بكين 24 مايو 2023 (شينخوا) فقط من خلال تبني جوهر الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بإخلاص حقيقي، كما أشار السفير الصيني الجديد لدى الولايات المتحدة شيه فنغ، يمكن للعلاقات الصينية-الأمريكية أن تعود إلى مسارها الصحيح.
ويأتي وصول السفير الصيني الجديد يوم الثلاثاء إلى الولايات المتحدة لتقلد منصبه في وقت تشهد فيه العلاقات بين القوتين أدنى مستوياتها منذ عقود.
ويُنظر بشكل واسع لوصول شيه، بعد سلسلة الاجتماعات والتبادلات رفيعة المستوى الأخيرة بين البلدين، على أنه مؤشر على انفراجة وشيكة يتوقع أن تبعد العلاقات المتوترة عن حافة الهاوية.
في السنوات الأخيرة، أصبح الصقور من صانعي القرار في واشنطن أكثر تشددا تجاه الصين، مما أدى إلى تفاقم التوترات المحتدمة أصلا. فدعاة الحرب هؤلاء، غير المدركين للاعتماد المتبادل والتكامل بين الاقتصادين، اختاروا غض الطرف عن طبيعة التعاون المربح للجانبين، وحاولوا تعريف العلاقة المهمة للغاية ببارانويا "المكسب والخسارة"، والدوس على الخط الأحمر للصين عن عمد من خلال التلاعب بمسألة تايوان.
وفي هذا المنعطف الحرج، على الصعيدين الثنائي والعالمي، تشتد الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الحكمة السياسية العظيمة والتقدير الرشيد لفهم الصورة الكبيرة للعلاقات الصينية-الأمريكية، واختيار المنفعة المتبادلة عوضا عن نهج "المكسب والخسارة".
إن المبادئ الثلاثة التي وضعها الرئيس الصيني شي جين بينغ للتعامل مع العلاقات الصينية-الأمريكية تمثل الطريق الأساسي والصحيح للبلدين للتواصل والتوافق مع بعضهما البعض في العصر الجديد.
ويتعين على البلدين احترام الأنظمة الاجتماعية ومسارات التنمية لكل منهما، واحترام المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض، واحترام حق كل منهما في التنمية.
وهذا يستلزم معاملة بعضهما البعض على قدم المساواة، وإدارة خلافاتهما بشكل صحيح، والبحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات.
فقد أصرت واشنطن مؤخرا على الديماغوجية السامة، لا سيما عن طريق الترويج لما يسمى بـ"الديمقراطية مقابل الاستبداد"، وهي رواية خادعة ومضللة تهدف فقط لإثارة المواجهة الأيديولوجية والعداء بين الجانبين.
ومن المهم أيضا أن يعمل الجانبان معا بإخلاص حقيقي لضمان تعايشهما السلمي. ففي ظل مصالحهما المتشابكة بشدة، فإن الصين والولايات المتحدة ستستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة.
وفي الواقع، على مدى عقود، حقق التعاون بينهما في مختلف القطاعات مكاسب كبيرة للشعبين. وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة وخطاب فك الارتباط الشرير، سجلت التجارة البينية للسلع رقما قياسيا بلغ 690.6 مليار دولار العام الماضي.
وفي هذا العصر الذي يتسم بالترابط الهائل، فإن تكوين علاقة سليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة يخدم كحائط صد في جهود العالم الجماعية ضد تغير المناخ، وهو تحد وجودي يتعلق ببقاء البشرية.
والآن بعد أن أبقى الجانبان على خطوط اتصالهما مفتوحة، يتعين على الولايات المتحدة أن تدرك حقيقة أن المحادثات من أجل إجراء المحادثات لن تفلح في إزالة العراقيل التي تعترض الطريق باتجاه إقامة علاقات سليمة. كما يتعين عليها أن تدرك أن بكين لن تبلع حيلتها المزدوجة المتمثلة في السعي إلى التعاون والتواصل مع احتواء الصين باسم "المنافسة".
إن إعادة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى مسارها الصحيح من حيث التطور السليم والمطرد هي مهمة شاقة لا تحتمل الفشل. وما يخبئه المستقبل للبلدين والعالم بأسره يتوقف على ما إذا كانت واشنطن ستمتنع، بكل إخلاص، عن الإضرار بالثقة المتبادلة، وتتجنب سوء الفهم والحسابات الخاطئة، وتتخذ خطوات ملموسة للوفاء بوعودها.