رام الله / غزة/ القدس 21 مايو 2023 (شينخوا) انتقد الفلسطينيون اليوم (الأحد) عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي في أحد أنفاق الحائط الغربي قرب المسجد الأقصى شرق مدينة القدس.
واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن اجتماع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو داخل أحد الأنفاق "الاستعمارية التي حفرها الاحتلال تحت المسجد الأقصى المبارك، لا يغير من حقيقة فلسطينيتها شيئا".
وقال أبو ردينة إن "هوية القدس العربية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية لن تغيرها تصريحات نتنياهو ولا الواقع الموجود بحكم الاحتلال، لأن هذا الاحتلال لن يغير التاريخ ولن يصنع مستقبلا، ووجود نتنياهو وحكومته إنما هو بقوة السلاح والاحتلال الباطل ونهايته إلى زوال".
وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف الأعمال أحادية الجانب خاصة "الاستفزازية بحق المسلمين والمسيحيين على حد سواء، والانتهاكات المتكررة للمقدسات الإسلامية والمسيحية".
بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن إسرائيل "تضرب بعرض الحائط جميع بيانات التنديد سواء كان ذلك من الأمم المتحدة أو أي جهة كانت، ويجب أن نربح المعركة اليوم في الأقصى، لأنه السد المنيع لتاريخنا وديننا وحضارتنا ومستقبلنا وهويتنا الوطنية".
وأضاف اشتية في تصريحات للصحفيين في رام الله أن "الاعتداء ليس على المسجد الأقصى فقط ولكن أيضا على الكنائس والمقدسات ولذلك شعبنا يقف موحدا في مواجهة هذا العدوان".
وجاء ذلك في أعقاب عقد الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو اجتماعها الأسبوعي اليوم في أنفاق الحائط الغربي قرب المسجد الأقصى شرق مدينة القدس التي يريدها الفلسطينيون العاصمة لدولتهم المستقبلية.
ونشر نتنياهو صورة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مع أعضاء حكومته وكتب عليها "اجتماع حكومي خاص في أنفاق الحائط الغربي".
وكتب نتنياهو أن "القدس لنا موحدة إلى الأبد".
وفي افتتاح الجلسة، قال نتنياهو "نحن اليوم نعقد اجتماع الحكومة قرب جبل الهكيل (المسجد الأقصى)، وأن الشعب اليهودي هنا قبل 3000 عام، وكانت القدس عاصمتنا قبل لندن وواشنطن".
وذكرت الإذاعة العبرية العامة أن الاجتماع في أنفاق الحائط الغربي (البراق/المبكى) جاء احتفالا بالذكرى الـ 56 لتوحيد القدس بشقيها الشرقي والغربي تحت السيادة الإسرائيلية بعد حرب عام 1967.
وأفادت الإذاعة العبرية بأن الحكومة أقرت زيادة بقيمة 60 مليون شيقل (حوالي 166 ألف دولار أمريكي) "لتحديث البنية التحتية وتشجيع الزيارات إلى ساحة الحائط الغربي".
وفي الصدد أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية رفضها بشدة أية قرارات اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية في هذا الاجتماع "الاستفزازي بشأن رصد المزيد من الميزانيات بشأن الاستيطان في القدس بهدف تعزيز سيطرتها وفرض سيادتها على المدينة المقدسة".
وأكدت الوزارة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه أن جميع "إجراءات وسياسات الاحتلال تجاه القدس باطلة وغير شرعية ولا تنشأ أي حق لإسرائيل في ضم القدس أو السيادة عليها".
وطالب البيان بموقف دولي واضح "يدين هذا الاجتماع باعتبار أن القدس الشرقية جزءا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية، معتبرا أن "إفلات إسرائيل المستمر من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني".
وهذه هي المرة الثانية الذي يتم فيها الاجتماع في أنفاق الحائط الغربي للحكومة الإسرائيلية بعد عام 2017، ويأتي الاجتماع بعد ساعات من دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى المعروف لدى اليهود باسم (جبل الهيكل).
وفي الصدد اعتبر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس أن "اقتحام بن غفير للأقصى ليس أقل خطورة من عقد حكومته اجتماعها في منطقة حائط البراق على السور الغربي للأقصى، في رسالة تصعيدية واضحة وممنهجة ضد تاريخ وتراث المدينة العربي الإسلامي الأصيل".
وحمل بيان صادر عن المجلس الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تبعات هذا المشهد "بالغ الخطورة الذي يمس عموم المدينة المقدسة، وأهم مقدسات المسلمين فيها المسجد الأقصى، والذي سيتسبب بإشعال فتيل صراع ديني في المنطقة والعالم أجمع".
ودعا البيان الدول الإسلامية والعربية للإيفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية الفورية لأهلها ودعم ومساندة الوصاية الأردنية في الدفاع عن المسجد الأقصى وجميع المقدسات في المدينة.
كما اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان الناطق باسمها منذر الحايك أن عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها داخل نفق تحت حائط البراق "لن يغير من الحقيقة التاريخية والدينية للقدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وشدد الحايك في بيان على أن "باحات الأقصى والمدينة المقدسة ستبقى ملك للفلسطينيين ولن يكون للصهاينة مكان فيها".
وفي الصدد اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي في أنفاق حائط البراق لمدينة القدس "تصعيد خطير للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على المدينة المقدسة".
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن الشعب الفلسطيني سيواصل "قتاله ونضاله المشروع للحفاظ على هوية مدينة القدس العربية والإسلامية".
وسبق أن اعتمدت منظمة اليونسكو في أكتوبر 2016 وبشكل نهائي مشروع قرار فلسطيني عربي مشترك ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط (البراق/المبكى) في القدس، وهو ما لاقى ترحيبا فلسطينيا واسعا في حينه.
ويعتبر الحرم القدسي عند اليهود الذين يطلقون عليه اسم "جبل الهيكل" نسبة إلى هيكل النبي سليمان مكانا مقدسا، فيما يقول الفلسطينيون إن المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونما هو للمسلمين وحدهم.
ويريد الفلسطينيون الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما تصر إسرائيل أن القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة موحدة لدولتها.