بكين 30 مايو 2023 (شينخوا) عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جلسة الدراسة الجماعية الخامسة بشأن بناء دولة قوية في مجال التعليم، بعد ظهر يوم 29 مايو الجاري. وأكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب، أثناء ترؤسه للجلسة على أن الدولة ستزدهر إذا ازدهر التعليم وستكون الدولة قوية إذا أصبح التعليم قويا. وأشار شي إلى أن بناء دولة قوية في مجال التعليم يعتبر مقدمة إستراتيجية لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل، ودعما مهما لتحقيق الاعتماد على النفس وتقوية الذات في العلوم والتكنولوجيا، وطريقة فعالة لتعزيز الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، ومشروعا أساسيا لدفع إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط. وأكد شي على ضرورة تطبيق سياسة الحزب التعليمية بشكل شامل، والالتزام بتنمية التعليم باعتبار الشعب محورا له، والمبادرة إلى التخطيط مسبقا ومواجهة التغيرات بقوة والسعي إلى شق آفاق جديدة، وتسريع عجلة تحديث التعليم، وتقوية أساس سعادة الشعب وتوطيد قاعدة ازدهار الدولة بقوة التعليم، في سبيل توفير دعم قوي لدفع إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل.
وشرح تشيو يونغ، أمين لجنة الحزب في جامعة تسينغهوا وعضو الأكاديمية الصينية للعلوم، هذه القضية، وقدم اقتراحات عمل. واستمع رفاق المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب إلى شرحه وقاموا بالمناقشة.
وألقى شي جين بينغ كلمة مهمة بعد إصغائه إلى الشرح والمناقشة. وأشار إلى أنه منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، ظلت اللجنة المركزية للحزب متمسكة باعتبار التعليم أمرا بالغ الأهمية يتعلق بمصلحة الدولة والحزب، واتخذت قرارات مهمة بشأن تسريع تحديث التعليم وبناء دولة قوية في مجال التعليم، الأمر الذي دفع قضية التعليم في العصر الجديد لتحقيق إنجازات تاريخية وخلق تغيرات هيكلية. وأنجزت بلادنا مهمة إنشاء أكبر منظومة تعليمية في العالم، وانضمت إلى صفوف الدول ذات المستوى المتوسط-المرتفع من حيث المستوى العام لتطورات التحديث في مجال التعليم. ووفقا للتقديرات، تحتل بلادنا حاليا المرتبة الـ23 في العالم من حيث مؤشر الدول القوية في مجال التعليم، متقدمة بذلك 26 مرتبة عن عام 2012، لتصبح أسرع دولة تقدما في هذا المجال. وأثبت ذلك بشكل كاف أن طريق التنمية التعليمية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية صحيح تماما.
وأكد شي جين بينغ على أن الدولة القوية في مجال التعليم التي سنبنيها هي الدولة الاشتراكية القوية ذات الخصائص الصينية من حيث التعليم، فلا بد من الالتزام باتخاذ قيادة الحزب الشاملة لقضية التعليم ضمانا أساسيا، واعتبار ترسيخ الأخلاق وتربية النشء مهمة أساسية، واعتبار تربية الأكفاء للحزب والدولة هدفا رئيسيا، واعتبار خدمة إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية رسالة مهمة، واعتبار تحديث المفهوم والمنظومة والنظام والمحتويات والأساليب وسبل الحوكمة للتعليم مسارا أساسيا، واعتبار دعم وتوجيه التحديث الصيني النمط وظيفة جوهرية، سعيا لإيجاد التعليم الذي يرتضي به الشعب في نهاية المطاف.
