القاهرة 4 يونيو 2023 (شينخوا) أكد خبير البيئة المصري الدكتور مجدي علام أن الخبرات الصينية والتقدم التكنولوجي الهائل الذي أحرزته الصين في مجال البيئة ينعكس إيجابيا على جهود ومبادرات مصر في مكافحة التلوث ومنها ((اتحضر للأخضر)) خاصة في ضوء التعاون المتنامي بين الصين ومصر.
وقال علام في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة اليوم العالمي للبيئة إن هناك تعاونا كبيرا بين الصين ومصر والدول النامية في جميع مجالات التنمية وفي مقدمتها الزراعة والصناعة والطاقة.
وأشار الخبير المصري، ومستشار مرفق البيئة العالمي التابع للبنك الدولي، إلى أن أخطر مشكلة بيئية تواجهها مصر تتمثل في التلوث الشديد الناتج عن المركبات والدراجات النارية في المناطق السكنية بالمدن والقرى، وحث على زراعة الأشجار للتغلب على هذه المشكلة.
وأوضح أن مصر أطلقت خطة لزراعة 100 مليون شجرة في إطار مبادرة ((اتحضر للأخضر)) والتي تم إطلاقها كجزء من استراتيجية مصر للتنمية المستدامة (رؤية مصر 2030).
وأكد علام، وهو أيضا الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، أن مصر يمكن أن تستفيد من خبرات الصين في هذا الصدد.
"الصين هى الدولة الأولى فى العالم من حيث زراعة الأشجار فى السنوات العشر الماضية"، هكذا قال الخبير البيئي.
وأكد الخبير المصري أن الغابات بالمناسبة هي مصنع الأكسجين وحاضنة التنوع البيولوجي في العالم.
وأضاف أن الصين أطلقت أكبر حملة تشجير في العالم، واصفا هذه الخطوة بأنها نجاح آخر للصين.
كما يمكن لمصر الاستفادة من تعاونها مع الصين في الاقتصاد الأخضر، خاصة أن الصين رائدة على مستوى العالم في إنتاج الطاقة الشمسية، بحسب الخبير المصري.
وقال علام لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين هي الدولة الرائدة في العالم تقريبا في مجال الطاقة الشمسية، ونحن نستورد من الصين طلمبات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وأضاف أن الصين تشارك أيضا مع مصر في مشروعات خاصة بإعادة استخدام الهيدروجين الأخضر والأزرق وأنواع الطاقة الجديدة.
وتابع علام أن إعادة تدوير النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحي من بين المجالات الرئيسة الواعدة للتعاون بين مصر والصين، مشيرا إلى أن مصر تستورد بالفعل ماكينات إعادة التدوير من الصين.
وأشار خبير البيئة المصري إلى أنه زار الصين في تسعينيات القرن الماضي عندما كان مسئولا في وزارة البيئة المصرية للاستفادة من خبرات الصينيين في استخدام قش الأرز بطريقة صديقة للبيئة بدلا من حرقه والتسبب في تلوث الهواء.
وأوضح أن الجانب الصيني عرض للوفد المصري نماذج من الاستخدام الصديق للبيئة لقش الأرز، مثل استخدامه كمواد لصنع الجدران الجاهزة وأنواع معينة من الألواح الخشبية.
وقال علام إن الصين نجحت في تطبيق المحاور الأربعة الخاصة بإعادة تدوير النفايات، مثل البلاستيك أحادي الاستخدام على سبيل المثال، وهي (الحد من الاستخدام) و (إعادة الاستخدام) و (إعادة التدوير) و (الاستعادة).
وفي حديثه عن اليوم العالمي للبيئة، الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 5 يونيو من كل عام لزيادة الوعي العالمي بحماية البيئة، دعا علام إلى اتخاذ إجراءات أكبر من قبل الدول الصناعية الكبرى في العالم للحد من استخدام الوقود الأحفوري واستعادة الغطاء الأخضر المفقود في العالم من خلال التشجير.
وقال خبير البيئة المصري إنه بهذه المناسبة يمكن أن نؤكد على أن الصين ساهمت كثيرا في حماية البيئة، منوها بالإنجازات الصينية الرائدة في مجالات التشجير وإعادة التدوير وإنتاج الطاقة النظيفة.
وأكد أن التعاون قائم بين مصر والصين في كافة المجالات، مشددا على أن القيادة المصرية حريصة للغاية على تعميق التعاون مع الصين والأمر نفسه ينطبق على الجانب الصيني.