سنغافورة 4 يونيو 2023 (شينخوا) تناول عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الوطني الصيني لي شانغ فو اليوم (الأحد) الحديث بشأن مبادرة الأمن الصينية الجديدة.
وفي حوار شانغريلا الـ20، قال لي إن الازدهار والاستقرار المستدامين في منطقة آسيا-الباسيفيك يتوقفان على بيئة سليمة للأمن والتنمية.
وتساءل: من الذي يعطل السلام في المنطقة؟ ما هي الأسباب الجذرية للفوضى وعدم الاستقرار؟ وما الذي ينبغي أن نبقى يقظين وحذرين من أجله؟ وقال إنه يتعين الإجابة على هذه الأسئلة لصالح أمن واستقرار ومستقبل منطقة آسيا-الباسيفيك.
وطرح وزير الدفاع الصيني اقتراحا من أربع نقاط بشأن كيفية دفع التعاون الأمني في منطقة آسيا-الباسيفيك.
أولا، ينبغي أن يسود الاحترام المتبادل على التنمر والهيمنة.
وقال لي إن الحقائق أثبتت أنه حيثما توجد سياسة الهيمنة والقوة، سيكون هناك عدم استقرار وفوضى وحتى حروب، مضيفا "نحن في الصين نعتقد أن مفتاح الدول للعيش في تناغم يكمن في الاحترام المتبادل ومعاملة بعضها البعض على قدم المساواة".
وأضاف "نعارض بشدة فرض إرادة المرء على الآخرين، ووضع مصالح المرء على مصالح الآخرين، والسعي لتحقيق أمنه على حساب الآخرين"، مشيرا إلى أن بعض الدول قد تدخلت عمدا في الشؤون الداخلية لدول أخرى. وتدخلت في شؤون مناطق أخرى، وكثيرا ما لجأت إلى عقوبات أحادية الجانب والإكراه باستخدام القوة.
وأوضح لي أنها حرضت على "ثورات ملونة" وحروب بالوكالة في مناطق مختلفة، وخلقت فوضى واضطرابات، وابتعدت ببساطة تاركة وراءها فوضى.
وقال "يجب ألا نسمح بحدوث مثل هذه الأشياء مجددا في منطقة آسيا-الباسيفيك... تدعم الصين بقوة مركزية الآسيان واستقلالها الاستراتيجي. ونحن ملتزمون بتعزيز الأمن التعاوني والجماعي والمشترك في منطقتنا على أساس الاحترام المتبادل".
ثانيا، ينبغي أن يتجاوز العدل والإنصاف قانون الغاب.
وقال لي إن جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة قوية أم ضعيفة غنية أم فقيرة، أعضاء متساوون في المجتمع الدولي، لافتا إلى أن الشؤون الدولية ينبغي أن تضطلع بها جميع الدول من خلال التشاور بدلا من أن تمليها دولة أو حفنة من الدول.
وأضاف "تدعو الصين دائما وتظل ملتزمة بتحسين العدالة والإنصاف في العالم، وتتمسك بقوة بالنظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة، والنظام الدولي القائم على القانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأشار لي إلى أن الصين تمارس التعددية وتسعى إلى تعاون مربح للجميع، بينما تتخذ بعض الدول نهجا انتقائيا للقواعد والقوانين الدولية، حيث "إنها تحب فرض قواعدها الخاصة على الآخرين وحتى تحاول تقييد الآخرين باتفاقية لم تنضم إليها".
وقال الوزير إن ما يسمى بـ"النظام الدولي القائم على القواعد" لا يوضح أبدا ما هي القواعد ومن وضع هذه القواعد، بل إنه يمارس الاستثناء والمعايير المزدوجة، ولا يخدم إلا مصالح حفنة من الدول ويتبع قواعدها.
وأشار بقوله "إن بيئة عادلة ومنصفة للتنمية تلبي المصالح المشتركة لدول آسيا-الباسيفيك. ومن المؤكد أن أي شخص يحاول سلب ثروات الآخرين أو الاعتداء على الضعيف سيلقى معارضة من دول المنطقة".
ثالثا: القضاء على الخلافات والمواجهة من خلال الثقة المتبادلة والتشاور.
وقال لي: من الطبيعي أن تختلف الدول فيما بينها. ولكن هناك نهجين لمعالجة الخلافات، أحدهما يؤدي إلى تفاقم التوتر وإشعال النيران بينما يسعى الآخر إلى التوافق وتعزيز المصالحة والمفاوضات.
وأشار الوزير إلى أن "الصين ملتزمة بدعم السلام في معالجة الأزمات الدولية. وفيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية وأوكرانيا، لعبت الصين دورا بناء وبذلت جهودا كبيرة لتهدئة الوضع وتسهيل المصالحة السياسية".
وقال إن بعض الدول توسع قواعدها العسكرية وتعزز وجودها العسكرية وتكثف سباق التسلح وتنقل تقنيات الأسلحة النووية إلى دولة غير نووية.
وأوضح لي أن "كل هذه الممارسات، التي غالبا ما تلجأ بعض الدول إليها، تهدف إلى خلق أعداء وإذكاء المواجهة وتأجيج النار والصيد في المياه العكرة"، مضيفا أن دول المنطقة لديها كل الحكمة والقدرة على تسوية خلافاتها ونزاعاتها.
وأشار إلى أن "تعزيز الحوار والتواصل وتعزيز التضامن والتعاون هو فقط ما يضمن الاستقرار في منطقتنا".
رابعا: منع مواجهة التكتلات بانفتاح وشمولية.
وقال لي إن عقلية الحرب الباردة تتجدد الآن وتزيد بشكل كبير من المخاطر الأمنية لمواجهة التكتلات في منطقة آسيا-الباسيفيك، مشيرا إلى أن بعض القوى العظمى واصلت خلال حوار شانغريلا، الترويج لما يسمى بـ"استراتيجية إندو-باسيفيك" لديها.
وأكد أن الصين ترى أنه لا ينبغي أن تقوم أي استراتيجية على أساس أيديولوجي وأن تهدف إلى بناء تحالفات عسكرية حصرية ضد التهديدات المتصورة، لأن هذا يمكن أن يؤدي بسهولة إلى نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها.
وأضاف لي أن" التصميم الحقيقي للدفع باتجاه تشكيل تحالفات عسكرية شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا-الباسيفيك يكمن في جعل دول المنطقة رهينة وتأجيج الصراع والمواجهة، مشيرا إلى أن مثل هذه المحاولات لن تؤدي إلا إلى إغراق المنطقة في دوامة من الانقسام والنزاعات والصراعات".
وقال إن التاريخ أثبت أن سياسات التكتل والانقسام والمواجهة لم توفر أبدا أمنا حقيقيا، ولا يمكنها إلا تصعيد التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
واختتم بقوله إن "ما تحتاجه آسيا-الباسيفيك اليوم هو رقعة كبيرة من التعاون المفتوح والشامل، وليس تكتلات صغيرة تخدم مصالحها الذاتية بشكل حصري. يجب ألا ننسى أبدا الكوارث التي سببتها الحربان العالميتان والحرب الباردة. ويجب ألا نسمح أبدا بحدوث مثل هذه المآسي مجددا".