بغداد 25 مايو 2023 (شينخوا) أكد قادة وأعضاء بمنظمات عراقية أن مبادرة الحزام والطريق تساهم في تنمية العالم وتساعده على تحقيق العدل والسلام والأمان.
وأطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق العام 2013، وتوسعت دائرة الأصدقاء على طول الحزام والطريق خلال السنوات العشر الماضية بفضل الجهود المشتركة لجميع الأطراف. ووقعت أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية على وثائق التعاون بإطار المبادرة، التي قدمت مساهمات إيجابية عديدة بتنمية الاقتصاد والتوظيف وتحسين معيشة الناس بمختلف البلدان حتى أصبحت منصة للتعاون الدولي.
وقال حيدر الربيعي رئيس جمعية الصداقة العراقية الصينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعض الناس يتصورون أن مبادرة الحزام والطريق هي طريق من الصين يمر بالعراق ودول أخرى، وهذا صحيح، لكن الصين تعمل على مبادرة تنموية مشتركة تساعد العالم على العدل والسلام والأمان".
وأوضح أن الصين أبدت رغبتها الحقيقية لبناء شراكة تنموية مع العرب وتحقيق السلام بالمنطقة، قائلا "عندما يتحقق السلام في المنطقة أو آسيا فان ذلك سوف يعم كل العالم".
ويرى الربيعي أن العالم أصبح قطبين، قطب خير وقطب شر، قطب يدافع عن العالم وقطب يحتل العالم، مضيفا "الصين لا تعمل لوحدها ونسميها بلد السلام لما حققته لبلدها وشعبها، فطريق الحرير هو مبادرة تنموية تخدم العالم أجمع لتحقيق العدل والسلام والأمان".
ووصف مبادرة الحزام والطريق بانها برنامج تنموي لكل العالم، مبينا أن الصين تعمل على مصير مشترك للبشرية قائلا "الصين تساعد على أن يكون العالم بيت واحد وقرية واحدة حتى لا يكون تمييز بين العراق والصين وبين الصين ومصر، بل يكون الجميع أصدقاء وأخوة".
وأكد الربيعي وجود قضية سياسية أخرت التعامل العراقي الصيني ضمن مبادرة الحزام والطريق من قبل الجانب الأمريكي، قائلا "الامريكان معارضون لانتشار الصين في العراق، لكن اليوم أصبح واقع حال كل الوطن العربي يده مع يد الصين".
ودعا أمريكا إلى أن تقبل بواقع الحال بان العداء لن يوصلها للنجاح، قائلا "كل العالم يعرف أن أمريكا هي بلد ليس مساعدا للشعوب ولا داعما للشعوب، بينما الصين داعمة ومساعدة للشعوب، فانا مصلحتي مع الصين".
ونفى الربيعي وجود أي مشاكل للشركات الصينية بالعراق قائلا "لم نسمع بوجود مشاكل مع الشركات الصينية لسهولة التعامل والجودة والأسعار الجيدة، بالعكس الأمور طيبة جدا، نشعر بأن الصينيين مثل طبائعنا وتعاملنا لكن فرق اللغة والمسافة البعيدة بيننا ونحن نعمل على تقريبها".
أما الدكتور عقيل حمدان الأستاذ بالجامعة المستنصرية وعضو الحراك الشعبي الداعم لمبادرة الحزام والطريق وميناء الفاو فأكد أن مبادرة الحزام والطريق هي نظام اقتصادي الهدف منه نقل الدول النامية إلى حالة أفضل كون الصين أكبر الدول النامية بالعالم.
والحراك الشعبي لمبادرة الحزام والطريق وميناء الفاو، هو تجمع شعبي من مختلف فئات الشعب العراقي ينشط في 15 محافظة عراقية وهو يدعم المبادرة ويطالب بان تأخذ الشركات الصينية دورها في إعمار العراق وإصلاح البنى التحتية المدمرة.