وأشار شي جين بينغ إلى أن القضية فيما يتعلق بـ "من يكون الذين نربيهم وكيف نربيهم ولمن نربيهم" قضية جوهرية للتعليم، وهي أيضا قضية حيوية في بناء دولة قوية في مجال التعليم. وتتمثل أهداف جهودنا الرامية لبناء دولة قوية في مجال التعليم في إعداد جيل بعد آخر من بناة وورثة الاشتراكية مكتملي النمو أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا وعمليا، وإعداد جيل بعد آخر من الأكفاء القادرين على تحمل المهام والمسؤوليات الكبيرة أثناء عملية بناء التحديثات الاشتراكية، وضمان إعداد الخلف لقضية الحزب والجهود الرامية لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية. ويتعين المثابرة على تشكيل الروح وتنشئة الأشخاص بفكر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتركيز الجهود على تعزيز التثقيف بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وإرشاد الطلاب لترسيخ المثل العليا والعقيدة السياسية، واتباع الحزب إلى الأبد، وعقد العزم على تقديم مساهمات للدولة والشعب. ومن الضروري المثابرة على الإصلاح والابتكار، ودفع البناء المتكامل للتثقيف الأيديولوجي والسياسي في الجامعات والمدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية، وجعل الدروس الأيديولوجية والسياسية أكثر استهدافا وجاذبية. ويجب تعزيز قدرة شبكة الإنترنت على تربية الأشخاص، وإتقان الأعمال الأيديولوجية والسياسية في المدارس في عصر الإنترنت بخطوات ثابتة.
وأكد شي جين بينغ أنه يجب التمسك بالتنمية عالية الجودة باعتبارها شريان الحياة للتعليم على كافة المستويات ولجميع الفئات، وتسريع بناء نظام تعليمي عالي الجودة. وتتجسد النقطة الأساسية لبناء دولة قوية من حيث التعليم في التعليم الأساسي. وكلما جعلنا التعليم الأساسي أكثر صلابة، زاد ثبات خطوة التقدم والقدرة على التطور لبناء دولة قوية في مجال التعليم. ومن الضروري تعزيز تعميم التعليم قبل المدرسي وجعله أكثر شمولا وتطويره على نحو آمن وبجودة عالية، وتعزيز التنمية عالية الجودة والمتوازنة للتعليم الإلزامي والتكامل الحضري والريفي في هذا المجال. وبالنسبة للتعليم الأساسي، لا ينبغي توطيد القاعدة المعرفية للطلاب فحسب، بل يجب حفز اهتمامهم بالعلوم واستكشاف أشياء مجهولة أيضا، وتربية مزاياهم الفكرية التي تتمتع بالاستكشاف والابتكار. ويتعين تشكيل وجهات النظر العلمية حول الأكفاء والنجاح والتعليم في المجتمع بأسره، وتسريع عكس مسار التعليم المتوجه نحو المكاسب العاجلة، وتكوين بيئة تعليمية صحية. ويعتبر التعليم العالي مجالا رئيسيا أثناء بناء دولة قوية في مجال التعليم. ولا بد من إعطاء الأهمية البالغة لتسريع بناء جامعات وفروع علمية متميزة ذات خصائص صينية ومن الدرجة الأولى عالميا، وتعزيز بناء الفروع العلمية الأساسية والناشئة والمتشابكة بشكل قوي، وتسليط الضوء على العلوم والتكنولوجيا الرائدة عالميا والاحتياجات الاستراتيجية الرئيسية الوطنية لدفع الابتكار في الأبحاث العلمية، ورفع قدرة الابتكار الأصلية وجودة تربية الأكفاء باستمرار. ومن الضروري بناء مجتمع ودولة داعيين للدراسة، ما يشجع جميع المواطنين على التعلم والتمتع ببيئة يمكن التعلم فيها في كل مكان وفي أي وقت، ورفع مستوى تثقيف المواطنين باستمرار، والارتقاء بمستوى تنمية الموارد البشرية بشكل شامل، وتعزيز التنمية الشاملة للإنسان.
