزلك، فمن المنطقي والمشروع أن تتخذ إجراء ما. ولكن عندما تسأل الشخص عما يفعله هنا، وتطلب منه الابتعاد عن ممتلكاتك، فإن هذا الشخص يصاب بالجنون ويلعنك كونك تعرقل "حريته".

قد يبدو سلوكا كهذا سخيفا، ولكن هذا هو بالضبط منطق المتشددين في واشنطن، الذين يرون أن الولايات المتحدة، كونها قوة عظمى "استثنائية"، حرة في فعل أي شيء يحلو لها، ولا يُسمح لأحد حتى بالتذمر من ذلك.

إن احتواء التنمية السريعة للصين هو السبب المعقول الوحيد الذي يمكن أن يفسر سياسة واشنطن متزايدة التشدد تجاه الصين. فبالنسبة للزعماء السياسيين في أمريكا، الذين تتلخص خبرتهم الوحيدة بالنسبة لإدارة بلد ما في ممارسة سياسات التحزب، فإن عرقلة الصين أصبحت الخيار الأكثر ملاءمة لديهم للحفاظ على تفوق واشنطن على الصعيد العالمي.

خلال السنوات الأخيرة، صعدت واشنطن حصارها حول الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. فهي على حد تعبيرها عازمة على تشكيل البيئة الإستراتيجية حول بكين. ولتحقيق هذه الغايات، دأبت على الترويج لما يسمى بـ"الإستراتيجية الخاصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" و"التنافس بين القوى الكبرى" في محاولة منها لبناء تحالف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ضد الصين.

كما دأبت على إقامة مناورات عسكرية مع اليابان وكوريا الجنوبية وبلدان أخرى في المنطقة، وحشدت مجموعات على غرار الحرب الباردة مثلما هو الحال في اتفاق أوكوس والتحالف الرباعي.

فمن خلال إرغام دول المنطقة على الانخراط في مجموعاتها الصغيرة المناهضة للصين، حرصت الولايات المتحدة في واقع الأمر على تمزيق المنطقة الأكثر دينامية على مستوى العالم، ودفعها بشكل أكبر نحو مواجهات وصراعات.

وقال لي إن "أفضل طريقة لمنع حدوث ذلك تكمن في عدم اقتراب السفن والطائرات العسكرية من مياهنا ومجالنا الجوي. ما علاقة هذا بأمنكم؟ راقبوا مياهكم الإقليمية ومجالكم الجوي الخاص، وعندئذ لن تكون هناك أية مشكلات".

ربما في المرة القادمة حين تريد الولايات المتحدة، المثير الحقيقي للمشكلات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، اتهام الصين بإذكاء عدم الاستقرار الإقليمي، فيتعين عليها أولا أن تنظر إلى المرآة. كما يتعين عليها أن تدرك أن تكرار الأكاذيب لن يجعلها أبدا حقيقة.

صور ساخنة