وقال حمدان الذي كانت اطروحته لنيل شهاد الدكتوراه عن مبادرة الحزام والطريق لـ((شينخوا)) "العراق يقع في قلب طريق الحرير وهذا يعني جيوسياسيا أن العراق أقرب منطقة إلى أوروبا، فأرادت الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق التوءمة ما بين ميناء الفاو العراقي وميناء جوادر الباكستاني حتى تربط القارات الثلاث آسيا وأوروبا وافريقيا مع بعضها".
وعن حاجة العراق للمبادرة أجاب "نريد صناعات لان العراق يقع على خط الطاقة، وكما تعلم العراق غني بالثروات المعدنية والنفطية، نريد توطين الصناعات لان المبادرة هي مبادرة تنمية وليست اتفاقيات على ممر أو شيء آخر هي تنمي الطرق والجسور والمناطق الصناعية ومبادرة طبية، وبناء مدن سكنية، والعراق خارج من حروب متعددة والبنى التحتية الموجودة فيه متهالكة فيحتاج إلى هذه المبادرة".
وبين حمدان وجود اختلاف كبير بين مبادرة الحزام والطريق، ومشروع مارشال الامريكي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية قائلا "هذا المشروع يعطي مبالغ للدول الأوروبية في سبيل يستحوذ على قرارها، واما مبادرة الحزام والطريق فهي على العكس".
وتابع "لو نظرنا إلى تاريخ الصين وتاريخ الدول الغربية، فان تاريخ الدول الغربية محمل بالاحتلالات والهيمنة على القرار السيادي وعلى القرار الاقتصادي بكل الدول، لكن نرى أن الصين لا يوجد لديها أي احتلال لاي دولة فالفرق هنا تنمية ومنفعة متبادلة ومنفعة مشتركة ومصير مشترك بدون هيمنة وبدون احتلال".
وحظيت مبادرة الحزام والطريق بترحيب كبير من المجتمع الدولي كونها تدعو للتعاون الدولي، هو نمط تعاون منفتح وجديد وغير مشروط ولا يقصي أحدا وليس فيه تمييز ضد أي طرف ومفيد لكل من يقبل مبادئ التشاور المشترك والبناء المشترك لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتعاون والتنمية لجميع شعوب العالم.
بدروه، يرى الدكتور أنور البهادلي الملحق التجاري السابق بالسفارة العراقية ببكين لمدة أربع سنوات وعضو الحراك الشعبي أن العراق يجب عليه أن يصعد في قطار التنمية الصيني لأنه الحل لكل مشاكله.
وقال البهادلي لـ((شينخوا)) "عشت في الصين وأعلم ما فعلت الصين، منذ العام 2001 ودخولها لمنظمة التجارة العالمية ولغاية الان طفرت طفرات نوعية لا يمكن لاي عاقل أن يستوعبها".
وأضاف "زرت كثير من الدول لم أجد التطور الموجود في الصين، يجب على العراق أن يركب هذا القطار ويجب على العراق أن يكون داعما أساسيا وأن يكون العراق مع الصين شريكا وأن تكون الصين هي شريكة معه".
وأكد وجود روابط تاريخية قديمة تربط العراق بالصين قائلا "كلانا نملك المقومات، كلانا جزء من الشرق، وحضارة الشرق وثقافته هي ثقافة متشابهة برغم اختلاف اللغات لكن هناك الكثير من المقومات التاريخية".
واختتم "بغداد كانت الجزء الاساسي بطريق الحرير القديم، لذلك العراق هو جزء مؤسس لطريق الحرير القديم، وانا زرت مقر طريق الحرير القديم بمدينة شيآن ورأيت العلم العراقي، ورأيت بعض الأمور التي تؤكد تاريخيا أن العراق جزء أساسي ومهم بطريق الحرير، والدليل هنالك قصص (ألف ليلة وليلة) تؤكد على أنه كانت زيارات بين التجار العراقيين والصينيين".