26 مايو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت دراسة جديدة أصدرها برنامج الأغذية العالمي ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، أنه بحلول يونيو من هذا العام، سيصل وضع انعدام الأمن الغذائي في غرب ووسط أفريقيا إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات، وستتوزع الازمة لتشمل بلدان ساحلية أفريقية أخرى. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيواجه 433 مليون شخص في أفريقيا انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يمثل أكثر من نصف سكان العالم الجياع.
قال تشو دونغيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، إن حالة الأمن الغذائي في أفريقيا لا تدعو بالتفاؤل، وإذا لم يتم إتخاذ التدابير في الوقت المناسب، فقد يفشل العالم في تحقيق الأهداف التي حددتها الأمم المتحدة للقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة بحلول عام 2023.
أشارت الدراسات ذات الصلة إلى أن هناك العديد من الأسباب لانعدام الأمن الغذائي في أفريقيا، بما في ذلك الصراعات الإقليمية ،وظروف الاقتصاد الكلي غير المواتية، والظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وإذا أخذنا السودان كمثال، فقد تؤدي النزاعات المسلحة الشديدة الأخيرة في العديد من الأماكن في السودان، إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد في البلاد بمقدار 2 مليون إلى 2.5 مليون نسمة في الأشهر القليلة المقبلة، وزيادة الأسعار بنسبة 25٪، وذلك وفقاً لتوقعات برنامج الغذاء العالمي.
وفي الوقت الحاضر، هناك أكثر من 30 دولة في أفريقيا مستوردة صافية للغذاء، وقد أدى انخفاض قيمة العملة وارتفاع معدل التضخم إلى الارتفاع المستمر في تكاليف الواردات الغذائية. وبالنسبة لقدرة إفريقيا على مقاومة الكوارث المناخية ضعيفة، فمنذ أكتوبر من العام الماضي، عانى القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا، وانخفض إنتاج الغذاء بشكل حاد. كما أدت الأعاصير المدارية والفيضانات هذا العام في مدغشقر وموزمبيق وملاوي وزامبيا إلى خفض إنتاج المحاصيل.
قال كريس نيكوي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في غرب إفريقيا، إن إفريقيا بحاجة ماسة إلى توسيع الاستثمار في الزراعة مع تعزيز قدرة المجتمعات والأفراد على الصمود في مواجهة الأزمات الغذائية. ومنذ عام 2014، أطلق برنامج الأغذية العالمي مبادرة "بناء القدرة على الصمود" في النيجر وبوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا لاستعادة الموارد الطبيعية والأراضي، وزيادة الدخل الزراعي وما إلى ذلك، وقد تم استرجاع أكثر من 230 ألف هكتار من الأراضي حتى الآن. كما يقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدة للأشخاص المتضررين من الكوارث في دول غرب إفريقيا من خلال التأمين ضد مخاطر المناخ. ومنذ عام 2019، تلقى حوالي 4.8 مليون شخص في ستة بلدان أفريقية المساعدة من خلال هذا التأمين.
كما أطلق بنك التنمية الأفريقي برنامج "تكنولوجيا التحول الزراعي الأفريقي"، الذي يغطي القطاعات المتعلقة بالأغذية في أكثر من 30 دولة أفريقية، بهدف استخدام التقنيات المتقدمة لزيادة إنتاج الغذاء ومساعدة أفريقيا على الاستفادة من إمكاناتها الزراعية. كما يطلق البنك مشروعًا بقيمة 1.5 مليار دولار لمنشآت إنتاج الأغذية الطارئة للمساعدة في تعزيز محاصيل الغلة استجابة لارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وإعتمد مؤتمر القمة الأفريقي الثاني للأغذية المنعقدة في داكار، عاصمة السنغال في يناير من هذا العام، "إعلان داكار" ، الذي أكد على ضرورة قيام البلدان الأفريقية بزيادة الاستثمار الزراعي، ووضع خطط أقوى، وتعزيز الإجراءات والإشراف، وما إلى ذلك، لتحسين الإنتاجية الزراعية وإنتاج الغذاء لضمان الأمن الغذائي. وقامت إثيوبيا ورواندا والمغرب وبلدان أخرى بصياغة خطط وطنية للتحول الزراعي لتعزيز التحديث الزراعي.
تولي الصين أهمية كبيرة للتعاون مع الدول الأفريقية في مجال الأمن الغذائي، فهي لا تقدم مساعدات غذائية فحسب ، بل تنشئ أيضًا مراكز عرض للتكنولوجيا الزراعية للقيام بتدريب المواهب الزراعية، ومشاركة التكنولوجيا الزراعية، والمساعدة في تحسين مستوى التنمية الزراعية المحلية. كما ساعد مشروع القرى التجريبية للحد من الفقر من خلال زراعة الأرز الهجين الذي جربته الصين في بوروندي جميع القرويين في 4 قرى على التخلص من الفقر. ومنذ ذلك الحين، تم الترويج لهذا النموذج باستمرار في بوروندي، حيث استفاد منه 22500 شخص وزاد متوسط الدخل السنوي بمقدار 1340 دولارًا أمريكيًا لكل أسرة. وقال كافينز أدهيل، الخبير في الشؤون الدولية في كينيا، إن "استخدام الصين للتكنولوجيا الزراعية للمساعدة في تخفيف حدة الفقر بدقة هو مصدر إلهام مفيد للدول النامية".