وأشار شي جين بينغ إلى أنه من اللازم اعتبار خدمة التنمية عالية الجودة مهمة ذات أولوية لبناء دولة قوية في مجال التعليم. وفي أثناء بناء دولة قوية من حيث التعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والأكفاء، يتواجد التوافق الأصيل بين المجالات الثلاثة في الوقت الذي تدعم فيه بعضها البعض، فيجب الدمج العضوي بين المجالات الثلاثة ودفع التقدم الكلي بها، لتشكيل تأثيرات مضاعفة تدفع التنمية عالية الجودة. ومن الضروري تعزيز التعليم العلمي والهندسي بشكل أكبر، وتقوية الإعداد المستقل للأكفاء الرائدين في الابتكار، لتوفير دعم من حيث الأكفاء لحل المشاكل المستعصية في التكنولوجيا الحاسمة والمحورية في بلادنا. وينبغي تحليل اتجاه تنمية الأكفاء في جميع المجالات وأحوال الافتقار إليهم بشكل منهجي، وتعديل وتحسين فروع علمية في التعليم العالي ديناميكيا وفقا لاتجاه تطورات العلوم والتكنولوجيا وفي إطار الاحتياجات الاستراتيجية الرئيسية الوطنية، لإعداد الأكفاء الاستراتيجيين الوطنيين والأكفاء الذين تشتد الحاجة إليهم بطريقة مستهدفة، وزيادة القوة الداعمة والمساهمات التي يوفرها التعليم للتنمية عالية الجودة. ومن اللازم التنسيق بين التعليم المهني والعالي والمتواصل، وتعزيز التكامل بين التعليم المهني والعام والدمج بين الصناعة والتعليم، وبين العلوم والتعليم، والإعداد المستمر لذوي المزايا العالية من الأكفاء الذين يتقنون التقنيات والمهارات والمهنيين المخضرمين والمتخصصين الماهرين.
وأكد شي جين بينغ أن التحول من دولة كبيرة إلى دولة قوية في مجال التعليم يعتبر قفزة منهجية وتغييرا نوعيا، فمن الضروري اتخاذ الإصلاح والابتكار قوة محركة. ولا بد من التمسك بالمفهوم المنهجي، والتخطيط الشامل لدفع إصلاح أساليب التعليم ونماذج إدارة المدارس ونظام الإدارة وآلية الدعم، وكسر جميع العراقيل الناجمة عن المفاهيم الأيديولوجية الجامدة وعيوب الأنظمة والآليات التي تقيد التنمية العالية الجودة للتعليم، للارتقاء على نحو شامل بمستوى تحديث نظام الحوكمة والقدرة على الحوكمة في مجال التعليم. ويتعين بذل الجهود في دمج تعزيز العدالة التعليمية في كافة النواحي والحلقات ذات الصلة بتعميق الإصلاح الشامل لقطاع التعليم، وتضييق الفجوة التعليمية بين الحضر والريف، وبين مختلف المناطق والمدارس والفئات، سعيا لتمكين كل طفل من التمتع بالتعليم العادل والعالي الجودة، وتلبية احتياجات الجماهير إلى التعليم الممتاز بشكل أفضل. وينبغي تعميق إصلاح تقييم التعليم في العصر الجديد، وبناء نظام تقييم للأداء التعليمي تشارك فيه كيانات متعددة ويوافق الواقع الصيني ويتمتع بمستوى عالمي. ويجب تعزيز تطوير المناهج والمقررات الدراسية وضبطها، والالتزام بقوة بالاتجاه السياسي والاسترشاد القيمي الصحيحين، وتركيز الجهود على تطوير المناهج والمقررات الدراسية الممتازة والصالحة لتوطيد الأساس وتشكيل الروح وإلهام وزيادة الحكمة. وتمثل رقمنة التعليم نقطة اختراق هامة لشق مسار جديد وتشكيل تفوق جديد لتطوير التعليم في بلادنا. ومن اللازم دفع رقمنة التعليم بشكل أكبر، لتوفير دعم فعال للتعلم الشخصي الخاص والتعلم طيلة الحياة وتوسيع تغطية الموارد التعليمية فائقة الجودة وتحديث التعليم.
وأشار شي جين بينغ إلى ضرورة إكمال إستراتيجية وتكتيك الانفتاح على العالم الخارجي في مجال التعليم، والتخطيط الشامل للمدخلات والمخرجات في مجال التعليم، والاستفادة بشكل فعال من الموارد التعليمية والعناصر الابتكارية من الدرجة الأولى عالميا، لجعل بلادنا مركزا تعليميا مهما في العالم يتمتع بنفوذ قوي. ويجب المشاركة بنشاط في الحوكمة التعليمية في العالم، وتكثيف الجهود لدفع بناء علامة "اطلبوا العلم في الصين"، والعمل على رواية قصص الصين بشكل جيد ونقل تجاربها وإسماع صوتها، لتعزيز نفوذ بلادنا وحقها في الكلام في مجال التعليم على الصعيد الدولي.
وشدد شي جين بينغ على ضرورة تقوية صفوف المعلمين أولا عند تقوية التعليم. ويجب اتقان عمل تعزيز بناء صفوف المعلمين باعتباره مهمة ذات أولوية قصوى في بناء دولة قوية في مجال التعليم، واكمال نظام المعلمين والتعليم ذي الخصائص الصينية، وإعداد فريق من المعلمين المحترفين رفيعي المزايا يتسم بالأخلاق النبيلة والمهارات البارعة والهيكلة المعقولة ويتمتع بالحيوية. ومن اللازم تطوير الأسلوب الاجتماعي الداعي إلى احترام المعلمين والاهتمام بالتعليم، ورفع المكانة السياسية والاجتماعية والمهنية للمعلمين، وجعل المعلم أحد أكثر المهن احتراما في المجتمع، ودعم وجذب الأكفاء الممتازين لممارسة التعليم بحماس وبدقة وعلى مدى طويل وحتى طول الحياة. وينبغي تعزيز بناء أخلاق وأساليب المعلمين، وإرشاد المعلمين للتمسك بالمثل العليا والعقيدة السياسية، وتشكيل المشاعر الأخلاقية والنزاهة الشخصية، وتغذية المعارف الراسخة، وتطوير العواطف الخيرة والمحبة، وإرساء الطموح المتمثل في "التفاني في قضية التعليم، والمشاركة النشطة في تقوية الدولة"، والإسهام بأنفسهم في التعليم وتنشئة الإنسان.
وأكد شي جين بينغ في النهاية على أن بناء دولة قوية في مجال التعليم هو المهمة المشتركة للحزب بأكمله والمجتمع بأسره. ومن الضروري التمسك بقيادة الحزب الشاملة للعمل التعليمي وتعزيزه، والتحسين المتواصل لنظام قيادة التعليم المتسم بالقيادة الموحدة من قبل لجان الحزب، واشتراك لجان الحزب والحكومات في الإدارة، وتحمل مختلف القطاعات مسؤولياتها. ويجب على لجان الحزب والحكومات على كافة المستويات الالتزام دائما بإعطاء الأولوية لتطوير التعليم، وتكثيف الجهود في القيادة والتنظيم والتخطيط التنموي وضمان الموارد وضخ الأموال. ومن الضروري التعاون بين المدارس والأسر والمجتمع بشكل وثيق واستجماع القوة نحو اتجاه واحد، والمشاركة بنشاط في ممارسة بناء دولة قوية في مجال التعليم، والإجادة في قضية بناء دولة قوية في مجال التعليم بشكل مشترك. وعلى الحزب بأكمله وجميع أبناء الشعب في أنحاء البلاد ترسيخ الثقة وبذل الجهود الدؤوبة، سعيا لتحقيق هدف بناء الصين لتصبح دولة قوية في مجال التعليم في وقت مبكر".